سورية

بعد لقاءات لاوس وجنيف.. اجتماع روسي أميركي عسكري لتعزيز «عدم التصادم»

| الوطن- وكالات

بعد أن خففت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» وهيئة الأركان اعتراضاتهما على التعاون الأميركي- الروسي، ربما تجاوباً مع الرئيس باراك أوباما، أجرى مسؤولون عسكريون روس وأميركيون مباحثات أمس لتعزيز اتفاق «عدم التصادم» في الأجواء السورية، الذي سبق أن توصل إليه الجانبان أواخر العام الماضي وحكم حركة الطائرات الروسية وطائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش في سورية والعراق.
ومنتصف الشهر الجاري، ناقش وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسودة مقترح أعدتها إدارة الرئيس أوباما للتعاون الأمني بين واشنطن وموسكو في مواجهة جبهة النصرة مقابل حماية «المعارضة المسلحة المعتدلة» من القصف بالطيران. ولإظهار رفضها للمسودة، سربت الأوساط العسكرية والأمنية الأميركية نصها للصحف، وشنت حملة إعلامية ضدها. وعبر العديد من المسؤولين الأميركيين، وبالأخص العسكريون والأمنيون منهم، عن القلق من أن تبادل المعلومات مع الروس قد يجازف بكشف مصادر المخابرات الأميركية وطرقها وقدراتها. لكن أوباما أصر على إنفاذ كلمته والمضي في إنضاج مشروعه للتعاون الأمني مع روسيا. وإلى الآن، انحصر التعاون العسكري بين القوات الروسية والأميركية في سورية، باتفاق عدم التصادم، الذي ينص على تحديد مسافة آمنة لطائرات روسيا وأميركا وحلفائها في «التحالف الدولي». وبينما تصر موسكو على توسيع هذا التعاون كي يصبح مشابهاً للتحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية، اكتفت واشنطن حتى ما قبل زيارة كيري إلى موسكو، بعرض تعاون محدود لتنفيذ عمليات إنقاذ مشتركة للطيارين إذا ما أسقطت طائراتهم!
وقبل أقل من أسبوعين، توصل كيري ولافروف بعد محادثات ماراثونية في موسكو، إلى اتفاق على قائمة طويلة من «الخطوات الملموسة» الهادفة إلى تحقيق التعاون الروسي الأميركي ضد النصرة وداعش في سورية، واستئناف العملية السياسية المتعثرة لحل أزمتها. وبعد محادثاتهما أول من أمس في لاوس، أعلن لافروف أن تنفيذ «الخطوات» منوط بعمليات القوات الروسية وقوات التحالف الدولي.
وجاء «نجاح»، على حد تعبير كيري، الاجتماع السياسي في لاوس، و«التقدم» الحاصل في المشاورات الثلاثية التي أجراها الدبلوماسيون الروس والأميركيون مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف، بمنزلة إشارة لانعقاد الاجتماع العسكري الروسي الأميركي أمس.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها بحثت مع نظيرتها الأميركية مسائل أمن الطيران في الأجواء السورية والقضايا المتعلقة بتفادي وقوع الحوادث وضمان أمن الطيران في المجال الجوي السوري.
وطغت الاختلافات على العلاقة بين وزارتي دفاع البلدين بعد قصف طائرات روسية لموقع «جيش سورية الجديدة» في معبر التنف الحدودي على الحدود مع العراق. وجعلت هذه الحادثة التي بررها المسؤولون العسكريون الروس لكون القاعدة بعيدة عن مواقع «المعارضة المسلحة المعتدلة» في غرب البلاد، البنتاغون أكثر تشدداً في رفض التعاون مع روسيا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الجانبين ناقشا عبر دارة تلفزيونية مغلقة «الإجراءات الإضافية» لضمان أمن العمليات في المجال الجوي السوري. وأوضحت أن النقاش «تطرق لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم (اتفاق عدم التصادم) الموقعة في تشرين الأول العام الماضي». وأكدت أن قنوات الاتصال التي أقيمت بموجب هذه المذكرة تسمح بتقليص مخاطر وقوع الحوادث بين طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية وطائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
واختتمت الدفاع الروسية بيانها بالتأكيد على مواصلة «الاتصالات بين الخبراء الروس والأميركيين عبر القنوات الثنائية»، كاشفةً عن حصول اتفاق على «مؤتمر جديد (بين الوزارتين) عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في نهاية (شهر) آب القادم».
وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعمه لجهود كيري في استطلاع إمكانية التعاون مع الروس، لكنه أعرب عن تحفظات قوية وشكوك عميقة لأن موسكو ترفض «دعم انتقال سياسي» يبعد الرئيس بشار الأسد من السلطة و«محاربة المتطرفين» وليس «المعارضة المسلحة المعتدلة». وأكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أن أي تعاون عسكري أو مخابراتي بين الولايات المتحدة وروسيا لضرب أهداف في سورية سيتضمن إجراءات لضمان أمن العمليات الأميركية ولن يقوم على الثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن