سورية

مديح «الإخوان» و«العليا للمفاوضات» لها يعقد جهود أميركا لفصلها عن المعتدلين!! … واشنطن تؤكد أنها ستقاتل سوّية مع موسكو «النصرة الجديدة»

| الوطن – وكالات

باستثناء «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، وجماعة «الإخوان المسلمون» المحظورة في سورية، لم يقتنع أحد في العالم كله، وربما أبو محمد الجولاني نفسه، بإعلان فك ارتباط جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة. وباركت حركة أحرار الشام الإسلامية للنصرة «حلتها الجديدة» داعيةً إلى توحيد المسلحين.
وعقب ساعات من مباركة القاعدة، ظهر الجولاني مساء الخميس بوجهه لأول مرة، متوسطاً قياديين كبيرين في الجبهة ليعلن فك الارتباط عن التنظيم، وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام»! واختار الجولاني للظهور معه في الفيديو الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية، أحد كبار شرعيي النصرة أبو عبد اللـه الشامي، وعضو مجلس قيادة الجبهة أحمد سلامة مبروك (مصري الجنسية)، المعروف بـ«أبي الفرج المصري»، الزعيم المخضرم في القاعدة وأحد المخططين والراسمين لإستراتيجية التنظيم!!
وردت واشنطن على إعلان الجولاني بالتأكيد أن النصرة ستبقى «هدفاً للغارات الأميركية» معلنةً عزمها على قتالها مع الروس. وكذلك كان الموقف الروسي. وقضى ذلك على مساعي الجبهة لإحباط الاتفاق الروسي الأميركي عليها، وإعادة تأهيل «النصرة» وتعويهما، لكن ذلك لا يسري على المعارضة الخارجية والجماعات الإسلامية، وهو ما قد يعقد جهود واشنطن لفصل «النصرة» عن المعارضة المعتدلة كما تعهدت أمام موسكو.
فعلى الرغم من مواقف الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة التي شككت في فك الارتباط وأصرت على تصنيف الجبهة باسمها الجديد على قائمة مجلس الأمن للتنظيمات الإرهابية، رحبت «الهيئة العليا للمفاوضات» بإعلان الجولاني وتشكيل جسم جديد لا يرتبط بجهة خارجية.
وطالبت «العليا للمفاوضات» في بيان نشرته أمس الأول على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، النصرة» بإتباع هذه الخطوة بـ«خطوات أخرى لتصحيح أخطاء الفترة الماضية، وتحقيق الاندماج مع المشروع الوطني الحقيقي الذي يجمع كل السوريين تحت راية واحدة، تنتقل بالبلاد إلى مرحلة خالية من الاستبداد والظلم». وختمت بيانها بالتأكيد إن الشعب السوري لن يرضى إلا أن تكون سورية المستقبل دولة الحرية والعدالة والمساواة، التي توفر الأمن والاستقرار لأبنائها بعيداً عن فكر التطرف والغلو.
في سياق متصل، رحبت جماعة «الإخوان المسلمين» في بيان مشابه لذاك الصادر عن «العليا للمفاوضات»، بقرار النصرة واصفةً إياه بـ«الخطوة الأولى نحو محلية الثورة وأهدافها»، واعتبرت أن هذه الخطوة تحتاج إلى المزيد من الالتحام مع الحاضنة الشعبية برد الحقوق والمظالم، ودعت الجميع إلى تنفيذ «مراجعات شاملة».
وشدد البيان على أن المعركة الوحيدة هي مع النظام، وعلى الجميع أن يوجه بندقيته نحو النظام ومن وصفه بـ«المحتل» الروسي والإيراني. وشدد أيضاً على أن مستقبل سورية بيد الشعب وحده فقط، وشكل الدولة يرسمه الشعب بإرادته واختياره الجميع.
كما رحَّبت «أحرار الشام» بإعلان الجولاني، معتبرةً أن «هذه الخطوة انتظرها أهل الشام طويلًا»، وشكرت في بيان لها قادة الجبهة على استجابتهم للنصائح المقدمة لهم، وإعلانهم فك الارتباط عن القاعدة. ودعت الحركة «جبهة فتح الشام وجميع الفصائل الثورية للمسارعة بإعداد خطوات جدية لتحقيق مشروع جامع يوحد شمل الفصائل في جسم واحد».
وكشف قيادي كبير في «أحرار الشام» أن الحركة وفصائل أخرى مارست، ضغوطاً «كبيرة» على «النصرة» لفك ارتباطها بالقاعدة. وأعرب أبو البراء معرشمارين قائد «قاطع الحدود والساحل» في الحركة ومندوبها في تحالف «جيش الفتح»، عن أمله في تشكيل جسم عسكري يضم «النصرة (جبهة فتح الشام) والجيش الحر وجميع الفصائل، ويكون الحكومة أو الدولة المستقبلية لسورية»، بعد خطوة فك الارتباط التي «ستغير سير المعارك وتكون بداية نهاية النظام»، لافتاً في هذا الصدد إلى مساعي «تجمع أهل العلم بالشام» لتوحيد الفصائل العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن