سورية

الصهاينة يكشفون أن «اعتراف العالم بقرار ضم الجولان» هو ثمن دعمهم الإرهاب في سورية

أخيراً أعلن الصهاينة عن الثمن الذي يبتغونه من دعمهم الإرهاب في سورية، لسنوات خلت، ويتمثل في اعتراف العالم بضم الكيان الصهيوني للقسم المحتل من الجولان العربي السوري، باعتبار أن سورية «لم تعد دولة يمكنها المطالبة به، ونتيجة تقدم المتطرفين». ودعم جيش الاحتلال الإرهابيين بالسلاح والمعدات وبالتغطية النارية وبالتوجيه العسكري وصور الأقمار الاصطناعية. وبلغ الدعم الصهيوني للإرهابيين ذروته صيف العام الماضي عندما سمح للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة بالتسلل من القسم المحتل من الجولان، ليهاجم وحدات الجيش العربي السوري في معبر القنيطرة في القسم المحرر.
وفي كلمة أمام مؤتمر «هرتزيليا» السنوي، قال وزير التعليم في حكومة العدو الصهيوني نفتالي بينيت: «أنادي المجتمع الدولي: قفوا معنا واعترفوا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الآن.. الحدود تتغير كل يوم.. سورية لم تعد موجودة كدولة. لهذا فقد آن أوان المبادرة». وتذرع بينيت وهو زعيم حزب «البيت اليهودي» المتشدد، بهذا الطلب ببروز تنظيم داعش وسيطرة متشدديه على مناطق في سورية والعراق، إذ تساءل «لمن تريدوننا أن نعطي الجولان؟ ل(الرئيس بشار) الأسد؟ أم لجبهة النصرة؟ أم لتنظيم (داعش)، أم لحزب اللـه؟». وأضاف: «من الواضح أنه لو كنا أنصتنا للعالم وسلمنا الجولان لكان (داعش) يسبح في بحر الجليل (بحيرة طبريا)… لقد نلنا بالفعل كفايتنا من النفاق». وقال بينيت المؤيد الرئيسي للحركة الاستيطانية: «على إسرائيل أن تزيد عدد المستوطنات في الجولان إلى أربعة أمثالها خلال الأعوام الخمسة المقبلة». ويبلغ عدد المستوطنين اليهود هناك الآن 23 ألفاً.
وأدان جهود المقاطعة التي يقوم بها معارضو المستوطنات. وقال: «أفهم وجود خلاف بشأن يهودا والسامرة، التي يسميها العالم الضفة الغربية. وأفهم أنه بشأن هذه المسألة فإننا نتفق على ألا نتفق». وتابع «ولكن بالنسبة للجولان، ما هو المنطق من حظر الصادرات الزراعية؟ ما هو الهدف؟».
وقارن الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية المتزايدة على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، بموقف المجتمع الدولي حول المناطق الأخرى المختلف عليها. وقال «كفى نفاقاً، وكفى ازدواجية في المعايير». وأضاف: «الاتحاد الأوروبي لا يتعامل مع شمال قبرص المحتل (من قبل تركيا) أو الصحراء الغربية بالطريقة نفسها التي يتعامل بها مع الجولان».
واحتل العدو الصهيوني هضبة الجولان عام 1967. وفي عام 1981، أعلن الكنيست الإسرائيلي عن قرار ضمه للجولان في إجراء رفضه مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعتبر المجتمع الدولي جميع أعمال البناء الإسرائيلية على الأراضي التي احتلتها خلال حرب 1967 غير قانونية.
وسيكون الموضوع السوري على رأس أولويات برنامج زيارة إلى إسرائيل يقوم بها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي. وقال دبلوماسي أميركي: «بصراحة لا أحد يعلم ما ينبغي فعله بشأن سورية. نحن نستمع إلى حلفائنا في هذا الشأن.. وهذا ما سيفعله ديمبسي في إسرائيل». ويسعى الوزير المتشدد أيضاً من خلال تصريحاته إلى تقويض التأييد لقيام الدولة الفلسطينية. وحزب بينيت واحد من أكبر الشركاء في ائتلاف بنيامين نتنياهو اليميني الحاكم ولكنه اختلف مع نتنياهو بشأن ما إذا كان يتعين أن تحيي إسرائيل محادثات السلام مع الفلسطينيين. فبخلاف رئيس الوزراء يعارض بينيت علناً قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل ويفضل ضم أجزاء من المنطقة فيها كتل سكانية كبيرة من المستوطنين. وامتنع مكتب نتنياهو عن التعليق على خطاب بينيت.
(رويترز – أ. ف. ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن