الخبر الرئيسي

مزيد من قتلى الميليشيات والإرهابيين في «مقبرة» حلب … الجيش يثبّت في محيط الكليات تمهيداً لاستردادها

| حلب – الوطن

مهد الجيش العربي السوري أمس بالوسائط النارية المناسبة على المناطق التي سيطر عليها المسلحون في اليوم السابق في الكليات الحربية ومنطقة الراموسة جنوب غرب حلب، في مسعى لاستردادها بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت ومحتم عليها سحق الإرهاب العابر للحدود.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» بأن الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها بعدما أعاد تموضعه في محيطها وشكل حزاماً فولاذياً حولها من جهة حلب يحول دون اختراقه نحو أحياء المدينة ومن صوب معمل الإسمنت جنوباً والمواجه لحي الشيخ سعيد.
وأوضح المصدر أن سلاحي الجو في الجيشين السوري والروسي شنا غارات مكثفة طالت كليتي المدفعية والتسليح ومحيطهما ونقاط تمركز المسلحين في منطقة الراموسة، أدت إلى طمر المئات منهم تحت أركان الأبنية المتداعية، ما أرغم أعداداً كبيرة من المسلحين على الفرار من المنطقة لكن الطيران لاحقهم ودمر خطوط إمدادهم في خان العسل وقبتان الجبل وكفرناها والأتارب وأورم الكبرى في ريف المحافظة الغربي وفي وخان طومان والزربة وخلصة في ريفها الجنوبي وصولاً إلى ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي في الوقت الذي طالت غاراته مراكزهم داخل أحياء حلب الشرقية مثل القاطرجي وميسر والمرجة والأنصاري.
وأكد المصدر أن الممر العسكري الذي فتحه المسلحون من ريف حلب الجنوبي إلى الشيخ سعيد عبر الراموسة غير آمن نهائياً لعمليات الإغاثة ولإجلاء العسكريين والمدنيين من الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية وأن الطيران الحربي ينفذ غارات متتالية تستهدف مركبات المسلحين فيه، في حين أشار المصدر إلى أن الجيش ما زال يمتلك طريقا إلى حلب لإمداداته وأن طريقاً آخر بديلاً يجري تجهيزه لعبور المواد التموينية والمشتقات النفطية للمدينة التي لن تعيش الحصار بهمة وتضحيات الجيش.
ونقل متحدث عسكري من «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، أن الوحدات المسيطرة على حيي الشيخ مقصود والسكن الشبابي المجاور له، جاهزة للدفاع عن المدنيين ومواجهة الهجمة الإرهابية المسعورة التي تطال مدينة حلب والتهديدات التي يطلقها مسؤولو ميليشيا «جيش الفتح» وتؤكد أنه لا مكان للإرهاب في سورية.
وبدأت أمس تنسيقيات المسلحين بجرد أسماء قتلى المسلحين واعترفت في أول قائمة بمقتل 47 مسلحاً بينهم المسؤول العسكري في جماعة «أنصار الإسلام» الملقب أبو الوليد سفيان والمسؤول الميداني في ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» عيسى محمد الحرباوي ومسؤول كتيبة «صواعق الحق» في الفرقة الشمالية أحمد طاهر.
وتحدثت تقارير عن مقتل 800 مسلح في معركة كلية التسليح فقط خلال 3 أيام عدا عن صرعى المسلحين في باقي الجبهات وعلى مدار أسبوع مضى والذين قدر عددهم بأكثر من 2500 مسلح.
إلى ذلك، أعلن لواء «القدس الفلسطيني» الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت قرب الشيخ سعيد، عدا المؤازرات التي أرسلتها حامية مطار كويرس العسكري من ريف حلب الشرقي لمساندة الجيش في عمليته العسكرية القريبة المرتقبة والتي ستزلزل الأرض تحت أقدام الإرهابيين وداعميهم.
تأتي تلك التطورات وسط أنباء عن أن ضباط استخبارات من الجيشين التركي والقطري كانوا قدموا إلى الأحياء الشرقية من مدينة حلب لمساندة مسلحيها وتقديم المشورة لهم قبل فرض الجيش السوري طوقاً حولهم، ما زلوا محاصرين فيها على الرغم من نجاح ميليشيا «جيش الفتح» في شق ممر عسكري يصل ريف حلب الجنوبي بمناطق سيطرتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن