رياضة

حروب الرياضة

| خالد عرنوس 

منذ إعادة إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة مع نهاية القرن التاسع عشر طرح القائمون على الفكرة عدة مبادئ للعمل عليها وتمت إقامة الأولمبياد من أجلها وتأتي في مقدمتها المنافسة الشريفة الخالصة من البغضاء والشحناء والغش بالطبع وما يلفت النظر إن كل تلك المبادئ التي حاول كثيرون السير عليها فشلت في أماكن ومواعيد كثيرة.
فمن يقرأ أن بطلاً يدعى جيم ثورت جرد من ميداليته الذهبية قبل أكثر من قرن بدعوى تلقيه أموالاً مقابل مزاولته لعبة البيسبول يحسب أن كل الألعاب الرياضية وخاصة الأولمبية تحمل الأخلاق والروح الرياضية السامية التي يجب أن تسود كل الرياضات، لكن للأسف ما خفي أو أصبح علناً كان أعظم وأدهى.
فلا تقل لي هواية ومبادئ أولمبية ولا يحزنون، فبعد الحرب العالمية الأولى بدأت الدورات الأولمبية تأخذ منحى آخر وخاصة مع النجاح المنقطع النظير الذي حققته إعلامياً وإعلانياً، فأصبحت الدورات حفلاً استعراضياً لتبييض صفحات الزعماء السياسيين ومثلها كأس العالم بالطبع، أي إن الرياضة أضحت وسيلة رائعة للدعاية السياسية، وما إن دخلت الدعاية (التجارية) حتى أكملت على ما تبقى من الروح الرياضية الأولمبية وأصبح الفوز بالميداليات البراقة يتقدم كل ما يتعلق بالمنافسة الشريفة.
ولذلك لم يكن غريباً أن تدخل المنشطات طرفاً في اللعبة وعلى الرغم من (تجريم) المتعاطين (رياضياً) وحرمانهم من إنجازاتهم واستبعادهم من ممارسة الرياضة لمدد متفاوتة قد تصل إلى (مدى الحياة) إلا أننا مازلنا نسمع هنا وهناك عن رياضيين يتعاطون المنشطات من أجل فرصة أفضل للفوز، وها هي روسيا تفقد جهود الكثير من رياضييها في أولمبياد الريو على خلفية اتهامهم بتعاطي المنشاطات ولم تمر الموافقة على مشاركة روسيا في ريو دي جانيرو مرور الكرام فالقرار لم يعجب الكثير من المنافسين وهاهي اللجنة الأولمبية الألمانية تطالب رئيس اللجنة الأولمبية (الألماني باخ) بالاستقالة وطبعاً معه أعضاء اللجنة الدولية التي سمحت للروس بالمشاركة بالدورة.
لم تكن الرياضة خالية من التدخلات السياسية والتجارية ولن تكون مستقبلاً ولذلك سنتابع معارك كثيرة أولها ما شهدناه ونشهده في سباق تنظيم المسابقات الكبرى وخاصة الدورات الأولمبية والمونديالات الكروية، وأصبح الشعار الأولمبي لا يقتصر على (الأسرع ، الأقوى، الأعلى) بإضافة (المتنشط) وربما أشياء أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن