شؤون محلية

مساكن «شبابية» ليست للشباب…!!

| محمود الصالح

يبدو أن المؤسسة العامة للإسكان تريد أن تعوض كل الخسائر التي تكبدتها بمبرر أو من دون مبرر من أكتاف ذوي الدخل المحدود الذي اضطرتهم الحاجة إلى تامين سقف يؤويهم وأطفالهم منذ سنوات طويلة وقتروا على أنفسهم وقطعوا من لقمة أطفالهم القسط الشهري الذي كانوا يدفعونه للمؤسسة منذ عدة سنوات حين الاكتتاب على مسكنهم المأمول. لكن المؤسسة العامة للإسكان تصر على القضاء على حلم آلاف المواطنين في الحصول على مساكنهم التي اكتتبوا عليها أو حتى التي خصصوا بها. من خلال قرارها الأخير الذي أصدرته رئاسة مجلس الوزراء رقم 2292 تاريخ 1/8/2016 والقاضي بزيادة القسط الشهري للمكتتبين على مشروع السكن الشبابي من جميع الفئات للمشاريع الجاري تنفيذها وكذلك للمخصصين والذين لم يبرموا عقود بيع حتى تاريخه ليصبح 8000 ليرة سورية. واشترط القرار أن تصل مدفوعات المكتتب إلى 30% من القيمة التخمينية للمسكن.
هذا القرار يصب في خانة تعجيز الشباب الذين يعيشون على أمل الحصول على مسكن يساعدهم على الزواج والاستقرار. لأنه من غير المعقول أن يتم مضاعفة القسط 4 مرات بعد أن كان القسط الشهري 2000 ليرة ليصبح الآن 8000 ليرة وهذا المبلغ هو أكبر من قدرة أي شاب يبدأ حياته الآن. خصوصاً أن أجر بدء الراتب لا يزيد عن 20 ألف ليرة سورية. وهو لا يكفي لسد احتياجات المعيشة. هذا من جانب ومن جانب آخر هناك من استلم مسكنه على المفتاح ورقيا وماليا ولكن على الواقع أن البيت لم ينفذ فيه سوى نصف الإكساء. هذه حقيقة لا بد من الوقوف عندها مطولاً إذا أردنا تحقيق الاستقرار لجيل الشباب. لأن الاستمرار في اتخاذ مثل هذه القرارات يعني أننا ندفع المزيد من الشباب إلى القرار الصعب الذي لا يريدونه بالهجرة…!!!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن