عربي ودولي

محكمة مصرية تقضي بإعدام 11 متهماً في قضية إستاد بورسعيد…مصر استدعت السفير الأميركي بشأن زيارة شخصيات إخوانية لواشنطن واستنكرت بـ«شدة» التقرير «المسيس» لمنظمة « رايتس ووتش» الأميركية

القاهرة: رلى الهباهبة – دمشق – وكالات: 

استنكرت وزارة الخارجية المصرية أمس الثلاثاء بشدة التقرير الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية حول مصر، مؤكدة أن هذا التقرير «مسيس ويفتقر لأبسط قواعد الدقة والموضوعية».
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير بدر عبد العاطي في بيان صحفي: «إن هذا الأمر ليس بمستغرب أن يصدر عن منظمة ليس لديها مصداقية سواء للرأي العام المصري أم لدى العديد من دول العالم بسبب ما دأبت عليه المنظمة من ترويج للأكاذيب ومعلومات مغلوطة وليس لها أساس من الصحة ولا تمت للواقع بصلة استناداً إلى مصادر معلومات غير موثقة وغير دقيقة».
وأضاف عبد العاطي: إن «التقارير غير الموضوعية التي دأبت المنظمة على إصدارها عن مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو 2013 تؤكد بجلاء أن هذه المنظمة تستهدف بشكل مباشر النيل من الشعب المصري وإرادته لتحقيق تطلعاته»، وأنه «كلما تقدمت مصر وحققت إنجازات سواء على المستوى السياسي أم الاقتصادي أم الاجتماعي، قامت المنظمة بدورها بترويج الأكاذيب لتستهدف استقرار البلاد والتشكيك في إرادة الشعب المصري، وذلك من خلال إصدارها لتقارير وبيانات مسيسة، وقيادة حملة ممنهجة على مصر ما يشير إلى أنها تعمل وفق أجندة تتناقض مع مصالح الشعب المصري».
وقال عبد العاطي: إنه «يتضح من التقرير أن هذه المنظمة التي تدعي باطلاً دفاعها واحترامها لحقوق الإنسان باعتبارهما الهدف الأساسي من عملها، إنما تساند العمليات والممارسات الإرهابية وتدعم كذلك مرتكبي أعمال العنف والترويع، وخاصة في ضوء صمت هذه المنظمة المريب إزاء العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين العزل الأبرياء ورجال الجيش والشرطة والقضاء».
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية قد زعمت في تقرير لها نشرته الإثنين عبر موقعها الإلكتروني، أن مصر شهدت اعتداءً صارخاً على حقوق الإنسان منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه قبل عام. يأتي ذلك في وقت قالت مصادر مطلعة مساء الإثنين: إن الحكومة المصرية استدعت السفير الأميركي في القاهرة للتعبير عن امتعاضها من زيارة شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر إلى واشنطن لحضور مؤتمر أهلي.
وقال المصدر متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته: إن مسؤولين أميركيين لا يعتزمون لقاء المجموعة رغم أنهم اجتمعوا مع شخصيات إخوانية أثناء زيارة إلى واشنطن في كانون الثاني الماضي.
وامتنعت المصادر عن أن تذكر على وجه التحديد متى استدعت الحكومة المصرية السفير الأميركي، ستيفن بيكروفت، رغم أن أحد المصادر، قال: إن ذلك حدث في الأيام القليلة الماضية، وطلبت مصر الاجتماع لتوضيح عدم رضاها عن تعاملات أميركية مع جماعة الإخوان المسلمين.
وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جيف راتكه، عن قول إذا ما كانت السلطات المصرية قد استدعت بيكروفت أو إذا ما كان مسؤولون أميركيون سيلتقون شخصيات إخوانية تزور واشنطن قائلاً للصحفيين: إنه على علم بتقارير لوسائل الإعلام عن مثل هذه الزيارة لكن «ليس لدي أي اجتماعات لأعلنها»، وأضاف: إن سياسة الولايات المتحدة تبقى التواصل مع أناس من مختلف الطيف السياسي في مصر.
وفي كانون الثاني قالت وزارة الخارجية الأميركية: إن مسؤولين بالوزارة اجتمعوا مع مجموعة زائرة من برلمانيين مصريين سابقين من بينهم أعضاء سابقون بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين التي أمرت محكمة في مصر بحظرها في 2013 بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة.
وفي سياق آخر قضت محكمة مصرية أمس بإعدام 11 شخصاً في إعادة محاكمة المتهمين في أحداث إستاد بورسعيد التي وقعت عام 2012.
كانت المحكمة قررت في نيسان إحالة أوراق 11 متهماً للمفتي لاستطلاع رأيه في إعدامهم وحددت 30 أيار للنطق بالحكم ثم مدت أجل النطق بالحكم إلى أمس الثلاثاء. وتعد أحداث بورسعيد أسوأ ما شهدته ملاعب كرة القدم المصرية من أعمال عنف في تاريخ البلاد إذ أسفرت عن مقتل أكثر من 70 من المشجعين وإصابة ألف على الأقل. وعاقبت المحكمة عشرة متهمين آخرين بالسجن المشدد 15 عاماً و14 متهماً بالسجن المشدد عشرة أعوام و15 متهماً بالسجن 5 سنوات ومتهماً واحداً بالسجن سنة كما برأت 21 متهماً. ويمكن الطعن مرة أخيرة على الحكم أمام محكمة النقض.
وفي عام 2013 قضت محكمة جنايات بورسعيد بإعدام 21 شخصاً في القضية ما تسبب في أحداث عنف في المدينة المطلة على البحر المتوسط قتل فيها عشرات الأشخاص.
وبعد مرور أكثر من عام على الحكم ألغته محكمة النقض وأمرت بإعادة المحاكمة التي صدر فيها الحكم أمس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن