حوار ساخن بين مواطني طرطوس ومحافظها … مطالبات مقابل تبريرات
| طرطوس- محمد حسين
كادت مشكلة مجلس مدينة طرطوس تطغى على ما عداها من مشكلات تم طرحها في منبر الصحفيين الشهري الذي أقيم تحت عنوان «شؤون وشجون محافظة طرطوس» بحضور المحافظ صفوان أبو سعدى ورئيس اتحاد الصحفيين الزميل إلياس مراد وأمين فرع الحزب غسان أسعد..
وتركزت مداخلات الحضور على أغلب مشاكل المحافظة من النظافة إلى المخططات التنظيمية إلى الغلاء إلى الأكشاك ومشكلة مناطق المخالفات والطابق الخامس والطرق الزراعية والتعدي على الغابات والاشتراطات المركزية فيما يخص تراخيص المنشآت الصناعية والزراعية وكذلك مشكلة البنزين وقضية التأمين الجبري على الأراضي الذي يمنع تشييد الأبنية عليها وكذلك تلاعب أصحاب الكازيات بالمكاييل ومشكلة الحراج والتعدي على الغابات خاصة في قرية بيت باسط التي تعاني من مشكلة في مياه الشرب أيضاً..
وعلى مدى نحو أربع ساعات شهدت الكثير من النقاشات الحامية خاصة في موضوع (الرادار ورأس الشغري) الذي بدأت مشكلته منذ 40 عاماً وأصبح الآن أكثر من 5 آلاف منزل في حين صدر أول مخطط تنظيمي له في عام 1990 وتم تصديقه في عام 2008 دون أن يطبق.. كما تم تشريع البناء على الشيوع ثم أوقف العمل به وتتالت العراقيل والتأخيرات وحتى الآن المنطقة لم تنظم ولا أحد يعرف أسباب التأخير! وكذلك مشكلة حي البالوعة ضمن الحي نفسه والطريق الرئيس الذي تم حفره وبقي على حاله ينتظر إعادته إلى وضعه السابق.
ومن جانب آخر يخص مجلس مدينة طرطوس تحدثت إحدى المداخلات عن الانتشار الكثيف للأكشاك وعلى كل الأرصفة في حين بقيت الأسواق التي أقامتها البلدية فارغة ممتلئة بالقاذورات.. وفي قضية النظافة في المدينة تحدثت أكثر من مداخلة عن انتشار الحشرات.. كما تحدثت إحدى المداخلات عن التقارير التفتيشية التي طالت أكثر من جهة عامة وخاصة مجلس المدينة.. وأخرى عن استثمارات مجلس المدينة الكثيرة التي طالت الحدائق ومع ذلك لا يزال المجلس يطلب الإعانات بشكل دوري ومستمر.. محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى تدخل وأجاب أكثر من مرة موضحاً شارحاً.. فطرطوس تستحق الأفضل كما قال ولا يمكن السماح بأن تكون مزنرة بالمخالفات والمطلوب مسكن صحي بيئي محترم مرخص أصولاً..
وقدم شرحاً بمنطق العارف عن دور مجلس المدينة السلبي في قضية حي الرادار ورأس الشغري وعن محاولته إيجاد الحلول لهذه المشكلة.. فمجلس المدينة يقول إن المكتب التنفيذي هو المعرقل ولكن القصة لم تكن هكذا ومجلس المدينة يريد اعتبار المنطقة منطقة مخالفات كي لا يقوم باستملاكها وكانت المفاجأة أن المجلس يريد ضم بعض العقارات لأصحاب النفوذ إلى المنطقة فتم تكليف مهندس مستقل لمتابعة هذا الأمر.. ولكن الزمن يمرّ والمطلوب إرادة العمل وعندما يعلو صوتنا لأننا نعلم خفايا الأمور كما قال ونحن ضدّ أن يتاجر أحد باسم الشهداء خاصة من تجار البناء المخالف مؤكداً أنه ليس غيوراً على طرطوس أكثر من أهلها ولكن من أجل الحفاظ على طرطوس أم الشهداء ولؤلؤة المتوسط والشرق أيضاً.. وكان المحافظ بدأ الجلسة بحديث مستفيض عما تم ويتم إنجازه في كل المناحي الخدمية على صعيد المحافظة في مجالات الكهرباء والطرق المركزية والصرف الصحي والمياه..
مشيراً إلى مكب وادي الهدة الذي سيقلع بطاقته القصوى في الشهر العاشر من هذه السنة بعد أن وصل المكبس وبعض التجهيزات إلى مرفأ اللاذقية.. مبيناً أن النظافة مشكلة المشاكل رغم الدعم السخي من المدينة والمحافظة لمجلس مدينة طرطوس حيث تم منحه /250/ مليون ليرة ومع ذلك لم يتمكن من معالجة مشكلة النظافة، وفي موضوع السكن الشبابي تحدث المحافظ عن قرار الاستملاك السابق في أبو عفصة باعتباره قراراً خاطئاً ممن أراد الاستملاك هناك متهماً إياه بأنه لم يكن يريد للسكن الشبابي أن ينجز.. مشيراً إلى أنه تم تأمين البديل وسيطلق المشروع قريباً.. أما في قضية السكن المناطقي فأشار المحافظ إلى أن التعليمات التنفيذية بخصوصه لم تصدر حتى الآن من الوزارة علماً أن المحافظة استطاعت تأمين /34/ هكتاراً في عدد من البلديات لهذه الغاية.. وفي موضوع البطاقة الذكية أكد أن هذا المشروع سيقضي على الفساد بشكل كامل وسيتم من خلال البطاقة الحصول على الخدمات المدعومة من الدولة مثل المازوت والخبز وعدد من المواد.. مشيراً إلى أن هذا المشروع سيبدأ من القدموس خلال يومين ومن ثم سيتم تعميمه إلى بقية المناطق بعد تجاوز الثغرات التي تظهر خلال التطبيق.. أدار الحوار الزميل هيثم يحيى محمد رئيس فرع اتحاد الصحفيين بطرطوس وغصّت قاعة المركز الثقافي بالحضور من مواطنين وفعاليات مختلفة تتقدمهم قيادة فرع الحزب ورئيس اتحاد الصحفيين السوريين وبعض أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء مجلس الشعب ورئيس مجلس المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي وإدارات المحافظة المختلفة.. وقد شهد الحوار ارتفاعاً في الوتيرة وكان ساخناً جداً من عدد من المتحدثين.. وقد أجاب بعض المديرين على الطروحات التي تخصهم.