رياضة

رحلة العمر

| مالك حمود

مهم الحديث عن التاريخ، لكن الأكثر أهمية أن يكون الحديث مع التاريخ نفسه.
كم كان جميلا لقاء نجوم كرة السلة السورية القدامى مع بعضهم بعد عشرات السنين من البعاد.
ذلك اللقاء الذي قامت بتنظيمه اللجنة الفنية لكرة السلة بدمشق في مبادرة ذات هدف اجتماعي يحمل في ثناياه بعضا من معاني الوفاء والذكرى لأناس قدموا الكثير لكرة السلة السورية وحتى العربية.
أناس ابتعدوا عن كرة السلة بفعل الظروف ومتغيرات الحياة، لكنها ما تزال في قلوبهم ووجدانهم، وصورها الجميلة ما تزال تسكن في ذاكرتهم الزاخرة.
لقاء قدامى نجوم سلتنا كان رائعا بحميميته ووفاء رجال الماضي واشتياقهم لبعضهم، وكان فرصة لاستعراض مشترك لشريط الذاكرة لمشاهد جميلة ومؤثرة عاشوها معا بين الخمسينيات والثمانينيات، وكم كانت رائعة تلك الأيام وأحداثها المميزة التي دخلت التاريخ، بل صنعت تاريخاً ذهبياً لكرة السلة السورية.
لقاء نجوم الأمس تحقق اليوم، وحقق الغاية من الجانب الاجتماعي في جلسة ضمت نخبة من مفكري كرة السلة السورية وروادها وبعضهم من قاد اتحادها فترات وسنوات، وهنا بيت القصيد.
ترى لماذا لا تستفيد كرة سلتنا من هذا الحشد الضخم بفكره وعلمه وثقافته وخبرته الدولية الواسعة ورؤيته العميقة والبعيدة؟
صحيح أن هؤلاء لم تعد لديهم الرغبة في منظومة العمل الرياضي بعدما اعتبروا أنفسهم متقاعدين عمرياً، لكن ذلك لن يقلل من أهمية ما يحملونه من فائدة للسلة السورية التي تبدو في هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة لمن يقدم لها العون والدعم ولو بفكره، بعد النزيف الحاد الذي أصابه بهجرة الكثير من أبنائها بمختلف اختصاصاتهم.
صحيح أن اتحاد السلة من خلال رئيسه أبدى سعادته لوجودهم في الأجواء واستعداده لتكريمهم في المناسبات القادمة في استمرار لخطواته السابقة في تكريم الرواد، لكن خبرات كهذه وقدرات تبدو حدودها أكثر من التكريم، فالتكريم الحقيقي لهم هو استثمار خبرتهم الكبيرة في دعم المسألة السلوية، فماذا يمنع من اعتبارهم هيئة استشارية يمكن الرجوع إليها بشكل دوري أو عند الضرورة لإبداء رأيها في المسائل السلوية ولاسيما الإستراتيجية، وعندها نكون قد ربطنا الماضي بالحاضر وأفدنا الأبناء من خبرة الأبناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن