شؤون محلية

صيدلية الأرض السورية…الزراعة: ألف نوع من النباتات الطبية والعطرية المؤهلة للتصدير

عمار الياسين: 

يوجد الكثير من الثروات الوطنية المهدورة التي تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام وتسليط الضوء عليها والتي يمكن أن ترفد الاقتصاد السوري بالكثير من الفائدة والدعم، وربما تكون النباتات الطبية وزارعتها إحدى تلك الثروات التي تشكل رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني في حين ترفد الصناعات الدوائية والطبية في سورية وتدعم الاقتصاد، وتعد سورية غنية بالنباتات التي تحتوي مركبات كيميائية يمكن استخدامها لأغراض طبية سواء مباشرة في صورة عشب مجفف أو بعد استخلاص هذه المركبات التي تدخل في التحضيرات الدوائية، ومن المؤسف تصنيف هذه النباتات الطبية بأنها «مهددة بالانقراض»، علماً بأن هناك 3646 نوعاً مثبتاً منها 300 يستخدم لأغراض علاجية.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع كشفت وزارة الزراعة لـ«الوطن» وجود أكثر من ألف نوع من النباتات الطبية تزرع في سورية، موضحةً أن سورية من أقدم الدول التي سوقت النباتات الطبية المستخدمة شعبياً في معالجة الأمراض، مشيرةً إلى أهمية هذه النباتات في الناحية العلاجية إضافة إلى أهميتها الاقتصادية.
وكشفت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لـ«الوطن» عن المردود المادي الذي يمكن أن تعود به الزراعات العطرية والطبية، وأظهرت بيانات دراسة الإنتاج للهكتار من هذه النباتات ومتوسط سعر الشراء لخمسة أعوام أن الهكتار الواحد من اليانسون أعطى بحدود 600دولار كريع صاف للمزارع، في حين أعطى هكتار الميرمية 1750دولاراً أما الملّيسة فقد كان ريعها2340 دولاراً في حين كان ريع الزعتر أعلى من جميع النباتات السابقة حيث وصل إلى 2530 دولاراً، وبيّنت الهيئة أن الاستثمار في النباتات الطبية والعطرية يعتبر مشروعاً اقتصادياً رابحاً لكونها تنتشر بشكل طبيعي في مختلف المناطق السورية وهي تعتبر نباتات صديقة للبيئة إذ لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات، وبالتالي تكلفة إنتاجها قليلة بالنسبة للمردود، كما أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وكذلك يمكن أن تنمو في أراض متوسطة الخصوبة.
وأشارت الهيئة إلى أنه في سورية الكثير من الأصناف المختلفة للنباتات الطبية لكن نسب زراعتها متفاوتة بين منطقة وأخرى وبين نوع وآخر، حيث إن محصول الكمون يأتي في صدارة الزراعات الطبية التي بلغت المساحة المزروعة به 58634 هكتاراً تشكل ما نسبته 81% من إجمالي المساحات المزروعة، كما تجاوزت صادرات سورية من الكمون لعام2014 عشرة آلاف طن تم تصديرها إلى أكثر من 40 دولة.
بدوره رئيس قسم البرامج في مديرية الإرشاد الزراعي إلياس خوري أكد لـ«الوطن» أهمية تعميم زراعة النباتات في الحدائق المنزلية بشكل مدروس، مشيراً إلى القيمة الاقتصادية التي تحققها هذه المحاصيل للأسر فمثل هذه النباتات لا تأخذ مساحات كبيرة من حديقة المنزل ولا تحتاج لكميات مياه كبيرة، كما أن مردودها الاقتصادي مرتفع جداً، فكيلو زهر البابونج المحلي على سبيل المثال يزيد سعره على 1000 ليرة والملفت أن زراعته ممكنة وفق مختلف الظروف، وهذا ما ندعو ونشجع عليه ونعمل على إدخاله في الخطط الزراعية التي ننتهجها.
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي طلب مدير عام هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية إيهاب اسمندر من المعنيين بزراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية تحضير ما بحوزتهم من هذه المنتجات وتهيئتها تمهيداً للتصدير، وأوضح اسمندر أن الهيئة تسعى إلى تشخيص واقع هؤلاء المعنيين ومعاناتهم اليومية للوقوف على الشروط المطلوبة منهم للوصول بمنتجاتهم إلى الحد المرضي اقتصادياً والمقبول من الناحية التجارية والربحية والاجتماعية، مضيفاً إن إنتاج هذا النوع من النباتات لا يزال منخفضاً.
بدوره أكد المهندس عبد المعين قضماني مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة لـ»الوطن» أنه لابد من تطوير واقع النباتات الطبية والعضوية لأنها بمنزلة كنز هائل يجب استثماره بشكل أنموذجي ويحتاج إلى اهتمام أكبر من ناحية التسويق بشكل أساسي وعمليات التوضيب والتصنيع، لجعلها منافسة ضمن محور البدائل الزراعية والوعي لأهميتها الاقتصادية على مستوى القطر، وهي وجه من أوجه الاستثمار الزراعي غير المجهدة للتربة واحتياجاتها الإنتاجية مقبولة مقارنة مع غيرها من أنواع الزراعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن