سورية

موسكو تتحدث عن دلائل لإمكانية نجاح عمل الخبراء الروس والأميركيين ولافروف وكيري يحسمان مصير جنيف وتهدئة حلب غداً

| وكالات

على الرغم من اتهام روسيا للولايات المتحدة بالعمل على منح «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً) استراحة من خلال طرح «شروط جديدة» أمام إطلاق التعاون العسكري بين البلدين، مثل إحداث تغيير في القيادة السورية، اتفق وزيرا خارجية الدولتين على اللقاء غداً الجمعة، في اجتماع من شأنه حسم مصير التوافقات الروسية الأميركية الأخيرة واستئناف محادثات جنيف وتهدئة حلب.
وقبل أيام، أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري تفاؤلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الروس، وهو أمر سبق أن أشارت إليه مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية. ولا تزال موسكو مصرة على قيام واشنطن بمهمتها في فصل المسلحين المعتدلين عن الإرهابيين في سورية.
وبعد أيام من الغموض المتعمد الذي أشاعته موسكو بشأن لقاء كيري نظيره الروسي لافروف، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن اللقاء سيتم في مدينة جنيف السويسرية غداً الجمعة من أجل بحث الأزمة السورية. وأرادت الدبلوماسية الروسية أن يتم التمهيد للقاء باتفاق على مستوى الخبراء بشأن سبل تنفيذ ما توصل إليه الجانبان خلال زيارة كيري إلى موسكو أواسط الشهر الماضي. وحمل الوزير الأميركي في زيارته تلك مشروع تعاون عسكري أميركي روسي عبر إنشاء مركز معلومات في الأردن وتنفيذ عمليات مشتركة، مقابل توقف الجيش العربي السوري عن قصف مواقع «المعارضة المعتدلة».
وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف وكيري بحثا أمس في اتصال هاتفي الوضع في سورية والأزمة الأوكرانية. بالنسبة لسورية، شرح البيان أن لافروف وكيري بحثا «الوضع حول حلب، حيث تجري القوات الحكومية عملية إنسانية بدعم من العسكريين الروس»، كما بحثا أيضاً «آفاق تنسيق خطوات روسيا والولايات المتحدة في مكافحة الإرهابيين ولتطوير الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقاً، بما في ذلك ضرورة فصل وحدات المعارضة السورية الموالية لواشنطن عن الجماعات الإرهابية التي تختفي وراء تلك الوحدات والتي لا يشملها نظام الهدنة».
وعشية هذه المباحثات الهاتفية، تحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن وجود «دلائل» على إمكانية نجاح عمل الخبراء الروس والأميركيين الجاري في جنيف بخصوص سورية، وقالت: «نعتبر هذا العمل حيوياً فائق الأهمية، وعلينا الآن أن نقوم بكل ما بوسعنا لإنجاحه، ولنجاح هذا العمل توجد دلائل موضوعية». ولفتت إلى أن العمل البناء يجري على عدة محاور في جنيف، بما في ذلك الدبلوماسي والعسكري.
وفي نيويورك، لم يستبعد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بدء فرض هدن إنسانية في مدينة حلب قبل نهاية الشهر الحالي. وتركز الجهد الدولي مؤخراً على شعبيتن: حلب، والاتفاق الروسي الأميركي ضد النصرة وداعش.
وجرى الحديث عن حتمية العودة إلى المحادثات السورية السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، في ضوء التطورات الأخيرة، وبالأخص أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة تعتزم إطلاق رؤيتها للحل مدعومةً من الاتحاد الأوروبي والسعودية.
وتترابط مسألة التهدئة الإنسانية في حلب، مع إحياء وقف العمليات القتالية (الهدنة)، ولاحقاً إعلان وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة مع استئناف محادثات جنيف. وأهم قضية على جدول الأعمال هو فصل «المعتدلين» عن الإرهابيين والذي ازداد تعقيداً بعد دخول «جيش الفتح» (وعلى رأسه فتح الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية) إلى حلب.
وأعادت زاخاروفا إلى الأذهان أن واشنطن لم تتمكن حتى الآن من تحقيق الفصل بين الإرهابيين والمعارضة في سورية، على الرغم من إبلاغ مسؤولين أميركيين كبار قبل عدة أشهر روسيا أن بلادهم تحتاج إلى أسبوعين فقط من أجل فك ارتباط أو سحب أو تقسيم المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين.
كما اتهمت الخارجية الروسية واشنطن بالعمل على منح النصرة استراحة بتقديم شروط جديدة بدل القيام بخطوات عملية لفصل المعارضة السورية عن الإرهابيين. ووصفت الوزارة في بيان لها أول أمس النهج الأميركي بـ«غير المنطقي»، مبينةً تناقض الموقف الأميركي ما بين تأييد الصريح «للجهود الجماعية الجدية للقضاء على مراكز التهديد الإرهابي في سورية»، وفي ذات الوقت «اشتراط ضمانات بتغيير القيادة السورية» من أجل رفع المساهمة الأميركية في محاربة الإرهاب.
ولفتت الوزارة كذلك إلى أن واشنطن توافق على أن «النصرة» منظمة إرهابية لكنها لا توجه إليها ضرباتها، لا بل ترفض منذ سنة تقديم معلومات لروسيا عن أماكن تواجد «النصرة»، وتغض الطرف على تعاون الفصائل المسلحة التي ترعاها مع الإرهابيين في إطار أركان موحدة، في إشارة إلى الغرفة العسكرية المشتركة التي تجمع تحالف «جيش الفتح» وغرفة «عمليات فتح حلب» والتي تتلقى الفصائل المندرجة تحت لوائها دعماً أميركياً.
هذا الحراك الروسي الأميركي، يتعزز مع ازدياد حرارة المشاورات بين موسكو وطهران وأنقرة. وذكرت مصادر تركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم زيارة تركيا خلال الأسبوع المقبل، ليشارك نظيره التركي رجب طيب أردوغان حضور مباراة لمنتخبي بلادهما لكرة القدم في مدينة أنطاليا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن