ثقافة وفن

السياسة لا تنفصل عن الثقافة واليوم نحن مطالبون بأن نكون واعين لهذا … وزير الثقافة: نحن لم نأت كي نغيّر ولا أن ننسف ما هو مخطط سابقاً… أتينا كي نكمل ما تمّ إعداده في الوزارات السابقة

| سوسن صيداوي-«تصوير: طارق السعدوني»

عقد وزير الثقافة محمد الأحمد اجتماعاً مع مديري الثقافة في المحافظات، وخلال الاجتماع تم عرض المشكلات والتوصيات والمقترحات، وفي مستهل الاجتماع أشار وزير الثقافة إلى أن هناك مساعي جادة للسير قدما في خطط الثقافة، مؤكداً أن «الظرف الذي تعيشه سورية هو ظرف صعب وأنا أدعو الجميع إلى التمسك بالأمل مع ضرورة الاهتمام والتحدي وعدم اليأس وإعادة المحاولات لعدة مرات».

مشكلات ثقافية
عرض كل واحد من مديري الثقافة في المحافظات المشكلات التي يعانون منها والتي تفاوتت بين ما هو ممكن التغاضي عنه وبين المشكلات الجوهرية وذلك حسب الوجود أو الابتعاد عن المناطق الساخنة، ومن المشكلات التي تمّ عرضها والتي تقاربت بين محافظات ريف دمشق ودرعا وإدلب والرقة والحسكة، فقدان أغلبية المراكز الثقافية وتهدّمها بحسب المناطق الساخنة، والمعاناة بفقر الكادر أو نقص الكادر الكفؤ وهذا ما يحصل في مديرية ريف دمشق والتي تعاني من مشكلة جوهرية أيضاً من ناحية المكان الذي تمّ نقلهم إليه وهو ليس بقبو بل هو مستودع وغير مجهز للاستعمال أساساً، وهناك مشكلة عامة مع كل المديريات في المحافظات وهي نقص رواتب المفكرين والأدباء الذين يحاضرون في المحاضرات والندوات فهي جداً قليلة حتى لو تمت مضاعفتها.

مقترحات ثقافية
سمع وزير الثقافة إلى المشكلات التي تعاني منها المديريات الثقافية في المحافظات، وإلى المقترحات منهم والتي كان أهمها إعادة تأهيل بعض المراكز الثقافية، دراسة إمكانية التوظيف بعقود لثلاثة أشهر، السماح بتفعيل قرار مدير الثقافة في منح الحوافز للموظفين، الاهتمام بثقافة الأطفال وتعزيزها بجميع السبل المسرحية والغنائية والأدبية والفنية كالفن التشكيلي، استقطاب الشباب السوري وكل الكوادر الشابة واحتضانها بأكبر قدر ممكن من خلال التوجه إلى الجامعات والمراكز والنوادي الثقافية، وفي هذا الإطار قال « نحن في الوزارة سنعمل بكل ما لدينا من طاقات لكي نحقق ما هو مطلوب، وسنواكب العمل ونتابعه، ولا نستطيع أن نقول إننا سننتطر حتى تنتهي الأزمة كي ننهض بالعمل الثقافي، وأريد أن أشير هنا إلى أنه عندما كنت في المؤسسة العامة للسينما وعلى الرغم من الأزمة زاد العطاء، في السابق كنا ننتج سنوياً عملاً واحداً، على حين خلال الأزمة أصبحنا ننتج عدة أعمال، وخلالها أيضاً قمنا بتدريس السينما ووضعنا الكتب ودعمنا الشباب، إذاً، حتى في الأزمة يجب أن يكون العطاء أكبر على الرغم من أن الواقع ليس سهلا على الإطلاق، وهنا أريد أن أؤكد أمراً، نحن لا نستطيع أن ننجز المهام أو نحل المشكلات بكبسة زر واحدة فهذه أحلام وردية، وعلينا أن نلتزم بالواقع، وأن نعمل ضمن سلم أولويات، وحسب المديريات سندرس إمكانية التطوير، وسنعمل على أن يكون لدينا ثقافة، وسورية يليق بها أن تكون بلداً ثقافياً، وخاصة أنه لا يوجد بلد في العالم فيه هذا الكم من المراكز الثقافية»، مضيفاً: «السياسة لا تنفصل أبدا عن الثقافة، واليوم نحن مطالبون بأن نكون واعين لهذا الأمر من خلال المراكز الثقافية والندوات والمحاضرات والمسرحيات، كما علينا الاهتمام بالثقافة البصرية لأنها في كل أنحاء العالم تفوقت بتأثيرها في الجمهور وقادرة على استقطابه بطريقة مدهشة».

خاص لـ«الوطن»
تتهم الوزارات الجديدة دائماً بأنها تتغاضى عن خطط الوزارة السابقة، فهل ستكونون معنيين بالخطط السابقة وستعملون على تنفيذها؟
أولاً واهم كل من يقول إنه يستطيع أن ينطلق من الصفر ولاسيما عندما يكون هناك تأسيس لعمل سابق، وبطبيعة الحال من ينطلق من الصفر يكن له أعمال جديدة، ولكن، مادام هناك عمل قد تمّ على تتالي سنوات وأزمنة فإن الشخص نفسه يستطيع أن يُكمل بمفرده أو يُكمل بطريقة مختلفة أو يُكمل بتوجه مختلف، وهذا الأمر لا يقتصر على العمل الثقافي فمثلا كيف يتم إكمال بناء تمت إشادته في السابق؟ هل نقوم بهدمه كي نكمله؟ طبعاً هذا أمر مرفوض، ونحن في وزارة الثقافة ربما يكون هذا الأمر موجوداً في قطاعات معينة، وبالنسبة لنا نحن نؤمن بمسألة في غاية الأهمية، فنحن لم نأت كي نغير، ولا أن ننسف ما هو سابق، نحن أتينا كي نكمل المشوار الذي تمّ إعداده في الوزارات السابقة، ومن خلال مواكبتي للعمل في المؤسسة العامة للسينما كنت تعاملت مع نحو ثمانية وزراء، ولم ألحظ من الوزير الجديد أنه ماض إلى تشويه صورة أو خطط الوزير الذي سبقه، بل على العكس، واليوم بما أنني أوليت هذه الثقة لابد أن أكمل في التنفيذ ضمن آليتي الخاصة، فمثلا ما وضع للمسرح وما وضع للآثار والمتاحف سيتم تعزيزه، وذلك على حسب وقدر وأهمية المسائل وحسب الأولويات فيها.

كلمة بوعد
في ختام الاجتماع وعد وزير الثقافة بأنه سيبذل كل ما أمكنه من جهد، مشدداً على أن الأمور تحتاج إلى مراحل وبحسب الأولويات، مؤكداً أنها ستكون أفضل مع بداية العام القادم وما سيحمله من ميزانيات ستسّهل من عقبات العمل الثقافي وتكون كفيلة بأن تنهض به، مشيراً إلى أنه سيتم التعاون مع الوزارات وكذلك العمل مع المحافظين، وبأن الوزير سيكون حاضرا للتدخل في أي أمر… قائلاً «المطلوب منا في هذه المرحلة بالذات أن نكون فاعلين أكثر من أي وقت مضى، وكل ما جاء في الاجتماع أصبح من أولويات الوزارة وسأشرف عليه مع المعاون والمستشارين، وأكرر بأنه لن يكون الوقت سريعاً لخلق الحلول والتي ستكون أفضل مع بدء العام القادم، أنا لا أفضل فكرة الانتظار لحل الإشكاليات، بل علينا أن نعمل وكأنّ الأمور بخير ولا شيء يعيقنا، ولا أريد منكم أن تشعروا بالقلق، أريدكم أن تشعروا بالأمان، ولا نريد أن نتمسك بالحلم الوردي، لأن الواقع سيصدمنا، لهذا علينا ألا نستكين له أو نحبط، بل علينا أن نحاول مهما كانت العقبات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن