قضايا وآراء

النظام الرسمي العربي صامت كالعادة … إسرائيل: «سنبني الهيكل قريباً»

| تحسين الحلبي 

يستغرب المرء من الصمت الرهيب والمريب الذي يلجأ إليه النظام الرسمي العربي بقيادة السعودية تجاه أخطر تصريح رسمي يعلنه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الحاخام ايلي داهان بموجب ما ذكرته معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية وخصوصاً «الصحفي ريتشارد سيلفر شتاين» في مجلة (تيكون عولام) الإلكترونية في 14 آب الجاري حيث قال: «إننا لسنا خجولين حين نعلن أننا سنبني الهيكل اليهودي في مكانه» ومكانه هو مسجد قبة الصخرة وساحته في مدينة القدس.
وكانت مناسبة هذا الإعلان في اليوم الذي حدده الحاخامات لذكرى تدمير الهيكل على يد الرومان في السابع من شهر آب الموافق 70 ميلادي بموجب التقويم العبري لشهر آب.. واللافت في هذا التصريح أن وزير الدفاع الراهن هو (أفيغدور ليبرمان) وهو من المتشددين في المحافظة على توسيع المشروع الصهيوني وها هو نائبه الحاخام (إيلي داهان) من (حزب البيت اليهودي) وهو ربما أول حاخام يتولى منصب نائب وزير الدفاع والمسؤول عن الإشراف على الضفة الغربية والقدس أيضاً.
وإلى جانب هذا المسؤول الإسرائيلي بدأ في عهد حكومة نتنياهو ومشاركة ليبرمان كوزير للدفاع هناك الحاخام (يهودا غليك) من حزب الليكود وهو في الوقت نفسه رئيس (مؤسسة إرث الهيكل) التي يعرض فيها جميع مستلزمات المواد والطقوس اليهودية التي يجب استخدامها عند بناء (الهيكل) وهو يعرض على جميع السفراء المعتمدين في تل أبيب مواد إعلامية حول الهيكل ومواصفات بنائه ويعرض مجسمات صغيرة عنه يوزعها على خمس عشرة مؤسسة صهيونية دينية يهودية وغير دينية تطلق حملة ضرورة هدم وتدمير المسجد الأقصى وقبة الصخرة بحجة أن أساسات الهيكل موجودة تحت مسجد قبة الصخرة، وجرت محاولات كثيرة لا لإحراق المسجد الأقصى فحسب بل لتفجير مسجد قبة الصخرة في الثمانينيات واعتقل الجاني متلبساً مع متفجراته ثم جرى الإفراج عنه، ويبدو أن التطورات التي تشهدها أوضاع الدول العربية وتسخير بعضها للعمل ضد سورية ومقاومة الاحتلال بدأت تشجع نتنياهو وليبرمان ونائبه الحاخام (داهان) على زيادة التصريحات الموجهة لهذه الغاية علماً أن أعضاء الكنيست الذين تحتمل موافقتهم على مثل هذا القرار يزيد عددهم على (61) عضواً وهي الأغلبية التي يجدها نتنياهو مناسبة أما السيناريو الذي يمكن رسمه أو تصوره لتحقيق هذا الهدف فما زال رهناً بالظروف التي تتطلع إسرائيل إلى تصعيد مساوئها ومظاهر ضعفها عند دول المنطقة.
ولا شك أن تصريح (داهان) كان يتطلب رداً عربياً وإسلامياً وتحذيراً علنياً بل جلسة لمجلس الأمن أو (اليونيسكو) في أدنى الحالات وإطلاق حملة عربية وإسلامية واسعة النطاق تندد بهذه الدعوة الرسمية لنائب وزير الدفاع الإسرائيلي وتطالب بحماية جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة التي ينفذ فيها نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة في (آذار 2009) خطة علنية لتهويد مدينة القدس بكل أحيائها العربية ومقدساتها. وتشير وسائل إعلام الحاخامات الذين يطالبون بهدم مسجد قبة الصخرة إلى عملية تمهيد مستمرة لتهويد البنى التحتية ثم تتويج هذه الخطة بالتخلص من وجود مسجد قبة الصخرة.. وهنا بالذات تبرز أهمية السيناريو أو السيناريوهات التي ستعدها حكومة نتنياهو لتبرير بناء الهيكل المزعوم، وخصوصاً أن الحفريات المستمرة سراً وعلناً من حول المسجد الأقصى وطرقه وبنيته التحتية غير الظاهرة قد تؤدي في ساعة الصفر المناسبة إلى الإعلان عن انهيار في التربة السفلى أو في أي مكان لكي تبدو هذه النتيجة وكأن أيدي إسرائيل لا صلة لها فيها.
فهل يدرك العرب وخاصة دول النظام الرسمي العربي أن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية تتعرض الآن بعد إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي عن عدم خجله من الإعلان عن أن إسرائيل ستبني هيكلها في موقع مسجد قبة الصخرة..؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن