سورية

… ويستعد لمجابهة داعش شمال حلب

 حلب- الوطن – وكالات: 

يستعد الجيش العربي السوري لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي ولأول مرة في ريف حلب الشمالي بعد تغير المعطيات الميدانية، ودنو أجل نشوء خطوط تماس جديدة مع التنظيم الذي خبر قتاله في أكثر من جبهة في ريف المحافظة الشرقي.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش المتمركزة في ريف حلب الشمالي وخصوصاً في سيفات وباشكوي، عززت من حضورها الميداني في المنطقة التي يتوقع لها أن تغدو خط تماس جديداً مع داعش بعد إعادة بسط سيطرته على قرية الوحشية أمس الأول وطرد مسلحي «الجبهة الشامية» ومن يؤازرها من المجموعات المسلحة منها.
وأوضحت المصادر أن التنظيم يسعى إلى فتح جبهات جديدة مع الجيش العربي السوري إثر دحر مسلحي المجموعات المسلحة الأخرى في معاقل نفوذهم، ويستهدف من عملياته الأخيرة إلى تمدده نحو مناطق محيطة بمدرسة المشاة، وخصوصاً قرية الوحشية التي تقع إلى الشمال منها، وذلك لمد نفوذه إلى المدرسة التي أصبحت ساقطة نارياً لقطع خطوط إمدادها عن باقي مناطق الريف الشمالي الممتد إلى الحدود التركية مصدر التمويل اللوجستي للمجموعات المسلحة.
وفي حال سيطر داعش على مدرسة المشاة، فإنه سيفتح نيرانه باتجاه الجيش العربي السوري في منطقة المسلمية والمنطقة الحرة ونحو قريتي باشكوي وسيفات المتاخمتين لمناطق نفوذه الجديدة.
ويذهب مراقبون إلى أن المسلحين سهلوا سيطرة التنظيم على مناطق نفوذ لهم لوضعه على خطوط التماس مع الجيش العربي السوري، إلا أن واقع الحال يشير إلى أن دفاعات المسلحين عجزت عن صده وفقدت أهم معاقلها في حربها معه، ولذلك فرضت خريطة النفوذ الجديدة معادلة لم تكن قائمة من قبل على الجيش تسخيرها لمصلحته لخبرته في نزال داعش ولفترة طويلة في شرق وشمال شرق حلب. وسيغدو بمقدور الجيش، فرض وجوده كلاعب وحيد في مواجهة التنظيم شمال حلب، تفعيل استكمال الطوق الأمني حول أحياء سيطرة المسلحين في أحياء المدينة الشرقية مع ترجيح فرار ما تبقى من رفاقهم من المجموعات المنتشرة في جيوب صغيرة في الريف الحيوي الذي وفر لهم مقومات البقاء عبر إمدادات السلاح والذخيرة والمقاتلين الأجانب العابرين إليه من الحدود التركية.
وما زالت وحدات الجيش وقوات الدفاع المحلي المؤازرة لها تواجه داعش في اشتباكات شبه يومية تصده عن سعيه الحثيث لتحقيق تقدم صوب قرية المقبلة (4 كيلو مترات شرق مدينة الشيخ نجار الصناعية) التي يجهد التنظيم للسيطرة عليها والتقدم إلى قريتي كفر صغير وتل شعير للالتفاف حول مدرسة المشاة أهم مراكز تدريب «لواء التوحيد» الإخواني من جهة الجنوب الشرقي ووضعها بين فكي كماشة.
كما أخفق داعش وعلى مدار سنة كاملة تخللتها عشرات الهجمات الشرسة من السيطرة على مطار كويرس العسكري المحاصر (45 كيلو متراً شرق حلب)، على الرغم من آلياته المفخخة وانتحارييه، في الوقت الذي عجز عن حجز موطئ قدم له شرق مدينة السفيرة وخصوصاً في قرية الصبيحية، وحال الجيش دون وصوله إلى طريق خناصر عند بلدة خناصر الإستراتيجية وصده إلى خطوط إمداده الخلفية التي تظل تحت مرمى نيران سلاح الطيران في الجيش.
وقدر مصدر ميداني لـ«الوطن» قتلى التنظيم في مواجهته مع الجيش شرق حلب بأكثر من 1000 قتيل، أضعفت من قدرته على تحقيق خرق في المنطقة أو تعديل خريطة السيطرة بتاتاً. وفي آخر الأخبار الميدانية في حلب أمس، قضت وحدات الجيش والقوات المسلحة على العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية ودمرت لهم آليات وخطوط إمداد مع نظام أردوغان في ريف المحافظة الشمالي.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: إن وحدات من الجيش قضت في عمليات دقيقة على بؤر لمسلحي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والتنظيمات التكفيرية في أحياء بني زيد والسكري وبستان القصر والشيخ سعيد والجزماتي وكرم الطراب والراشدين والشعار.
وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مكثفة على تجمعات التنظيمات الإرهابية وأوكارها وخطوط إمدادها عبر الحدود التركية إلى ريف حلب الشمالي الغربي، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير آليات وأسلحة لهم في بلدة حيان الواقعة على الطريق الدولية المؤدية إلى تركيا.
كما أكد المصدر سقوط قتلى ومصابين بين أفراد التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت زعامة «النصرة»، خلال عمليات الجيش على أوكارهم في قرية الشيخ لطفي جنوب شرق مدينة حلب.
ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش أوقعت خسائر كبيرة بالأفراد وآليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في محيط الكلية الجوية على الطريق الدولي الواصل إلى الرقة عبر ريف حلب الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن