الخبر الرئيسي

دمشق: خروقات أنقرة جرائم ضد الإنسانية.. وأوسي: واشنطن خانت الأكراد … ميليشيات أردوغان على بعد 11 كيلو متراً عن منبج

واصلت ميليشيات مسلحة مدعومة من أنقرة تقدمها نحو مدينة منبج طاردة الميليشيات الكردية من القرية تلو الأخرى، في وقت اعتبرت دمشق أن الخروقات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية تشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، على حين اعتبر رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي أن أميركا «خانت» كرد سورية.
وأوضح أمس نشطاء على فيسبوك أن ميليشيات «الجيش الحر سيطرت على قريتي أم سوس وظهر المغارة غرب جرابلس، بالإضافة إلى قرى توخار الصغير وأم روثة فوقاني وحلونجي وبولدق كبير وبولدق صغير ومزارع التمورة»، ونجحت بطرد ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» من تلك القرى، على حين دمرت الميليشيات سيارة مفخخة لتنظيم داعش في قرية الظاهرية غربي جرابلس قبيل وصولها لأحد حواجزهم.
وفيما أعلن ما يسمى «مجلس منبج العسكري» المنضوي تحت لواء ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية» انسحاب قواته إلى جنوب نهر الساجور بزعم الحفاظ على أرواح المدنيين، تمكنت ميليشيات «الحر» من عبور النهر واتجهت جنوباً لتسيطر على قرية «عون الدادات» التابعة لمنطقة منبج وتبعد 11 كم فقط عن المدينة.
وأعلن الجيش التركي أمس أن مدفعيته «نفذت 61 هجوماً في محيط مدينة جرابلس خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة وأصابت 20 هدفا»، على حين أكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك أن «الاشتباكات، في المناطق التي لا وجود لتنظيم داعش فيها، غير مقبولة ومبعث قلق بالغ»، داعياً في ذات الوقت «وحدات حماية الشعب» للانسحاب فوراً إلى شرق نهر الفرات»،
وفي الحسكة بين نشطاء على فيسبوك أن الجيش التركي عمد إلى هدم جزء من الجدار العازل المحاذي لقرية العزيزية بريف مدينة رأس العين الغربي وأزال الأسلاك الشائكة وسط استمرار قدوم تعزيزات له.
من جهتها أكدت دمشق أن الخروقات والاعتداءات والمجازر التي يقترفها النظام التركي في غزو الأراضي السورية هي اعتداءات وجرائم مدانة بكل المعايير الأخلاقية والقانونية وتشكل جريمة عدوان وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان سواء ارتكبها النظام الأردوغاني بشكل مباشر من قبل الجيش التركي وعديد قواته أو بشكل غير مباشر من خلال أدوات وعملاء إرهابيين يأتمرون بإمرته.
واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن استمرار كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والسعودية وقطر بتقديم مختلف أشكال الرعاية والدعم للنظام التركي إنما هو دعم صريح للإرهاب لا في سورية بل في جميع دول العالم.
من جهته وفي حديث لـ«الوطن»، رأى عضو مجلس الشعب عمر أوسي أن تركيا تهدف من وراء هذا «الغزو والعدوان» وإقامة المنطقة الآمنة إلى تحقيق ثلاثة أهداف الأول: هو القضاء على الإدارات الذاتية الكردية في القامشلي وعين العرب وعفرين، والثاني: استخدام هذه المنطقة كمنصة انطلاق ضد الدولة السورية وجيشها الوطني، والثالث: هو تصدير أردوغان لمشكلته الداخلية بعد الانقلاب العسكري الفاشل وهو بذلك ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام وفرض نفوذ تركيا في بعض الجغرافيا السورية لصرفها سياسياً وتأمين حصة تركيا من المؤتمرات السياسية التي ستناقش مستقبل سورية.
واعتبر أوسي، بأن «أميركا خانت الأكراد مرة أخرى كعادتها في التاريخ القريب والبعيد ويجب ألا نثق بها والموقع الطبيعي لوحدات الحماية الكردية ولكرد سورية هو في خندق الجيش السوري البطل والقوى الرديفة من قوى المقاومة، أي في محور الممانعة الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق وجنوب لبنان وموسكو».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن