الخبر الرئيسي

الحكومة السورية وجهت رسالة قاسية إلى المبعوث الأممي على خلفية بيانه بعد اتفاق داريا … دمشق لدي ميستورا: لم تحققوا أي شيء وما زلتم تعطلون الحوار والعالم يراقبكم

وجهت الحكومة السورية انتقادات شديدة اللهجة إلى المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية ستيفان دي ميستورا ردا على بيانه الأخير المتعلق باتفاق إخلاء المدنيين والمسلحين من داريا، معتبرة أن البيان يثير الدهشة والاستغراب ويخلو من المنطق والعقلانية، ومشككة بمصداقية مضمونه، ومتهمة إياه بالانحياز للمسلحين بما يسيء لدي ميستورا وعمله ومهنيته.
وكشفت مصادر دبلوماسية غربية قريبة من مكتب دميستورا في جنيف وفي مقر الأمم المتحدة بنيويورك لـ«الوطن» أن الحكومة السورية قامت بالرد على بيان المبعوث الأممي الصادر في 26 آب الجاري، موضحة أن الرد السوري كان شديد العتب تجاه تصريحات دي ميستورا الأخيرة.
وفي بيانه المشار إليه قال دي مستورا إن الوضع في داريا «خطير للغاية»، مشيراً إلى أنه «قد أحيط علما بالتوصل إلى اتفاق لإجلاء السكان، المدنيين والمقاتلين، بدءاً من اليوم، والأمم المتحدة لم تشارك في المفاوضات ولم يتم التشاور معها بشأن الاتفاق».
وشدد البيان على «ضرورة حماية سكان داريا في سياق أية عملية إجلاء، وأن تتم تلك العملية بشكل طوعي، مناشداً «ضمان أن يتم تطبيق هذا الاتفاق وما يليه بالامتثال التام للقانون الإنساني ومعايير الحماية».
المصادر التي تحدثت إلى «الوطن» قالت: إن الحكومة السورية أكدت في رسالتها أن بيان دي ميستورا «لا يثير سوى الدهشة والاستغراب»، موضحة أن «ما تم مؤخراً في داريا بدأ عندما نقل المنسق المقيم للأمم المتحدة بدمشق يعقوب الحلو رسالة من مسلحي داريا إلى السلطات السورية يعبرون فيها عن استعدادهم للتوصل إلى حل مع الحكومة، وقد حملوه هذه الرسالة خلال زيارته لداريا على رأس قافلة من المساعدات الإنسانية»، وبينت الرسالة أن «ادعاء» دي ميستورا أنه لا يعرف شيئاً عن الموضوع «يسيء إليكم وإلى عملكم وإلى مهنيتكم أيضاً».
وبحسب المصادر ذاتها فإن الرسالة شددت على أن بيان دي ميستورا «يتناقض مع مهمة الأمم المتحدة ويظهر إلى أي مدى وصل إليه انحيازكم المطلق إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة التي لا تريد لشعبنا أن يجد حلاً سورياً للأزمة التي يمر بها منذ عدة سنوات، مع أن مسلحي داريا أنفسهم تجاوزوا منطق المبعوث الخاص».
رسالة الحكومة السورية، بحسب المصادر، تطرقت أيضاً إلى تصريحات لدي ميستورا أمام فريق العمل المعني بالوصول الإنساني في الخامس والعشرين من الجاري وقالت إن الحكومة السورية عبرت عن رفضها لادعاءات دي ميستورا المجحفة بأن دمشق «تنظر إلى سكان داريا على أنهم أعداؤها» معتبرة أن هذا الادعاء «يخلو من المنطق والعقلانية»، ومشددة على أن «ما قدمته الحكومة السورية كبديل مؤقت لسكان داريا يحفظ كرامتهم الإنسانية وينسجم مع مسؤولياتها النبيلة أمام شعبها، فيما تدل كلمات دي ميستورا على تهور وعدم مراعاة الوضع الإنساني لهؤلاء السوريين»، وقالت الرسالة: إن أهالي درايا هم من ألح عبر وسطائهم على الحكومة لإنجاز هذا الاتفاق بالسرعة الكلية، وقد قامت حكومتهم بتلبية مطلبهم».
واعتبرت رسالة الحكومة أن تعبير دي ميستورا عن عدم التشاور أو الانخراط في التفاوض لإنجاز هذا الاتفاق «ليس شرفاً لكم لأن البديل هو تعرض المدنيين الأبرياء للمخاطر والجوع والمرض الأمر الذي حرصت الحكومة السورية على تجاوزه سريعا»، كما أكدت الرسالة أنه «لا يوجد لا في منظومة الأمم المتحدة ولا الدول التي تدعم الإرهابيين من هم أكثر حرصاً من الحكومة السورية على مصالح السوريين، وأن أهداف بعض الأطراف الدولية التي يأتمر المبعوث الخاص بتعليماتها هي إطالة الأزمة في سورية فقط بعيداً عن الحل السياسي الذي أردناه منذ بداية الأزمة».
وذكرت المصادر المقربة من دي ميستورا أن رسالة الحكومة السورية تطرقت أيضاً إلى دخول القوات التركية إلى الأراضي سورية واعتبرت أن «عدم اتخاذ، المبعوث الخاص، لموقف حتى الآن ضد الغزو التركي لأراض سورية، يظهر مدى انخراط مكتبكم في تنفيذ سياسات لا تخدم مصلحة الشعب السوري ولا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ولا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية».
بيان دي ميستورا المذكور سابقا كان قد أشار إلى أن «العالم يراقب» ما يجري في سورية، وردت الحكومة السورية في رسالتها بالقول: «إن إجلاء المواطنين السوريين عن داريا لم يكن إلا في إطار القانون الدولي ومعايير الحماية التي تم تشويهها في بيانكم، والعالم سيراقب دوركم أنتم لا دورنا الوطني نحن، لأنكم ما زلتم تعطلون الحوار بين السوريين في جنيف منذ أشهر، وأنكم لم تحققوا أي شيء يذكر لحل الأزمة السورية حتى الآن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن