رياضة

في ثاني مبارياتنا لحساب التصفيات المونديالية … أداء رجولي يمنحنا نقطة مستحقة من فم الشمشون

| محمود قرقورا

قدم منتخبنا نفسه أمس بصورة أفضل مما ظهر عليه في المباراة الأولى أمام أوزبكستان ضمن الدور الحاسم المؤهل لكأس العالم في روسيا 2018 رغم أن المنتخب الكوري الجنوبي أفضل من نظيره الأوزبكي وأكثر خبرة وتمرساً في تصفيات كهذه، ولكن الروح المعنوية التي تحلى بها لاعبونا منحتهم نقطة مستحقة، ولو امتلكنا الجرأة الهجومية لكان ممكناً مباغتة المارد الكوري الذي يسمح للمنافس باستعراض قدراته وخاصة أن أسلوبه يميل للعب الهجومي.
نعلم علم اليقين أن التأهل إلى كأس العالم بعيد المنال عن لاعبينا وهذا يجعلنا نلعب دون ضغوط بهدف الاستمتاع حيناً وعدم منح المساحات للمنتخبات الأخرى حيناً ثانياً، وإذا علمنا أن الضغوط تقع على المنتخبات المنافسة التي تسعى بكل ما أوتيت للتأهل إلى المونديال العالمي وتمتلك القدرات والمقومات فإن منتخبنا يستطيع إزعاج الخصوم وهذا ما لاحظناه خلال مباراة أمس التي استضافتها ماليزيا.
نعم لقد نجح لاعبونا قدر المستطاع في الحد من خطورة الشمشون الكوري الذي لم تغب شمسه عن المونديال منذ مونديال المكسيك 1986 وإذا كانت المباراة الأولى لم تشهد محاولة تستحق الذكر لمنتخبنا فإن مباراة أمس كانت مغايرة وتكفي الإشارة إلى تسديدة المواس ورأسية المهتدي، كما أن الواجبات الدفاعية كانت تبدأ من المهاجمين وفي منتصف الملعب الكوري من خلال الضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب، ومن هنا نستشف أن منتخبنا يمتلك مفاتيح إزعاج الخصوم كما أسلفنا.

تشكيل مختلف
بدأ ناخبنا الوطني أيمن حكيم التشكيل بإبراهبم عالمة في المرمى، وعلاء الشبلي وجهاد الباعور وأحمد الصالح ومؤيد عجان في الدفاع، وخالد المبيض وزاهر ميداني لاعبي ارتكاز متأخرين، ومحمود المواس ويوسف قلفا وعبد الرزاق الحسين متقدمين، ورأفت مهتدي وحيداً في الخط الأمامي، أي إن التشكيل الأساسي شهد مشاركة الباعور والمبيض والقلفا والمهتدي وأربعتهم لم يدخلوا ضمن الأحد عشر لاعباً في المباراة الأولى لذلك شاهدنا دماً جديداً في الملعب ولو أن الباعور كاد يتسبب في ضياع النقطة غير مرة، ولكن إبراهيم عالمة كان حاضر الذهن والبديهة تماماً كما كان مدربه الشكوحي قبل اثنين وثلاثين عاماً، مع فارق أنه في سنغافورا شاهدنا وقتها شلالاً من الفرص على مرمى الشكوحي الذي كان كالأخطبوط.
قلنا في المباراة الفائتة إن القلفا والمبيض يستحقان مكاناً أساسياً وهذا بدا جلياً في مباراة أمس ولو أننا نتمنى أن يأخذ الأومري نصيبه أيضاً بوصفه اللاعب الأفضل في الدوري المحلي، وقلنا إن المعسكرات المحلية لا بد أن تترجم بلاعبين محليين وهذا ما افتقرناه في المباراة الأولى فكان الأداء خجولاً والخسارة مستحقة، غير أنه في مباراة أمس كان التصميم واضحاً على التمسك بالنقطة ولا بأس إن تحولت إلى ثلاث بمحاولة نادرة في كل شوط لم تسفر عن شيء.
التبديلات في المباراة الأولى لم تكن ناجعة أما في مباراة أمس فكانت البصمة ممكنة وخصوصاً في تمريرة البديل عمرو جنيات لمهتدي التي أنقذها الحارس الكوري، ونعتقد أن التبديلين الثانيين كانا لاستهلاك الوقت ليس إلا، فثلاث دقائق ليست أمل الأومري ولو أننا نبرر ذلك بأن مثل هذه المباريات تحتاج إلى لاعبين مقاتلين يدافعون برجولة وهذا ما يفتقره الأومري الذي نتوقع مشاركته في مباريات قادمة بصورة أفضل، ولم يكن لدخول الميداني بدل المبيض أي معنى سوى استهلاك الوقت بعد اضطرار الحكم للتمديد إثر إضاعة الوقت من إبراهيم عالمة الذي يستحق نجومية المباراة، حيث كان استهلاكه للوقت لوقف فورة الكوريين وهذا درس مفيد أيضاً.

هذه حدودنا
أن نلعب بأسلوب الإبداع والإمتاع والإقناع فهذا بعيد نظراً لتفوق المنافسين لكن باستطاعتنا ألا نكون لقمة سائغة ومباراة أمس درس بليغ في هذا الجانب، ووفق هذه المعطيات نأمل من المعنيين دراسة عروض تجلب لنا المال للعب بأرض المنافسين بشرط أن تصرف الأموال التي ستأتي على المنتخب والبطولات المحلية، وهذا يفيدنا تحضيراً لنهائيات أمم آسيا 2019 في الإمارات، ولا خوف من الشارع الرياضي في هذه النقطة إذا كنا صريحين في مواقفنا.
نقطة من مباراتين حصيلة ليست سيئة لأن الطموحات لم تكن أكثر من ذلك وأمامنا شهر للتحضير لمواجهتي الصين وقطر.

بقية المباريات
سيطر التعادل السلبي على مباراة الصين وإيران، ولعب في وقت متأخر منتخبا قطر وأوزبكستان، وفي المجموعة الثانية فازت السعودية على العراق بهدفين لهدف علماً أن العراق تقدمت بفضل عبد الرحيم كرار في الدقيقة 18 ولكن نواف العابد سجل من ركلتي جزاء في الدقيقتين (81 و88) ليرفع الأخضر السعودي رصيده إلى 6 نقاط من فوزين تحققا من علامة الجزاء! وفي المباراة الثانية صححت اليابان المسار بالفوز على تايلاند بعقر دارها 2/صفر سجلهما هاراغوتشي واسانو في الدقيقتين (18 و75) وجرت في وقت متأخر مباراة الإمارات وأستراليا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن