سورية

عبر عن أسفه للصمت العالمي لما يحدث…المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية يناشد المجتمع الدولي تحقيق السلام في سورية

أعلن المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية عن التمسك بالعيش المشترك والثبات في أرض الوطن وتوطيد أواصر المحبة والتعاون بين جميع أبنائه، رافعاً الصلوات إلى اللـه لمباركة «مساعي الصالحين وفاعلي السلام» لتسود لغة العقل والمنطق وتعود الحياة في بلادنا إلى طبيعتها «فيعيش السلام على أساس المساواة في الحقوق والمواطنة».
وناشد المجمع في البيان الذي أصدره أمس في ختام أعمال دورته العادية لعام 2015 وتلاه المعاون البطريركي للسريان الأرثوذكس المطران جان قواق، «المجتمع الدولي وأصحاب القرار تحقيق أمنية المواطنين بإحلال السلام وعودة المختطفين وخاصة المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم».
واستقبل الرئيس بشار الأسد الخميس أعضاء المجمع المقدس برئاسة قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، مشدداً على أن ما تتعرض له منطقتنا من عدوان إرهابي أساسه الفكر التكفيري المتطرف يستهدف النسيج الاجتماعي والثقافي المتنوع في المنطقة عموماً وفي سورية بشكل خاص، موضحاً أن الشعب السوري بكل مكوناته نجح في التصدي لهذا الفكر التخريبي من خلال تمسكه بتاريخه وثقافته وجذوره المتشابكة منذ الأزل.
وعبر الآباء المجتمعون في بيانهم الختامي عن أسفهم للصمت العالمي لما يحدث في سورية والعراق من أعمال تخريبية وإجرامية وتدمير للمعالم الأثرية والحضارية وهدم لدور العبادة.
وعقد المجمع المقدس جلسته الختامية أمس بحضور أصحاب الغبطة بطاركة أنطاكية السريان والروم ومطارنة المجمع السرياني المقدس ومطارنة كنيسة الروم الأرثوذكس الكاثوليك والسريان الكاثوليك وممثلي قداسة كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني المطرانين ناثان وداتيف اكوبيان.
ودعا المشاركون خلال الجلسة غبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك إلى «أن يبارك فروع الكنيسة الأنطاكية في لبنان وسورية والعراق وأن يساعد أبناءها بالمحبة ليصلوا إلى الوحدة المنظورة».
من جانبه أكد قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، أن الاجتماع جاء للبحث معاً في شؤون أبناء الوطن الذين يمرون بظروف صعبة هذه الأيام، معرباً عن الأمل في أن ترجع سورية إلى ما كانت عليه من الأمن والاستقرار وإعادة بناء إنسان سوري جديد وصحيح.
وأشار أفرام الثاني، إلى أن الشعب السوري المبارك منذ بداية التاريخ يعطي للعالم حضارة وفكراً وعلماً، داعياً إلى «تعاون أكثر من أجل وحدة كنيسة أنطاكية» التي «تتوق اليوم إلى استعادة تلك الوحدة من خلال الأمور المهمة التي تؤثر في حياة أبنائها».
وقال: «شهادتنا ناقصة أن لم نكن نؤمن بالوحدة وخاصة في ظروف صعبة كالتي نعيشها فأبناء الكنيسة يهجرون من مكان إلى آخر، يقتلعون من جذورهم، يرسلون إلى دول لا يعرفونها وبعضهم يلقى حتفه قبل الوصول إلى البلد الذي يقصده».
وأعرب أفرام الثاني عن تمسك المسيحيين بجذورهم ووطنهم، وقال: «نبحث عن سبل تحرس أولادنا وتحميهم من المضار.. لا أحد منا يتصور هذه البلاد وبالأخص سورية والعراق من دون المكون المسيحي الأساسي في هذه الأرض».
من جانبه أكد غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، «أن المجامع هي لب الحياة المسيحية وهي الطريقة الأفضل للقاء الآخر، وإن كنيسة أنطاكية هي أم حياة المجمعية وجامعة التقاليد المختلفة وملتقى الحضارتين السريانية والرومية وملقى الروح الأنطاكي الرومي والسرياني».
وأضاف: «نصلي من أجل السلام في المشرق.. في العالم.. في سورية تحديداً ونتضرع أن يعود إلى ربوع ديارنا السلام والطمأنينة والهناء لشعبنا الذي نصلي من أجل ثباته في هذه الديار».
من جهته قال البطريرك يوسف الثالث يونان: «نعيش حقبة من زمن الروح القدس العنصرة وهذا الزمن ينشر في قلوبنا وفي قلوب أبنائنا وبناتنا نوعاً من الرجاء الذي نحن إليه وهو أن نشهد ليسوع المسيح شهادة واحدة وننسى الماضي ونتطلع إلى الأمام لأن مصيرنا واحد كما نختبر ونرى».
غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك من جانبه اعتبر «أن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا فكنائسنا قريبة من بعضها البعض حتى مادياً.. كنائسنا في حي واحد في دمشق»، وهذا نؤكده عقائدياً وروحياً وطقسياً وإيمانياً ورعوياً وإنسانياً.
وعبر لحام عن تضامنه وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في الذكرى المئوية للإبادة السريانية «سيفو»، مطالباً دول العالم أجمع بأن تعتمد دوماً أسس العدل والحق والمسامحة واللقاء والحوار وأن تغلبها على لغة الحرب والسلاح والتسلح.
وأشار إلى أنه لابد من تغيير النظرة والرؤية وطرق معالجة الخلافات والمصالح وهذه هي قوة البشرية اليوم وهي قوة القيم المسيحية والإنجيلية والإيمانية «فالإيمان جزء من حل أزمات البلاد في الحرب والمواجهة والصراعات على أنواعها»، وقال: «على المسيحيين أن يبرزوا قيمة إيماننا في حل مشاكل مجتمعنا السياسي وعلى العالم أن يجد طريقاً غير طريق الحرب».
وبدأ المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية أعمال دورته العادية لعام 2015 في الثامن من حزيران الجاري في دير مار أفرام السرياني البطريركي في معرة صيدنايا بريف دمشق برئاسة قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، حيث ناقش شؤون الكنيسة الروحية والتربوية والإدارية والوضع في الشرق الأوسط عامة وفي سورية خاصة.
ورفع صباح أمس في كاتدرائية مار بطرس ومار بولص في دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا بريف دمشق صلاة من أجل السلام في سورية «أنطاكيا تصلي» أداها قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، وغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، وغبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان.
كما أقيمت مساء أمس صلاة تقديس المذبح الخارجي المكرس لشهداء سيفو في حضور البطاركة وآباء المجمع المقدس في دير مار أفرام السرياني، على أن تقام اليوم الأحد مسيرة شموع وصلاة في مختلف الشوارع والأحياء المؤدية إلى الدار البطريركية للسريان الأرثوذكس في دمشق، حيث من سيفتتح البطريرك أفرام الثاني النصب التذكاري في ساحة شهداء السريان «سيفو» المحاذية للبطريركية في دمشق.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن