رياضة

مشاهدات من انطلاقة الدوري الأقدم في العالم … سحر غوارديولا وحلول كلوب وكبرياء مورينيو

نعيش حالياً فصول الجولة السادسة من الدوري الإنكليزي الممتاز، ويبدو أن هذا الدوري يفي بوعوده ويستحق أن يكون الأقوى كما تنبأ له المراقبون بسبب توافر معظم عقول التدريب الكبيرة فضلاً عن توافد الكثير من عباقرة اللعبة إلى بلاد الضباب، وحقيقة يعد ما شاهدناه مدعاة للمشاهدة والتنبؤ بأن هذا الدوري قد لا يحسم حتى مراحل متأخرة، فمانشستر سيتي قدم نفسه جيداً في المراحل الخمس الأولى «بغض النظر عن نتيجته أمس حيث كتبت المادة قبلها»، ففرض السيتي احترامه على العالم أجمع، إذ تزامن العرض مع النتيجة وكأن المدرب غوارديولا يواصل سحره أينما حل وارتحل.
ليفربول يبدو هذا الموسم مزاحماً على المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال وربما يكون منافساً على اللقب إذا وجد حلاً بمواجهة الأندية الصغيرة، ومدربه كلوب يثبت أنه قادر على صناعة اللاعبين بأقل إمكانيات ممكنة.
مانشستر يونايتد مع المدرب البرتغالي مورينيو بدا بوجهين أحدهما ناصع في المراحل الثلاث الأولى والثاني قاتم في المرحلتين الرابعة والخامسة وفوزه أمس على ضيفه ليستر سيتي حامل اللقب قد يكون بوصلة المسار الحقيقي للفريق الذي يمتلك مقومات المنافسة على اللقب بغض النظر عما حدث.
أقطاب لندن الثلاثة تبدو مرشحة للمنافسة على اللقب، فتشيلسي مع العقل المفكر الإيطالي كونتي ونوعية اللاعبين الحاضرة بين يديه تؤهله لاسترجاع اللقب، لكن ذلك يتطلب حذراً أكثر وثقة بالنفس أعظم ودرس مباراة ليفربول قد يكون بليغاً وله مفعول السحر.
وآرسنال يمتلك المدرب الأقدم في الدوري لكن مشكلة المدفعجية التذبذب في المستوى لكنه ما زال قادراً على خلخلة أي خصم، وبإمكانه الفوز على أي فريق.
وبدوره توتنهام حافظ على جلده التدريبي المتمثل بالأرجنتيني بوكيتينو، كما احتفظ بنخبة لاعبيه الذين حازوا الوصافة عن جدارة واستحقاق الموسم الماضي، وصحيح أن توتنهام يجد صعوبة في الفوز على الكبار لكن إسقاطه صعب جداً.
سحر
رغم معاناة السيتي في المرحلة الأولى من الدوري عندما التقى ضيفه سندرلاند عندما غنم النقاط الثلاث بفضل النيران الصديقة إلا أن الفريق طحن الخصوم في المراحل التالية، كما أن مسيرته الأوروبية بدت أكثر من مقنعة عندما فاز على ستيوا بوخارست الروماني 6/صفر بمجموع المباراتين وفي مسابقة الدرع فاز بأرض سوانزي بهدفين لهدف ضارباً موعداً مع جاره اليونايتد في أولد ترافورد، وفي الدوري حقق الانتصار في المراحل الخمس الأولى، ففاز على ستوك بعقر داره 4/1 وعلى ويستهام 3/1 وعلى اليونايتد في الديربي بهدفين لهدف وعلى بورنموث برباعية نظيفة وأمس حل ضيفاً على سوانزي.
النقاد باتوا يتحدثون عن إمكانية استرجاع اللقب من الباب العالي وكل العوامل المطلوبة متوافرة، بل إن جماهير البريميرليغ باتوا يراهنون على أن فريق المدرب غوارديولا سيكون رقماً صعباً في كل البطولات التي ينافس عليها.

حلول
رغم الفوارق بين ليفربول وبقية نخبة الدوري الممتاز من حيث نوعية اللاعبين إلا أن المدرب الألماني كلوب فرض نفسه على الجميع من خلال تحويله ليفربول إلى قوة ضاربة بمن حضر من اللاعبين، وكلمة السر المردود البدني الهائل الذي يقدمه اللاعبون الحمر، فبات قطع مسافة 12كم في المباراة أمراً عادياً لأكثر من لاعب في الكتيبة الحمراء، وزيادة سعة ملعب آنفيلد إلى 55 ألف متفرج أعطت صخباً إضافياً في الملعب التاريخي أنفيلد رود وهذا ما أقر به كلوب واللاعبون على حد سواء، وبالنظر إلى نتائج النادي الأحمر نجدها جيدة ففاز بأرض آرسنال 4/3 وبأرض تشيلسي 2/1 وتعادل بأرض توتنهام 1/1 وفاز على ضيفه ليستر 4/1 وخسر بأرض بيرنلي بهدفين وفي كأس الرابطة فاز على بيرتون ألبيون بخماسية وعلى ديربي بثلاثية ومن كل المباريات السابقة لعب مباراة واحدة بأرضه بمواجهة ليستر قبل لقاء هال سيتي أمس، وهذا يزيد ترشيحات ليفربول للمنافسة على اللقب هذا الموسم بشرط نكرره ثانية وهو ترويض الأندية الصغيرة.
كبرياء
أياً كانت أحوال آرسنال فإن عوامل النجاح وحصد الألقاب متوافرة وبناء عليه فإن وظيفة المدرب فينغر رهن بما يحققه هذا الموسم، والبداية تبقى معقولة، فعشر نقاط في خمس مراحل تعد حصيلة جيدة وخاصة أنه بدأ بخسارة سببها الغيابات المؤثرة أمام ليفربول بثلاثة مقابل أربعة ثم كان التعادل بأرض ليستر من دون أهداف والفوز على واتفورد 3/1 وهال 4/1 خارج أرضه وبينهما على ساوثمبتون بملعب الإمارات بهدفين مقابل هدف وفي كأس الرابطة بدأ جيداً عندما فاز بأرض نوتينغهام فوريست 4/صفر وفي دوري الأبطال عاد من ملعب حديقة الأمراء بباريس بنقطة من فم سان جيرمان إثر التعادل 1/1.
فينغر يبقى من أصحـــاب المقـــام الرفيع بين العقول التدريبيــة وكبرياؤه لا يسمح له بأن يكون لقمة سائغة ودليل ذلك أنه تأهل إلى دوري الأبطال في كل سنوات الألفية الثالثة. وللحديث بقية عن مان يونايتد وتشيلسي وتوتنهام في وقفة قريبة قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن