سورية

الميليشيات المسلحة تخذل «فتح الشام» … مخيم حندرات يستعيد حريته والجيش يتقدم في «الشيخ سعيد» بحلب

| حلب- الوطن

ضيق الجيش العربي السوري خناقه مجدداً أمس على مسلحي الأحياء الشرقية في حلب ووسع هامش الأمان لوحداته ببسط سيطرته على مخيم حندرات شمال المدينة وعلى مساحات واسعة من حي الشيخ سعيد جنوبها. وخلخل الجيش صفوف مسلحي الأحياء الشرقية بتوجيه ضربة قاصمة لهم من بوابتيها الشمالية والجنوبية عبر مخيم حندرات والشيخ سعيد في آن واحد وكسر خطوط دفاعهم الأمامية ليدفعهم باتجاه عمقها بعد قتل وجرح المئات منهم.
وخلال هجوم عنيف استمر ساعات شنه الجيش بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني، استرد الجيش مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين والمتاخم لمدخل المدينة الشمالي الشرقي، ما أهّله لأفضلية نارية وصل من خلالها خطوط إمداده وأشرف على مناطق جديدة غدت بحكم الساقطة مثل منطقة الشقيف الصناعية وتلة مشفى الكندي الإستراتيجية، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وأضاف المصدر: إن الجيش بعد رفع السواتر ونزع الألغام في الطرقات المؤدية للمخيم وداخله وتثبيت نقاطه فيه مع لواء القدس، شن هجمات جديدة مساء أمس باتجاه مشفى الكندي، الذي ترددت أنباء عن انسحاب المسلحين منه من دون تأكيدها، والذي تتيح السيطرة عليه الإشراف الناري على مساحات كبيرة من أحياء حلب الشرقية وإمكانية الوصول إلى حي العويجة ومستديرة الجندول عند مدخل طريق الكاستيللو من جهة الشرق بعد أن استطاع تأمين هامش أمان واسع للطريق وقرية حندرات باسترجاع المخيم، الذي انسحب منه في 27 آب من عام 2012، ووصل مساحة واسعة لقواته تمتد من حندرات وسيفات إلى مزارع الملاح.
المسلحون الذين كانوا يسيطرون على المخيم ويتبعون لميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«حركة نور الدين الزنكي» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) تبادلوا الاتهامات بينهم حول الانسحاب منه تحت وطأة التمهيد الناري الغزير وتقدم وحدات المشاة.
ولوحت «فتح الشام» بمعاقبة القيادات التي أمرت بالانسحاب لشعورها بالخذلان بعد أن تركت وحيدة في أكثر جبهات حلب أهمية، وأعربت عن خشيتها من تكرار السيناريو ذاته في حي الشيخ سعيد، حسب مصدر معارض مقرب من «الشامية» تحدث لـ«الوطن».
وإثر تمهيد ناري كثيف من الجيش وحلفائه باتجاه حي الشيخ سعيد أقصى الجهة الجنوبية من حلب، تقدمت قوة برية داخل الحي وفرضت سيطرتها على أجزاء واسعة منه ضمن معركة السيطرة على الأحياء الشرقية من حلب والتي أعلنها الجيش الخميس الفائت وتستهدف طرد الجماعات المسلحة من كامل مدينة حلب وعودتها لحضن الشرعية.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن ضربات الجيش الجوية والمدفعية انتقائية وتستهدف مقرات وتجمعات المسلحين في الأحياء الشرقية من المدينة وخصوصاً الشيخ سعيد والسكري وتل الزرازير والعامرية، وجميعها متاخم لأوتستراد حلب مطار دمشق الدولي حيث تستهدف المرحلة الأولى من العملية العسكرية تأمين هذا الطريق المختصر إلى أهم مرفق حيوي في حلب بغية إعادته للخدمة واختصار وقت الوصول إليه إلى جانب مطار النيرب العسكري المجاور له.
ولفت المصدر إلى أن دفاعات المسلحين المتقدمة عن الشيخ سعيد انهارت بسرعة أمام تقدم الجيش واندفاعته للسيطرة على الحي بشكل كامل لأهميته الإستراتيجية لأنه الجبهة الأكبر وبوابة المدينة الجنوبية التي توفر للجيش تقسيمها إلى مربعات أمنية عديدة ترغم المسلحين على الخضوع لمصالحات وطنية أسوة بحمص وريف دمشق.
وبيّن خبير إستراتيجي لـ«الوطن» أن هيمنة الجيش على الشيخ سعيد تعني أن حي السكري الذي يشرف على قسم منه سيسقط ويمهد لسقوط تل الزرازير والعامرية بيد الجيش وصولاً إلى أحياء المشهد والأنصاري الشرقي والزبدية والقسمين الذين يسيطر عليهما المسلحون في سيف الدولة وصلاح الدين، ما يرغمهم على مصالحات سريعة تخرجهم من تلك الأحياء أو تسوية أوضاعهم.
وتسود حال من الغضب والاستياء الشعبي في أحياء المدينة الشرقية بسبب إصرار المسلحين على مواجهة الجيش العربي السوري على الرغم من ضعفهم واستكانتهم وعدم قدرتهم على مواجهته، ولذلك اتخذت «فتح الشام» إجراءات احترازية تحسباً لأعمال انتقام شعبية تطول مقراتها ووجهت تحذيرات بقتل أي مسلح من بقية الفصائل ينسحب من جبهة القتال الممتدة من الشيخ سعيد إلى السكري والعامرية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن