رياضة

الكل مسؤول

مالك حمود : 

 

خير الكلام ماقل ودل، وأحلى الآراء تلك الباحثة عن حل، فإطلاق الأحكام سهل على الشفتين، لكن النقد يرقى عندما تكون الرؤية بكلتا العينين.
يحز بالقلب مشاهدة المنتخب الأفغاني يحضر إلى مدينة مشهد الإيرانية لخوض مباراته مع منتخبنا ضمن التصفيات المشتركة بفريق إعلامي كبير لتغطية أحداث المباراة المهمة لمنتخب بلاده بكل التفاصيل المحيطة بها، فرغم أن المباراة مرئية للجميع على الشاشات وبسبل عدة، لكن الجمهور يبحث عن المعلومة التي لا يراها في المستطيل الأخضر، أو قد يراها ولكنه بحاجة لتفسير خلفياتها وتداعياتها.
الكرة الأفغانية كانت حاضرة لذلك الحدث الذي يهم بلدها وأهلها مثلما هو مهم لجماهير منتخبنا التي تعلقت قلوبها بفريقها الذي يمثل أملها الكروي الحالم والقادم، ولكن ماذا أعدوا لها وكيف تعاطوا معها؟!
فهل الكرة الأفغانية أهم من كرتنا بالنسبة لأهلها وعشاقها؟! طبعاً لا ولكنها مجرد مسألة اهتمام واحترام.
سهام النقد تتجه بشكل أو بآخر نحو اتحاد كرة القدم وتحمله مسؤولية الدعم الإعلامي المطلوب لمنتخب الوطن لكونه اختصر المسألة بالمنسق الإعلامي الأوحد لهذه المهمة، ولكن هل اتحاد الكرة وحده المعني بهذه المسألة؟ وما مسؤوليات المؤسسات الإعلامية المحلية التي يفترض أن تكون المرآة الحقيقية والصادقة لمنتخبها؟
قد يكون تبرير المؤسسة الرياضية بضعف الإمكانات المادية لتغطية نفقات سفر العدد المطلوب من الإعلاميين لنقل صور ذلك الحدث الرياضي الوطني المهم بمختلف أشكالها.. ولكن ما دور تلك المؤسسات الإعلامية أيضا؟ أليست معنية بالأمر؟ ولماذا لم تبادر أي منها لإيفاد إعلامي للقيام بتلك المهمة؟
أليس من حق أبناء سورية مشاهدة مباراة منتخبهم بشكل مباشر وهو يخوض مباراته الأولى في التصفيات، منتخبهم الذي طالما أحاطوه بالحب وأطيب الدعوات؟
وهل حملة الدعم التي أطلقت محصورة في تأمين متطلبات اللاعبين وتجاهل عشق الملايين؟! وأين دور بقية الوسائل الإعلامية الوطنية؟
منتخبنا فاز وامتاز وكم كنا نمني النفس بالفوز بمبادرة تكسر ذلك التقصير الإعلامي بحق رياضتنا وسفرائها المخلصين، فالغصة تسكن قلوب المحبين فهل من حلول وتذكروا أن الكل مسؤول؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن