سورية

رأى أن اتفاق التهدئة «لم يمت بعد».. ووصف بيان بان بـ«المخزي».. واعتبر أن مماطلة دي ميستورا بعقد جنيف سببه عدم تلقيه ضوءاً أخضر من أميركا … المعلم: اتهامات أميركا لروسيا سببها إحراج موسكو لواشنطن بتنصلها من اتفاق «التهدئة»

| وكالات

اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أن اتهام أميركا لروسيا في مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالوضع في سورية، سببه إحراج موسكو لواشنطن بتنصلها من اتفاق «نظام التهدئة» الذي توصل إليه وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري، ورأى أن الاتفاق لم يمت بعد.
وندد المعلم بما تضمنه بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول سورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة من اتهامات لدمشق، معتبرا أنه «كان مخزيا»، مبيناً أنه ألغى موعدا مع كي مون كان حدده الأخير يوم السبت الماضي على خلفية هذه المواقف. ورأى أن مماطلة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في الدعوة إلى جولة جديدة من محادثات جنيف سببه أنه لم يتلق الضوء الأخضر الأميركي لذلك.
وعقد مجلس الأمن من خارج جدول الأعمال الأحد، بناءً على دعوة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمناقشة الوضع الحالي في حلب، وقدّم خلالها دي ميستورا إحاطةً عن الوضع هناك.
وشنّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور هجوماً عنيفاً على روسيا مشيرة إلى أنها تمارس «البربرية، وهذا ليس محاربة للإرهاب» في سورية. وقالت: إن السلام لن يتحقق في هذا البلد «إن استمرت روسيا في الحرب». وردّ السفير الروسي فيتالي تشوركين بأن الولايات المتحدة «لا تستطيع السيطرة على المجموعات المسلحة والإرهابية» في سورية وأنها طلبت وقفاً للغارات الجوية السورية ٣ أيام «ثم طلبوا تمديد المهلة»، معتبراً أن أي هدنة من هذا النوع سيستغلها «الإرهابيون لتعزيز مواقعهم». وقال إن «جبهة النصرة» هي القوة الكبرى في شرق حلب، وأضاف: إن القوات الجوية السورية «تعمل لإبعاد الإرهابيين بأقل ضرر على المدنيين، لكن الإرهابيين يستخدمونهم دروعاً بشرية». ورأى تشوركين أن عملية السلام في سورية باتت «شبه مستحيلة الآن».
وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، أعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن الأميركيين والفرنسيين والبريطانيين دعوا لجلسة مجلس الأمن بشأن سورية الأحد دعماً للتنظيمات الإرهابية في سورية. وأوضح أن الأميركيين أرادوا في مجلس الأمن اتهام روسيا بعد أن نجح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإحراجهم بتنصلهم من الاتفاق معهم، مبيناً أنهم أرادوا أيضاً الكذب وتغيير الحقائق بالنسبة لما تقوم به الحكومة السورية ولكنهم فشلوا.
وفي التاسع من الشهر الجاري توصل لافروف وكيري إلى اتفاق «تهدئة» في سورية دخل حيز التنفيذ في الـ12 من الشهر نفسه وانتهى مفعول سريانه الإثنين الماضي.
وبعد ثلاثة أيام من المباحثات على هامش الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واجتماعين لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية» التي تشترك في رئاستها روسيا والولايات المتحدة، أخفق وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في التوصل إلى اتفاق لإحياء اتفاق «التهدئة».
ويرجع مراقبون إخفاق جولات المحادثات في نيويورك إلى عدم تمكن لافروف وكيري من تجاوز عقدتين: واحدة تمثل مطلباً أميركياً وهو وقف حركة الطيران الحربي التابع للجيش العربي السوري في شمال سورية ٧ أيام، والأخرى روسية تتمثل في فصل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) عن باقي الميليشيات المسلحة.
ولفت المعلم إلى أن الأميركيين لا يستطيعون فصل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي عن الجماعات المسلحة لأنه العمود الفقري لها، مبيناً أن الغرب يرمي المسؤولية على روسيا لخداع الرأي العام لأنه هو من مول ودرب وسلح الإرهابيين.
وأكد المعلم أن عدوان «التحالف الأميركي» على أحد مواقع الجيش العربي السوري في جبل ثردة بدير الزور متعمد وجرى تنسيقه مع تنظيم داعش الإرهابي الذي جاء بعد ساعة للاستيلاء على المنطقة، لافتا إلى أن هناك رابطاً بين هذا العدوان والتنصل الأميركي من تنفيذ التزاماته.
وقال: إن «الجيش العربى السوري هو الوحيد الذي التزم بالهدنة بموجب الاتفاق الروسي الأميركي على حين أن «الفصائل» التي تدعي أنها «معتدلة» وهي عشرون فصيلاً في حلب أعلنت عدم التزامها بهذا الاتفاق وبالفعل تم خرق اتفاق الهدنة 300 مرة وسقط ضحايا مدنيون وعسكريون».
وأكد المعلم أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تقود المؤامرة على سورية ومعها دول غربية وإقليمية معروفة وتزود الإرهابيين بالسلاح وتمولهم وتدخلهم عبر الحدود بالآلاف، لافتا إلى أن الإرهابيين لم يأتوا بالمظلات إلى شمال سورية بل جاؤوا عبر الحدود التركية.
وقال: «لو كان لدى الولايات المتحدة إرادة حقيقية لإيجاد حل في سورية لإنهاء الأزمة لكانت تمكنت من ذلك»، موضحاً أنها تستطيع جر الدول التابعة لها كالسعودية وقطر وتركيا لهذا الحل.
وبين المعلم أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية يماطل في الدعوة إلى الحوار السوري السوري في جنيف منذ أيار الماضي ولم يحدد موعدا له بذرائع عديدة، معتبرا أن التفسير الوحيد لذلك هو أن دي ميستورا لم يتلق الضوء الأخضر الأميركي لعقد جولة محادثات مقبلة.
وردا على سؤال حول طرح دي ميستورا شروطا لاستئناف الحوار، قال المعلم «لا يحق له طرح شروط فالحوار بين السوريين ومن دون شروط مسبقة».
واعتبر المعلم، أن بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول سورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة «كان مخزيا» واتهامه الحكومة السورية باستخدام أسلحة محرمة من دون دليل «لا يليق به»، مبيناً أنه ألغى موعدا مع كي مون كان حدده الأخير يوم السبت الماضي على خلفية هذه المواقف.
وأضاف: «من دون سبب ومن دون وقائع فوجئنا ببيانه الذي تهجم فيه على سورية واتهامه الحكومة السورية باستخدام أسلحة محرمة من دون دليل سوى أحد الإرهابيين الذي قال إن الجيش يستخدم قنابل فوسفورية.. وإن ادعاءه بأن استخدام هذه الأسلحة جريمة حرب شيء لا يليق بأمين عام الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن كي مون يبحث عن رضا أميركي لضمان مستقبله السياسي في كوريا.
وقال المعلم وفق الموقع الالكتروني للقناة إن الاتفاق الروسي الأميركي لم يمت بعد، إذ ما زالت هناك اتصالات بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي. ورأى أنه قد يعقد لقاء بين الوزيرين إذا توافرت النية الأميركية الحقيقية لضرب «النصرة» واطمأنت موسكو إلى جدية واشنطن بتنفيذ التزاماتها وإذا قررت أميركا إخراج ملف الحوار السوري السوري من حالة كونه رهينة لديها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن