سورية

عباس شددت على أن الشعب السوري هو المرجع الوحيد المخول باتخاذ القرار حول مستقبل بلاده … طهران: مستمرون في دعم سورية.. ومستقبل حلب سيتحدد في ساحة المعركة

| وكالات

جددت إيران أمس تأكيد استمرار دعمها لسورية في مسار مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، معربة عن أملها أن تثمر المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة عن حل سياسي يتضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري، على حين اعتبرت رئيسة مجلس الشعب هدية عباس أن الشعب السوري هو المرجع الوحيد الذي يمكنه اتخاذ القرار حول مستقبل بلاده، مشيدة بدعم ووقوف طهران إلى جانبه في مكافحة الإرهاب.
واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه عباس أمس في طهران، حسب وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أن الإرهاب وتدخلات القوى الدولية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مؤامرة من جانب الأعداء والسبب في المشاكل المهمة بالمنطقة، وقال: إن «إيران تعتبر صون وحدة الأراضي والسيادة الوطنية لجميع الدول ومنها سورية مبدأ أساسياً وترى من مسؤوليتها المساعدة في مسار مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار، وتعتقد بأن تغيير الحدود لا يخدم مصلحة المنطقة أبداً».
وأكد روحاني، أن الأولوية الأهم اليوم في سورية هي إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب، وقال: «نحن على ثقة بأن النصر النهائي سيكون حليف الشعب السوري ونأمل في أن تثمر سريعاً المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضين الملتزمين باستقلال وإرادة الشعب السوري للوصول إلى حل سياسي واتفاق شامل يتضمن إرادة الشعب ومشاركة جميع القوميات والطوائف والمذاهب».
وأشار روحاني إلى أن الشعب السوري يمر الآن بمرحلة صعبة ويخوض اختباراً تاريخياً شاقاً وقال: إنه «من الممكن أن يواجه أي شعب مصاعب في تاريخه إلا أن ما يبقى خالداً في التاريخ هو كيفية صمود الشعب أمام المشاكل وجديته في إنهائها بالحكمة والوحدة».
وأضاف: إن «هنالك الآن حرباً ظالمة مفروضة على الشعب السوري من جانب الجماعات الإرهابية التي لا تلتزم بأي مبادئ أخلاقية وإنسانية وإن صمود ومقاومة هذا الشعب أمام الإرهاب في الظروف الصعبة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، جديران بالإشادة».
وشدد روحاني على التزام بلاده بمبادئها، حيث ترى من منطلق أن الإرهاب مشكلة كبرى للمنطقة والعالم، أنه يجب دعم الشعب السوري كي يتمكن من طرد الإرهاب من بلاده، وأن لا طريق للدول الأخرى أيضاً غير هذا الطريق لمكافحة الإرهاب.
ووصف روحاني العلاقات الودية والأخوية بين الشعبين الإيراني والسوري بأنها ذات جذور عريقة، مؤكداً ضرورة تطوير وتعزيز وترسيخ العلاقات الشاملة وتوسيع المشاورات حول القضايا الإقليمية والدولية.
كما أكد روحاني أهمية تنمية ودعم العلاقات البرلمانية الودية والوثيقة بين مجلس الشورى الإسلامي ومجلس الشعب السوري.
بدورها أعربت عباس عن سرورها لهذا اللقاء، وقالت: إن العلاقات بين إيران وسورية تاريخية وودية وأخوية ونسعى إلى تطوير وتعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين.
واستعرضت عباس الأوضاع في سورية، مؤكدة أن الشعب السوري هو المرجع الوحيد الذي يمكنه اتخاذ القرار حول مستقبل بلاده ولو أرادت القوى الكبرى وأميركا دعم الشعب السوري فعليها بذل الجهود في سياق وقف الإرهاب الذي يشكل خطراً على العالم أيضاً.
وأشادت رئيسة مجلس الشعب بدعم ووقوف إيران إلى جانب الشعب السوري في مكافحة الإرهاب مضيفة: «رغم مؤامرات الأعداء كانت إيران على الدوام داعمة كبرى للشعب السوري في جميع المجالات».
وكانت رئيسة مجلس الشعب بدأت صباح أول من أمس زيارة رسمية إلى طهران على رأس وفد برلماني تلبية لدعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى الإيراني لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه جدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه عباس، حسب وكالة «سانا» للأنباء، تأكيد استمرار بلاده في دعم سورية بمختلف المجالات حتى تحقيق النصر على الإرهاب.
وقال شمخاني خلال اللقاء الذي حضره السفير السوري في طهران عدنان محمود والوفد المرافق: إن «الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية هو في استمرار الحوار السوري السوري للتوصل إلى مبادرات سياسية تتفق عليها جميع الأحزاب السياسية والبرلمان السوري الذي يحظى بدور مهم بهذا الشأن».
وبخصوص حلب قال شمخاني: إن «مستقبلها وباقي المناطق السورية سوف يتحدد فقط في ساحة المعركة مع التكفيريين».
واعتبر شمخاني أن السبب الأهم لإخفاق المبادرات الدبلوماسية وحتى فرص وقف الأعمال القتالية، هو تنصل الغرب وحلفائه من القبول بالطبيعة الإرهابية للعديد من التنظيمات المسلحة والمتطرفة وإيصال المساعدات لها، داعياً أميركا وبعض الدول الأوروبية أن تجيب عن هذا السؤال وهو «ما الرابط بين هزيمة الإرهابيين ومحاولة هذه الدول لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي»!.
بدورها عرضت عباس التطورات السياسية والميدانية والاقتصادية في سورية وقالت: إن «الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري هي أحد أوجه الإرهاب المفروض على هذا الشعب الذي قاوم وما زال يقاوم ويصمد أمام كل الأعمال الإرهابية والمؤامرات التي تستهدفه».
وأكدت أن القيادة السورية عاقدة العزم على محاربة الإرهاب حتى تطهير كل ربوع سورية من الإرهاب العابر للحدود وقالت: «إن الدعم الاقتصادي لسورية يعزز صمودها ويخفف معاناة الشعب السوري الذي يحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع»، مشيدة بالمساعدات الإنسانية والاستشارية الإيرانية لسورية في محاربة الإرهاب، مضيفة: «لو كانت بعض الدول العربية كإيران لديها توجهات صادقة وتسعى لحل الأزمة في سورية لما شهدت دول المنطقة أوضاعاً متأزمة في الوقت الراهن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن