سورية

روسيا تعلِّق على تلويح واشنطن بمزيد من العقوبات: ليست مفيدة … المشاورات الأميركية الروسية «يومية» حول سبل «تنفيذ اتفاق 9 أيلول» … رسالة إيطالية حازمة لموسكو.. والبابا انتقد قتل المدنيين في حلب

| وكالات

رد الكرملين على تلويح الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على روسيا على خلفية الوضع في سورية، على حين وجهت إيطاليا رسالة «حازمة» لموسكو كي تتوقف عن دعم الرئيس بشار الأسد. وأخيراً، دخل بابا الفاتيكان فرانسيس على خط أزمة حلب، مديناً قتل المدنيين في هذه المدينة من دون أن يشير إلى طرف بعينه. ونفت روسيا تصريحات أميركية حول عدم انعقاد مشاورات بين خبراء البلدين في جنيف منذ يوم الجمعة الماضية، مؤكدةً أنها تجري بشكل يومي وتناقش مسألة الالتزام بالاتفاق الروسي الأميركي الذي توصل إليه وزيرا خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف في التاسع من شهر أيلول الجاري.
في موسكو، أعلن الكرملين أنه «لا يفهم» مغزى تصريحات البيت الأبيض الذي لم يستبعد توسيع العقوبات المالية على روسيا بسبب الوضع في سورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: إن «هوس سياسة العقوبات لم يجلب لأحد أي شيئاً مفيداً». وأضاف بيسكوف في تصريح للصحفيين، بحسب ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: إن «ذكر العقوبات في ضوء مناقشة الأزمة في سورية يثير عدم فهم عميق وخاصة بين أولئك الذين يعرفون حقيقة الوضع في هذا البلد والوضع الفعلي لتنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق الروسي الأميركي الأخير».
وسبق للمتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أن علق الإثنين على دعوات بعض الساسة الأميركيين إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا على خلفية التطورات في سورية، قائلاً: «آفاق فرض عقوبات مالية إضافية ما زالت قيد الدراسة».
وأردف أرنست خلال مؤتمر صحفي، بحسب موقع «روسيا اليوم» قائلاً: «أثبتت العقوبات المالية نفسها كآلية مفيدة لتحقيق مصالحنا في العالم برمته. ولذلك، لا نستبعد فرض مثل هذه العقوبات»، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تفضل العمل على هذا المسار بالتعاون مع شركائها، وليس بشكل أحادي، في دعوة مبطنة للدول الأوروبية والعربية للانضمام إلى واشنطن في هذا المسعى.
وأيد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعوة بعض أعضاء الكونغرس الأميركي لتطبيق عقوبات على روسيا.
وفي تناقض مع هذا التلويح الصادر عن البيت الأبيض، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أن كيري «منفتح» على إجراء محادثات مع لافروف حول سورية.
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في موجز صحفي: إن بلاده لا تزال «مهتمة ببقاء هذه القناة مفتوحة». وتابع: «يجب أن نرى خطوات اقترحتها روسيا وكذلك (تلك التي اقترحت) باسم النظام (السوري)، وهو أمر لا شك فيه، نظراً لمواصلة تقدم القوات (السورية) في حلب». ورداً على سؤال عن إذا ما كان التواصل بين الخبراء الروس والأميركيين قائماً في مدينة جنيف حول الهدنة في سورية، قال تونر: «إنه لا يعرف» و«إنه لم تجر منذ يوم الجمعة الماضي أي مشاورات مع الجانب الروسي»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن ممثلين عن موسكو وواشنطن «يجرون بشكل عام اجتماعات» بشأن سورية في المدينة السويسرية. لكن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف ألكسي بورودافكين أكد أن الخبراء الروس والأميركيين يواصلون مشاوراتهم في جنيف. وقال للصحفيين أمس: إن «المشاورات بين الوفدين الروسي والأميركي في مركز الرد السريع بمدينة جنيف تستمر على أساس يومي».
وأشار بورودافكين إلى أن عسكريي ودبلوماسيي البلدين يجريان «مناقشات موضوعية» حول «مسألة تنفيذ الاتفاق» و«قضايا الامتثال لنظام وقف الأعمال القتالية في سورية، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية» لافتاً إلى أن روسيا جنباً إلى جنب مع الحكومة السورية تمكنتا من تحقيق «تقدم كبير» في هذا المجال.
وأوضح أن الجانب الروسي في اتصالاته مع الشركاء الأميركيين «يؤكد أهمية تنفيذ واشنطن وظيفتها المنزلية بفك الارتباط بين المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة التي لن تكون حملة مكافحة الإرهاب فعالة دونها».
كما رد مصدر روسي على تصريحات تونر مؤكداً أن «الاتصالات مع الجانب الأميركي حول التسوية السياسية في سورية لم تنقطع».
في روما، حذر وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني روسيا من العزلة إذا ما استمرت في دعمها للرئيس الأسد، وخصوصاً بعد ما وصفه بـ«النجاح الدبلوماسي الكبير» الذي حققته المحادثات الأميركية الروسية، في إشارة منه إلى اتفاق 9 أيلول. واتهمت روسيا الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق، على حين رأت واشنطن أن موسكو فقدت السيطرة على النظام السوري.
وحمل جينتيلوني روسيا مسؤولية إخفاق اتفاق الهدنة الذي نتج عن المحادثات الروسية الأميركية، معتبراً أن موسكو لم تنفذ ما تم الاتفاق عليه. وأعرب عن أمله في أن يسود «التفكير السليم.. (وأن يتم) استئناف المفاوضات، التي يمكن لروسيا أن تلعب فيها دوراً مهماً مثل السابق».
وسبق للوزير الإيطالي أن كتب مقالاً نشرته إحدى صحف بلاده أمس الأوّل، أكد فيها أن «إيطاليا كانت من بين الدول التي افترضت تقييماً إيجابياً للوجود العسكري الروسي في سورية» باعتبار أنه كان «من الممكن أن يمارس التأثير في النظام (السوري)». إلا أنه رأى أن «الأمور سارت بشكل مختلف»، حيث لم تحث موسكو النظام السوري وحلفاءه «على تغيير توجهاته: لقد استمر القصف العشوائي للمدنيين، واشتدت الحصارات وتم التجاهل وباستمرار لكل الالتزامات الدولية وقرارات مجلس الأمن». ورأى جينتيلوني أنه «لهذا السبب جاء وقت توجيه رسالة حازمة إلى موسكو. لقد حانت ساعة أن تثبت روسيا رغبتها في استخدام نفوذها على النظام. وبعدم فعلها ذلك، يعني تأييدها للمجزرة، والتخلي أيضاً عن دور القوة العظمى الذي يطمح فيه بوتين». واعتبر أن «إستراتيجية النظام السوري وداعميه الحالية تعزز التطرف وتوطِّنه لعقود في المنطقة».
وفي غضون ذلك حث البابا فرنسيس القوات على التوقف عن قصف المدنيين في مدينة حلب. وأمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس، وصف بابا الفاتيكان حلب «بالمدينة التي استشهدت بالفعل»، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يحدد هوية القتلة الذين يقصدهم. وقال البابا للحشد خلال كلمته الأسبوعية: «أجدد مناشدتي للجميع بأن يلزموا أنفسهم بكل قوة بحماية المدنيين»، وأضاف: «هذا التزام حتمي وعاجل. أناشد ضمائر المسؤولين عن القصف الذين سيواجهون ذات يوم حساب الرب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن