قضايا وآراء

دور إسرائيل لإطالة أمد الصراعات في المنطقة

| تحسين الحلبي 

تكشف بعض مراكز الأبحاث الأميركية والإسرائيلية المتخصصة بشؤون الشرق الوسط أن العلاقات الأميركية الإسرائيلية بلغت درجة متزايدة في اعتماد الولايات المتحدة على الدور الإسرائيلي في التحرك داخل دول النظام الرسمي العربي لتشكيل مرجعية شرق أوسطية تتولى إدارة وحل الأزمات في المنطقة لكي تتفرغ واشنطن لصراع مقبل على الساحة الآسيوية الصينية ولانشغال متوقع في ساحة الدول الأوروبية.. وترى المصادر الإسرائيلية أن الدعم الأميركي بقيمة 38 مليار دولار لإسرائيل سيشكل ما يشبه الرشوة الأميركية لنتنياهو ولحزب الليكود الحاكم.
ويرى مركز أبحاث (ميتفيم) (Mitvim) الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط أن واشنطن وتل أبيب تتوقعان تغييرات تتحرك خلالها رمال وخطوط الحدود في أكثر من منطقة تسعى واشنطن إلى استغلالها لصد التوسع الروسي الذي يحقق على الأرض مكاسب تهدد المصالح الأميركية الإستراتيجية..
ويرى مركز الأبحاث هذا أن واشنطن تريد زيادة الاستعانة بإسرائيل إلى حدٍ قد يجعل الدور الإسرائيلي المؤثر والفاعل في سياسة النظام الرسمي العربي تزيد على درجة التأثير البريطاني الراهن فيه… وتتوقع بعض مراكز الأبحاث الأميركية أن تنشغل الإدارة الأميركية المقبلة في جدول عمل تتابع فيه واشنطن بشكل قلق ومكثف رصد أي تغيير يوفر للصين مكاسب في بحر الصين وآسيا ومنع انتقال الدول الحليفة لواشنطن إلى موقف الحياد تجاه الصراع الأميركي مع الصين.. كما تواجه واشنطن بوادر تغيير في سياسة الاتحاد الأوروبي من دور حلف الأطلسي لأن الدعوة الأوروبية إلى إنشاء جيش موحد من دول الاتحاد سيقلل من اهتمام هذه الدول بتعزيز قوة حلف الأطلسي الذي تقوده واشنطن وتعتبر أكبر المساهمين في ميزانيته العسكرية.
وترى واشنطن أنها لم تحقق حتى الآن أي نسبة مهمة من الأهداف التي أرادت فرضها بعد أحداث «الربيع العربي» وخصوصاً تجاه سورية وإيران والعراق بينما بدأت الدول العربية المتحالفة معها تفقد جزءاً كبيراً من مصادر ثرواتها دون أن يتحقق لها الاستقرار الداخلي أو الاستقرار في علاقاتها مع بعضها البعض. والكل يلاحظ أن الاستحقاقات التي سيفرضها القانون التشريعي الأميركي بمقاضاة السعودية في المحاكم الفدرالية الأميركية ستحمل معها تغيرات لا يمكن تجاهل تأثيرها السلبي على الدور السعودي في المنطقة وعلى علاقات الرياض مع واشنطن.. وفي مختلف جبهات الصراع هذه يتوقع محللون أميركيون ومنهم (جوستين ريموندو) رئيس تحرير موقع (أنتي وور) المناهض للحروب الأميركية أن واشنطن لم تعد قادرة على فرض دورها القيادي الأحادي في العالم بعد المنازلة الروسية – الأميركية في سورية. فواشنطن لن تتمكن من جر أوروبا أو أهم دولها إلى أي حرب جديدة على ساحة الشرق الأوسط ولذلك يستنتج (ديفيد بولوك) في مجلة (فيكرا فورم) أن واشنطن ستعمل على الحفاظ على حالة الفوضى الخلاقة باستخدام متزايد للدور الإسرائيلي المعزز بتطبيع من النظام الرسمي العربي وتسخيره في إطالة أمد الصراعات الداخلية – الداخلية في المنطقة.
وبالمقابل يرى (غريغوري غاوز) في مجلة (فورين أفيرز) أن القوة السعودية ستبدأ بالانهيار تدريجياً لتصل إلى مستوى تزداد فيه الأزمات الداخلية السعودية بين العائلة المالكة لأن كل فشل في حرب اليمن سيولد تبادل اتهامات بين جناحي العائلة المالكة جناح (محمد بن سلمان) وجناح بقية الأمراء.. فقد ظهرت السعودية عاجزة وفاشلة أمام دولة اليمن الفقيرة فكيف ستقنع بقية دول الخليج بدعمها ضد إيران الأكثر قوة وحشداً في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن