رياضة

في التصفيات الكروية المؤهلة لكأس العالم … ميزان واحد والسباق مستمر ومنتخبنا بين بين

| ناصر النجار

جولتان من التصفيات الآسيوية أقيمت بانتظار بدء الجولتين الثالثة والرابعة بداية من الغد، ولم تسفر الجولتان الأولى والثانية عن حسم مؤكد إنما سارت المباريات بشكل متوازن، والفرص متوافرة للمتأخرين الذين أحبطتهم النتائج، وكسبت أوزبكستان العلامة الكاملة لكنها لم تقابل عمالقة المجموعة بعد، وأحبطت قطر بخسارتين لم تعبرا عن (همة) المنتخب القطري الذي كان يمني نفسه بالتأهل للمونديال للمرة الأولى بتاريخه، واصطدم المنتخب الكوري الجنوبي المرشح الأول للصدارة بفوز صعب على الصين 3/2 وتعادل مرّ مع منتخبنا بلا أهداف والكلام نفسه ينطبق على المنتخب الإيراني الذي تعثر بالتعادل مع التنين الصيني.
المنتخبات الآسيوية كشفت بعض أوراقها ولديها المزيد لتقدمه لاحقاً، ودوماً لا تقدم المنتخبات الكبيرة نفسها بشكل جيد في أولى المباريات، والسر في ذلك يبقى مجهولاً لذلك فإن الجولات القادمة قد تقلب النتائج رأساً على عقب إن استيقظت المنتخبات الكبيرة.
في هذه العجالة فإن أكثر ما يهمنا هو موقع منتخبنا في هذه التصفيات وكيف أدى مباراتيه، وماذا يجب عليه فعله في المباريات القادمة، وما نورده مجرد اقتراح ليس إلا، وإلى التفاصيل:

أسلوب دفاعي
في الجولتين الأوليين من التصفيات الآسيوية لكرة القدم حقق منتخبنا الوطني شيئاً يدل على أنه لن يكون في التصفيات لقمة سائغة.
فاللعب مع الكبار يحتاج إلى تكتيك خاص وأسلوب يعطل المفاتيح في هذه الفرق، مع عامل المباغتة.
وهذا ما وجدناه في لقاء كوريا الجنوبية وغاب بعض الشيء عن لقاء أوزبكستان، وما وقعنا فيه بالمباراة الأولى كان عبارة عن غلطة واحدة كلفت هدفاً وخسارة، من دون أن يكون لدينا القدرة على التعويض والمباراة الأولى بمجملها لم تكن مرضية على صعيد الأداء من الفريقين، فلا الأوزباك قدموا العرض المتوقع، ومنتخبنا لم يكن بأفضل حال منه، لكن النقاط المهمة التي تسجل في هذه المباراة الغياب التام للفرص السورية ما يؤكد غياب الفاعلية الهجومية بالكامل، وكأن دورنا في الملعب دفاعي، وعدم التقدم نحو الأمام عامله الخوف، فالخوف كان هاجس المنتخب، كوادر ولاعبين.
مع كوريا الجنوبية تحسن الوضع قليلاً، ومنتخبنا أعطى فرق آسيا درساً في الأسلوب الدفاعي المتين، ودرساً في كيفية «تمويت» اللعب، وحصدنا من خلال ذلك نقطة ثمينة أفرحتنا، لكنها أزعجت الكوريين كثيراً.
ولكن خط الظهر هو من ملك المباراة، فالتحمت المقدمة مع الخط الخلفي فلم يملك منتخبنا أي مبادرة هجومية، ولعب المباراة وهدفه قنص نقطة وكان له ما أراد، والنقطة التي حققها منتخبنا مع كوريا الجنوبية لم تكن بسبب الأسلوب الدفاعي المحكم فقط، إنما بسبب عامل المباغتة، فالتغيير الذي قام به المدرب سواء بأسلوب اللعب أو باللاعبين كان له دور كبير في ذلك.

النقطة الواحدة
أن تلعب ويكون هدفك سحب النقاط من الخصوم، فهذا أمر غير مجد على صعيد المنافسة، أي بصريح العبارة فإن منتخبنا يلعب على الخروج بأقل الخسائر، وهذا أمر لا يؤهلنا إلى روسيا إنما يحفظ ماء وجهنا من خسارات كتلك التي تعرضنا لها أمام اليابان في التصفيات السابقة.
لكن السؤال: هل من الصعوبة المحافظة على المتانة الدفاعية وتقوية العامل الهجومي؟ وهل منتخبنا بمثل هذه المباريات القوية غير قادر إلا على الأداء الدفاعي؟ وإذا كان الأمر كذلك فلا داعي لاستدعاء لاعبي الهجوم لأنهم سيشكلون عبئاً على الفريق، والمفترض الاستعاضة عنهم بلاعبي وسط يتقنون الأسلوب الدفاعي! وهذا بالطبع افتراض غير منطقي، لأن الفاعلية الهجومية مع الدفاع المحكم يؤديان إلى أداء جيد وحصيلة وافرة من النقاط، فهل نصل إلى هذه المعادلة في أداء منتخبنا؟
المباراتان القادمتان سنلعبهما مع الصين وقطر على التوالي بأرض خصمينا، وهذه لا تصب بمصلحتنا تماماً لأن الصين وقطر ستمتلكان الأرض والجمهور، وقد يكون هذان العاملان مساعدين للخصم إنما المفترض ألا يكونا مؤثرين على منتخبنا لكونه اعتاد على اللعب خارج أرضه وبعيداً عن جمهوره.
من وجهة النظر الشخصية، فإن المباراتين تعنونان تحت بند السهل الممتنع فقد تكونان أسهل مما سبق، لكونهما كما أشارت النتائج السابقة إلى أنهما دون أوزبكستان وكوريا الجنوبية.
تجاربنا مع الصين ليست سيئة، والصين ليس بالخصم المرعب وإن كان قوياً يحسب له ألف حساب وخصوصاً أنه يلعب على أرضه، لذلك فالمباراة يجب أن يكون لها حسابات خاصة ودراسة مستفيضة وتكتيك خاص، وبالمختصر فلن تكون الصين من المنافسين، لكن قد تصبح منافسة إن نالت منا نقاط المباراة والعكس صحيح، والكلام ذاته ينعكس على قطر.. الشيء الذي يجب أن نحسب له الحساب الواسع أن المنتخبين تعثرا في الجولتين الأولى والثانية، ومن المفترض أن يعتبرا لقاءيهما مع منتخبنا هما لقاءا التعويض، ومن هنا يؤخذ الحذر، والحذر الشديد.
وعلينا أن نلفت النظر إلى أن الصين سجلت هدفين بمرمى كوريا الجنوبية بعد تقدم الأخيرة 3/صفر وهذا يدل على أن المنتخب الصيني يستغل حالة التراخي وهذا أولاً، وهو لا ييئس وهو أمر مهم، أما المنتخب القطري فخسر مرتين وخسارتاه جاءتا آخر الوقت، فمع إيران تلقى هدفين في الدقيقتين 94 و96 ومع أوزبكستان خسر بهدف في الدقيقة 86، وهذا يدل على أن الفريق ينهار عندما لا يسجل، وأن دقائق المباراة الأخيرة ليست بمصلحته وهذه الملاحظة يمكن الأخذ بها بعين الاعتبار.

عامل المباغتة
في اللقاء القادم يجب أن يكون عامل المباغتة لفريقنا هجومياً مع الحفاظ على الشق الدفاعي متيناً، وهذا الأمر سيربك حسابات المنتخب الصيني كثيراً، لذلك على مدربنا البحث عن أسلوب هجومي يجعل منتخبنا مؤهلاً لخطف النقاط من عقر دار التنين الصيني.
هذه الرؤية ليست خيالية ولا هي مستحيلة التحقيق، لكن تتطلب عملاً من الجميع وتعاوناً بين اللاعبين والمدرب، ودعماً من القائمين على المنتخب، وخصوصاً الدعم المالي، لأنه سيشد اللاعبين وسيدفعهم إلى أداء رجولي أفضل.

الترتيب والمباريات
في المقدمة أوزبكستان بست نقاط ثم إيران وكوريا الجنوبية بأربع نقاط، فالصين وسورية بنقطة واحدة، وأخيراً قطر بلا نقاط.
الجولة الثالثة يوم الخميس 6 تشرين الأول: كوريا الجنوبية × قطر، الصين × سورية، أوزبكستان × إيران.
الجولة الرابعة يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول: إيران × كوريا الجنوبية، اوزبكستان × الصين، قطر × سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن