قضايا وآراء

«الحزم» أم الحسم: أي عاصفة ستغير وجه المنطقة؟!

باسمة حامد

 

لعدة أسباب تتعلق بالظروف الميدانية والسياسية الراهنة في سورية والمنطقة.. لم تكن زيارة وزير الدفاع السوري لطهران برفقة وفد عسكري «رفيع المستوي» حدثاً عادياً.
وبصرف النظر عمّا تصدّره وكالات الأنباء من بيانات مقتضبة حولها باعتبارها تبحث في «مواجهة الإرهاب والتحديات المشتركة في المنطقة وتوفير عوامل الأمن والاستقرار فيها».. من الضروري فهم أبعادها في ضوء ما يلي:
التصعيد التركي وحالة الصدمة الشعبية إثر سقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور، والمجزرة المروعة التي ارتكبتها «جبهة النصرة» الإرهابية بإسناد لوجستي وناري مباشر من نظام أردوغان في بلدة اشتبرق وراح ضحيتها ما يقارب مئتي مدني أغلبهم من النساء والأطفال تُركت جثثهم مرمية في العراء.
الحملة الإعلامية الشرسة والمركزة التي تقودها جهات غربية وعربية معروفة للنيل من معنويات المواطن السوري والتشكيك بقدرة الجيش على استرداد المناطق التي اجتاحها الإرهاب.
حضور العامل «الإسرائيلي» في مشهد المواجهة لمصلحة المشروع التكفيري (تجدر الإشارة إلى استهداف أربعة مقاومين سوريين في الجولان المحتل).
استمرار النظام الأردني بسياساته الملتوية حيال سورية وقيامه بتسليم معبر نصيب الحدودي للإرهابيين.
تخلي حزب اللـه عن مهادنة السعودية.
بدء تحرك القبائل اليمنية ضد القوات السعودية على الحدود في إطار الرد على عاصفة «الحزم».
تلاشي الدبلوماسية الصامتة لدى طهران التي كسرت «الجرّة» مع المملكة بتصريحات نارية غير مسبوقة تتهمها بالخيانة وتشبهها بالكيان الصهيوني، وتدهور العلاقات السعودية الإيرانية والتسليم الإيراني بتحوّل المملكة إلى «المشكلة الرئيسية لانعدام الاستقرار في المنطقة» في ظل محاصرة النظام السعودي لليمن ومنعه الطائرات الإيرانية إيصال المساعدات الإنسانية (وهي ممارسات «لن تبقى من دون ردة فعل» وفق إشارة مساعد وزير الخارجية الإيراني.
وربطاً بالمعطيات السابقة واستناداً إلى الصمود السوري، يبدو أن وتيرة «التنسيق والتعاون الأمني المشترك» بين القوات المسلحة السورية والإيرانية ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال المسافة الزمنية التي تفصلنا عن جنيف السوري وجنيف الإيراني، والهدف إحداث تحوّل نوعي وعاجل لتجميع ما أمكن من أوراق قادرة على صناعة معادلات وتوازنات مؤثرة قبل موسم التسويات المتوقع حلوله في شهر تموز القادم.
وبالنظر إلى الإنجازات الميدانية المفصلية التي حققها الجيش العربي السوري عبر السنوات السابقة في مناطق جغرافية عديدة كالقصير ويبرود والنبك وكسب والسفيرة والحسكة وغيرها.. يبقى الرهان على إحداث تحول نوعي في مسار المواجهة أمراً مشروعاً ومتوقعاً فالحرب لم تضع أوزارها بعد.
وما يعزز هذا الاحتمال عزم دمشق وطهران الراسخ على: «مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة وتهدد وجودها وهويتها الحضارية والإنسانية.. وعدم السماح للأعداء بتحقيق أهدافهم في سورية التي تقف في الخندق الأول في مواجهة العدو الصهيوني وتحارب نيابة عن العالم أجمع الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً».
ومع الإشارة إلى إستراتيجية الدولة القادمة: «قطع اليد التي ستمتد على سورية» التي أعلنها مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة من منبر المنظمة الدولية، صار واضحاً أن كل الأطراف سترمي بثقلها في ربع الساعة الأخيرة، فهل سيبدأ محور المقاومة عاصفته قريباً ضد أدوات الإرهاب ومشغليهم بعد اشتعال الجبهتين الجنوبية والشمالية في سورية؟!
وأي عاصفة ستغير وجه المنطقة: «الحزم» أم «الحسم»؟!
السؤال سيبقى مطروحاً حتى إشعار آخر والجواب ما تراه لا ما تسمعه..

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن