سورية

أنباء عن أن اجتماع «الرياض» يهدف إلى الخروج بـنسخة مسحولة عن أصلها اللبناني…«التنسيق» تصف تأييد قوى سياسية معارضة لـ«النصرة» بـ«الانحطاط السياسي»

الوطن – وكالات

بينما انتقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي تأييد قوى سياسية معارضة لتنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سورية واصفة ذلك بـ«الانحطاط السياسي»، تحدثت تقارير صحفية عن أن الاجتماع الذي تعد السعودية لعقده للمعارضة السورية يهدف إلى الخروج بوثيقة هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف بشأن لبنان الذي رعته المملكة في عام 1989 في مدينة الطائف. وفي تدوين له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تساءل عضو المكتب التنفيذي في «هيئة التنسيق» منذر خدام: كيف يمكن فهم أو تفهم دعم وتأييد قوى سياسية معارضة تحسب نفسها علمانية لجبهة النصرة وأخواتها من تنظيمات قاعدية إلا كنوع من الانحطاط السياسي. وخلال الأيام الماضية سيطر ما يسمى «جيش الفتح» الذي تقوده جبهة النصرة المدرجة على لوائح الإرهاب الدولية على مدينتي إدلب وجسر الشغور شمال غرب البلاد وارتكب العديد من المجازر بحق المواطنين.
وسرعان ما قام «الائتلاف» المعارض الذي يتخذ أعضاؤه من إسطنبول مقراً لهم بالتهليل والإشادة بما قام به «جيش الفتح». وسبق لخدام، أن كتب في تدوينة له منذ أيام قليلة: «إن سيطرة جبهة النصرة على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية تفتح الطريق نحو الجنوب باتجاه سهل الغاب كما تفتحه باتجاه الساحل». وأضاف: «كم نحن بحاجة في هذه الظروف إلى تشكيل تحالف وطني عريض على أساس تطبيق بيان جنيف بما يؤمن غطاء سياسياً وطنياً عريضاً للجيش العربي السوري، ويستنفر كل القوى الوطنية والمجتمعية ويحشدها لمحاربة قوى الإرهاب والتطرف ويعطي للسوريين الأمل بمستقبل مختلف لا مكان فيه للاستبداد بكل صوره وأشكاله».
وشدد خدام على أن «انهيار الجيش يعني انهيار الدولة وانتهاء سورية.. أقول لكل من يتشفى بالجيش العربي السوري: أذكرهم بأن بيان جنيف نص صراحة على المحافظة على الجيش والمؤسسات الأمنية وغيرها من مؤسسات الدولة والعمل على إعادة هيكلتها لاحقاً بما ينسجم مع الدولة الديمقراطية».
وأكد خدام أنه «لا يوجد في سورية اليوم ثوار بل قوى إرهابية مشروعها السياسي لا علاقة له بما ثار الشعب السوري من أجله».
وأمس الأول كشف خدام في تصريح لـ«الوطن»، أن «هيئة التنسيق» تلقت دعوة من السعودية لزيارتها وأنها ستلبيها، لافتاً إلى أن الرياض تسعى إلى عقد اجتماع للمعارضة السورية قريباً يضم ممثلين عن «الائتلاف» المعارض و«هيئة التنسيق» وأعضاء آخرين من المعارضة، وذلك ربما لتشكيل وفد معارض من25 إلى 30 شخصاً استعداداً لمفاوضات مع النظام في جنيف، على حين نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من السعودية عن مصادر عربية مطلعة أن الرياض تعدّ لعقد اجتماع موسع للمعارضة السورية في بداية أيار المقبل (ربما في 3 منه) يضم ممثلين عن «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» وأعضاء من المعارضة على الأرض. ويوم أمس نقلت تقارير صحفية عن ما سمته «مصادر خاصة»: إن المؤتمر يدعو إلى الخروج بوثيقة تفاهم من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الرئيس بشار الأسد تقود المرحلة الانتقالية، من خلال توزيع الصلاحيات والنفوذ بحسب محاصصات طائفية وحزبية.
وفي هذا السياق، أوضحت المصادر الخاصة، أن الوثيقة التي سيتم الخروج بها من المؤتمر وفق المحاصصات الطائفية؛ هي نسخة محدثة عن اتفاق الطائف بشأن لبنان الذي رعته المملكة العربية السعودية في عام 1989 في مدينة الطائف.
وأشارت المصادر، إلى أن الرياض تجري محادثات مستعجلة مع أطراف دولية عدة لإنجاح هذا المؤتمر وإنهاء الأزمة السورية وسط تعتيم إعلامي كبير تخوفاً من إخفاق المؤتمر. وقللت المصادر من أهمية لقاءات جنيف التشاورية الثنائية التي دعا إليها المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في أوائل الشهر المقبل، واعتبرت أنه «لن يكون لها أثر في مستقبل سورية، وإنما هي مجرد إلهاء لما يجري التحضير له في الرياض». وذكرت المصادر، بأن محادثات جنيف الثنائية دعت عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية والمؤسسات والمنظمات، وتجاوز عدد الدعوات الـ40 دعوة، وهي دعوات تحاكي مؤتمري موسكو والقاهرة، حيث إن جميع الدعوات أرسلت بصفة شخصية مبتعدة عن تمثيل للمؤسسات والأحزاب السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن