سورية

هدنة حلب تنقضي من دون خروج مسلحين… والاحتمالات مفتوحة

| حلب – الوطن

انقضت الهدنة التي توزعت على ثلاثة أيام في حلب مساء أمس من دون خروج أي من مسلحي أحيائها الشرقية ومن دون السماح للمدنيين بالخروج أيضاً، ما فتح أبواب المدينة على كل الاحتمالات في ظل استقدام الجيش العربي السوري لحشود عسكرية جديدة إلى المدينة بهدف حسم المعركة التي أطلقها قبل نحو شهر تقريباً وإعلان قائد ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» معركة «ملحمة حلب الكبرى» من دون بدء عملياتها العسكرية.
ومع حلول موعد السابعة مساء أمس انتهت الفرصة الممنوحة لمسلحي الأحياء الشرقية بخروج أعداد منهم إلى مناطق يسيطر عليها زملاؤهم خارج حلب ولاسيما في إدلب لتحقيق انفراج ولو محدوداً في ملف التسويات التي لم تطرق باب المدينة من قبل في ظل تعنت المسلحين الذين ما زالوا يعولون على كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على أحيائهم ويعيرون آذاناً مصغية للدول الداعمة لإرهابهم بتحقيق «معجزة» عتق سراحهم قريباً، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وحتى فريق الأمم المتحدة في حلب بغية إجلاء 200 جريح من الأحياء الشرقية أخفق في الوصول لاتفاق مع وسطاء المسلحين لإتمام مهمته، تماماً كما فشلت قبله مبادرة أهلية بتحقيق أي تقدم على أي صعيد خلال مفاوضاتها على مدار ثلاثة أيام مع قادة المسلحين الرافضين بشكل قاطع لأي نوع من الحلول ما دامت أحياؤهم تدر عطف وابتزاز المجتمع الدولي والدول الداعمة لهم.
وعلمت «الوطن» أن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة لم يتمكن حتى مساء أمس من دخول شرقي حلب للتوصل إلى اتفاق يخلي الجرحى.
وأشارت مصادر أهلية في الأحياء الشرقية من المدينة لـ«الوطن» إلى أن مسلحي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) فرضوا حظر تجول السكان أمس في بعض الأحياء مثل الحيدرية ومساكن هنانو والإنذارات في ثالث يوم من الهدنة التي أعلنها الجيشان السوري والروسي وفتحوا لأجلها ثمانية معابر إنسانية اثنان منها مخصصين لعبور المسلحين قرب مستديرة الجندول شمالاً وفي بستان القصر- المشارقة عند مركز المدينة.
وقالت المصادر: إن «فتح الشام» اعتقلت 20 مسلحاً من ميليشيا «الجبهة الشامية» قرب معبر بستان القصر بذريعة قبضهم رشاوي لتسهيلهم مرور عائلة كادروة المؤلفة من 7 أشخاص تمكنوا ليل الجمعة من تجاوز المعبر، ولم تعترض الميليشيا على الإجراء الذي أهان عناصرها على الرغم من أنها تعتبر أكبر تشكيل مسلح داخل الأحياء الشرقية وتتبع لها فصائل وازنة.
في موسكو اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن قرار تمديد الهدنة من عدمه، مرتبط بالخطوات التي سيتخذها الطرف الآخر.
وقال ريابكوف، وفق ما نقل عنه الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «سنرى كيف ستسير الأحداث اليوم (السبت)، لقد صرحت القيادة (الروسية) العليا أن هذا الأمر ليس مرتبطاً بروسيا، وإنما مرتبط بقدر كبير بما إذا كان الطرف الآخر سيمشي في هذا الاتجاه أولاً».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح صحفي: إن المسلحين في حلب يعرقلون إيصال المساعدات الإنسانية وخروج السكان من المدينة.
وأضافت زاخاروفا: إن «موسكو تدعو كل الدول التي لها التأثير في المعارضة المسلحة والإرهابيين إلى الضغط من أجل كبح جماح المسلحين».
ويوم الجمعة، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه تم إحراز بعض التقدم في محادثات جنيف هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى تحاول التوصل لوقف لإطلاق النار في مدينة حلب السورية. في الأثناء، واصل الجيش العربي السوري استقدام تعزيزات ضخمة إلى حلب فسرها أحد المراقبين الذي تحدث إلى «الوطن» بأنها مخصصة لاستكمال العملية العسكرية للجيش بالسيطرة على الأحياء الشرقية من المدينة وخوض المعركة الحاسمة التي تسرع السيطرة على حين ذهب آخر إلى أنها تستهدف التحرك نحو مدينة الباب شمال شرق حلب للهيمنة عليها قبل وصول ميليشيا «درع الفرات» التابعة للحكومة التركية إليها. وعزز الجيش السوري نقاط ارتكازه عند خطوط تماس جبهات جنوب غرب حلب بعد ورود معلومات عن حشود للمسلحين في الجهة ذاتها وإعلان متزعم «الزنكي» توفيق شهاب أول من أمس انطلاق عملية «ملحمة حلب الكبرى» لكسر الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية من دون أن تدور أي اشتباكات حتى مساء أمس باستثناء إطلاق صواريخ متفجرة على أحياء جمعية تشرين ومشروع الريادة ومشروع 3000 شقة ومشروع 1070 شقة سكنية المتاخمة للمحور الجنوبي الغربي.
واستمر المسلحون لليوم الثالث على التوالي بقصف المناطق المجاورة لمعبر المشارقة- بستان القصر بالقذائف المتفجرة ورصاص القنص الذي أدى لاستشهاد مدني خمسيني بحي المشارقة في حين دوت قذائف أطلقها مسلحو بستان القصر في بستان الزهرة والمشارقة والإسماعيلية والجميلية والتلل والميدان من دون معرفة حصيلة نهائية لأعداد الشهداء والجرحى المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن