رياضة

فاقد الشيء لا يعطيه

ناصر النجار : 

 

في كل الأنظمة الكروية في العالم سواء على مستوى الاتحادات الوطنية أو القارية أو الدولية يتم ترميم النقص الحاصل في مسابقاتها حال اعتذار فريق أو منتخب عن المشاركة بفريق أو منتخب آخر، كما تتم معاقبة الفريق المنسحب أو المعتذر مهما كانت الأسباب، وهذا يأتي من باب الحفاظ على قدسية المسابقات وصيانة اللعبة وحمايتها من عبث العابثين أو غنج المدللين، وكم من مرة استفادت كرتنا من حالات كهذه، وربما أشهرها وصول كرتنا إلى أولمبياد موسكو 1980، وهو الوصول الوحيد لكرتنا إلى هذه المسابقة الرفيعة.
اتحاد كرتنا يسبح عكس التيار ومؤخراً صرح أحد مسؤوليه تصريحاً سلبياً تعليقاً على خبر تناقلته وسائل الإعلام بأن فريق مصفاة بانياس لن يشارك بالتجمع النهائي لأسباب داخلية منها عدم رغبة القائمين في النادي بإبقاء كرة القدم في صفوفها لأنها تأكل العير والنفير، ومنها أن النادي لا يملك السيولة المالية القادرة على تغطية نفقات المشاركة، والنفقات هنا ليست إذن سفر أو أجرة حافلة أو ثمن طعام فقط، إنما هي أجور ورواتب للاعبين ستمتد لأكثر من شهرين، مع العلم أن النادي (كما يُقال) متأخر بالدفع على لاعبيه ولهم بذمته راتب شهر أو شهرين.
وعودة إلى التصريح السلبي الذي رفض فيه اتحاد كرة القدم تعيين بديل عن المنسحب وأننا نأمل منه أن يتعامل مع الحدث بجدية منذ الآن، فإما أن يشارك النادي وكفى الله المؤمنين القتال، وإما ألا يشارك وبهذه الحالة تتم دعوة الفتوة لكونه صاحب المركز الرابع في مجموعة مصفاة بانياس، ومن الظلم أن نحرم فريقاً شرف المشاركة وقد سعى إليها مقابل (دلال) فريق آخر.
أيضاً من المفترض أن يتخذ اتحاد كرة القدم إجراء قانونياً رادعاً إن انسحب فريق مصفاة بانياس أو غيره من الفرق، فالدوري هو المسابقة الأهم في بلدنا وعلى ضوئها يتم تنصيب البطل، وتتم المشاركة الآسيوية، أما إذا اعتبر اتحاد كرة القدم المسابقة (شوربة) وشبيهة بالأحياء الشعبية فمن أراد المشاركة فأهلاً وسهلاً به ومن لم يرد فعلى كيفه وخاطره، فهذا كلام آخر، وعلينا أن نحدد موقفنا من هذا كله. خير الكلام الذي نحب أن يسمعه القائمون على كرتنا، أن مسابقاتهم تهالكت واهترأت وباتت مطية لكل الفرق والمناسبات ما بين تعديل وتبديل وتغيير وما شابه ذلك، وعليه نأمل أن يعيد خبراء الكرة النظر في كل ما يجري من حيث المواعيد ومن حيث نظام المسابقات كلها، فكرتنا دفعت هذا الموسم ضريبة كبيرة وكانت ضحية التخبط واللامبالاة وعدم الاهتمام، ولابد أن تتطور إلا إذا كانوا مثل: (فاقد الشيء لا يعطيه) والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن