سورية

على وقع تهديدات أنقرة لحلفاء أميركا.. وقلق الأخيرة من سقوط ضحايا بالقصف التركي … برلماني روسي يميط اللثام عن انضمام تركيا إلى مركز بغداد

| الوطن – وكالات

عادت تركيا إلى التهديد المكشوف باستخدام القوة لإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي في رسالة موجهة للولايات المتحدة، على حين أعربت واشنطن عن قلقها حيال القصف التركي.
ووسط تهدئة في المعارك حول بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي بين ميليشيات «الجيش الحر» المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» التركية، و«وحدات حماية الشعب»، استأنفت العملية التركية تقدمها باتجاه مدينة الباب.
وعلى وقع التهديدات التركية لحلفاء واشنطن، ومضي الأخيرة في خططها لعزل داعش في الرقة مستخدمة «قوات سورية الديمقراطية»، برز تطور لافت في العلاقات التركية الروسية كشف عنه برلماني روسي رفيع المستوى.
وأماط النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان الفدرالي الروسي فرانس كلينتسفيج، اللثام عن أن بلاده تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا فيما يخص عملية «درع الفرات» التركية. وبين أن زعيمي البلدين اتفقا على تبادل المعلومات الاستخباراتية خلال لقائهما الأخير، وأنّ أنقرة انضمت إلى الشبكة الاستخباراتية التي تضم كلاً من روسيا وإيران والعراق وسورية، في إشارة على ما يبدو إلى مركز بغداد لتبادل المعلومات الاستخباراتية الذي أسسته هذه الدول بعد إطلاق روسيا عملياتها الحربية في سورية في أيلول من العام الماضي.
وأضاف كلينتسفيج في تصريح صحفي: «زوّدنا الأتراك بمعلومات أحصيناها من المكالمات اللاسلكية والمشاهد المصورة عبر الأقمار الصناعية، بالمقابل تقوم الجهات التركية بتزويدنا بمعلومات تهمنا، فتركيا تمتلك شبكة استخبارات قوية في سورية».
في أنقرة، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو باللجوء إلى القوة مجدداً لطرد عناصر «حماية الشعب» من منبج. وفي أواخر شهر آب الماضي، نجحت وساطة قادتها أميركا في فرض وقف القتال بين المليشيات المدعومة تركياً و«قوات سورية الديمقراطية» التي تتزعمها «حماية الشعب» حول منبج. وقال جاويش أوغلو: «إذا لم يخرج عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي «بيدا» من مدينة منبج، فإننا نعرف كيف نخرجهم بوسائلنا وقلنا ذلك للأميركيين».
وذكّر بأن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، تعهدا بخروج عناصر «بيدا» من منبج عقب طرد داعش منها، لكنه تساءل عن أسباب عدم إيفاء الولايات المتحدة بتعهداتها». ووجه كلامه إلى المسؤولين الأميركيين، قائلاً: «على رئيس الدولة أن يفي بوعده، كما أن على وزير خارجيتها أن يلتزم بوعوده». وتابع: «كم مرة وعدونا. ألا تستطيعون (الأميركيين) السيطرة على 200 شخص؟ أو أنكم تتعمدون في عدم فعل ذلك؟».
وكشف عن أسباب التوتر مع الإدارة الأميركية، قائلاً: «هل تقولون لنا أن نتعاون مع (وحدات حماية الشعب) «يو. بي. كي» (الجناح المسلح لـ«بيدا») في الرقة؟ ما الذي سيحدث؟ سيقومون بالتطهير العرقي هناك أيضاً». وواصل انتقاداته للإدارة الأميركية، مضيفاً: «هل تحاولون خلق مجال لمنظمة إرهابية، هل تحاولون إقامة دولة إرهابية أو إقليماً إرهابياً، وضحوا لنا ذلك؟». ووجه ملاحظاته بالقول: «إذا كانت منظمة إرهابية صديقة لكم، فإننا سنصفكم بدولة تدعم الإرهاب».
وحول هجمات «وحدات حماية الشعب» على مليشيات «الجيش الحر»، قال جاويش أوغلو بلهجة استنكارية: «من يقاتل الجيش الحر؟ من يطهر هذه المناطق؟ من داعش، وبينما تتواصل فيه العمليات ضد داعش، تأتون (عناصر «حماية الشعب») وتهاجمون الجيش الحر». وأردف: «هؤلاء (الوحدات) ليس لهم مشكلة مع داعش، أجنداتهم مختلفة، يريدون تشكيل حزام إرهابي».
وفي واشنطن، صدر رد الفعل الأول عن الإدارة الأميركية على القصف التركي نهاية الأسبوع الماضي على مواقع «حماية الشعب» في عفرين والذي أسفر عن مقتل العشرات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: «لا أملك تفاصيل تكتيكية إضافية»، وتابع «من البديهي أننا قلقون دوماً من سقوط ضحايا بين المدنيين وتدمير منشآت مدينة جراء عمليات قتالية، خاصة عندما لا تكون هذه النشاطات منسقة مع جهود التحالف المناهض لداعش».
وفي رد على سؤال عما إذا كان يمكنه تأكيد تورط تركيا في عمليات قصف من هذا القبيل، قال كيربي: «رأيت تقارير من تركيا، لكن دع العسكريين الأتراك يتحدثون عن عمليتهم بأنفسهم.. نحن لا نزال نتابع ذلك بإمعان وما زلنا قلقين». وارتفع إلى مئة عدد شهداء المدنيين الذين سقطوا جراء عملية درع الفرات منذ بدئها أواخر شهر أب الماضي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
وأسفرت ضغوط دولية عن توقف «مؤقت» للمعارك الدائرة بين المليشيات المدعومة تركياً ووحدات حماية الشعب حول بلدة تل رفعت.
وتحدث قيادي في أحد الميليشيات المشاركة في عملية «درع الفرات» «نتعرض لضغوط دولية، لذلك قد يتم إيقاف العمل العسكري الذي بدأ ضد وحدات حماية الشعب (في تل رفعت)، وسيكون التركيز الآن على معركة الباب»، لكنه أكد أن هدف المعركة «لن يقتصر على تنظيم داعش فقط».
وخرقت التهدئة بقصف «وحدات حماية الشعب» أماكن في قرية السيد علي، في حين أعلن الجيش التركي أمس أنه استهدف الاثنين 15 موقعاً تابعاً لوحدات حماية الشعب شمالي سورية.
وبعد تهدئة المعارك حول تل رفعت، استأنفت غرفة عمليات «درع الفرات» عملياتها العسكرية باتجاه مدينة الباب، انطلاقاً من مدينة مارع. وسيطرت مليشيات «الحر» المدعومة تركياً بعد معارك عنيفة ضد تنظيم داعش، على سبع قرى، هي «ثلثانة، ثلاثينة، جب العاص، المسعودية، الباروزة، تويس وبرعان»، وفي وقت لاحق سيطرت المليشيات على قريتي إكسار وتل مضيق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن