سورية

السويداء تسقط رهانات أعداء سورية

ورقة جديدة من أوراق الحرب الإرهابية على سورية يسقطها الشعب السوري عبر الصمود الممزوج بالوعي والخبرة بطبيعة وألاعيب الأطراف المهاجمة، ففي آخر فصول هذا الصمود أسقط أهالي محافظة السويداء بما لديهم من انتماء وطني وموروث مقاوم محاولات دول المحور المعادي لسورية اختلاق المزيد من الشائعات، عبر المراهنة على النجاح ببث الخوف في قلوب أهالي المنطقة من المدنيين، عبر الحديث عن أن الجيش انسحب تاركاً المحافظة لقدرها في مواجهة تنظيمات الإرهاب تارة، وعبر استخدامهم بعض أذرعهم في دول الجوار للعب على وتر التركيبة الطائفية لأهالي المنطقة وصلت بالبعض إلى حد الكلام عن مناداة إسرائيل لتقديم العون تارة أخرى، ليصل الأمر بملك الأردن عبد اللـه الثاني أن يتحدث عن ضرورة مساعدة بلاده لعشائر شرق سورية وغرب العراق.
ولكن كما عادة السوريين فالرهان سقط مباشرة أمام صمود الأهالي وجيشهم على أسوار مطار الثعلة العسكري، وعبر صور المئات من أهالي السويداء وهم ينضمون لصفوف الجيش ووحدات الدفاع الوطني.
ومن ضمن الشائعات التي راحت تروج لها «المعارضات» في إطار الحرب النفسية التي تشن على سورية أن الجيش سحب السلاح من السويداء، لكن قناة «الميادين» نقلت عن مصدر مطلع أمس تأكيده أن الجيش لم يسحب أي قطعة سلاح من السويداء بل بالعكس أرسل بمزيد من السلاح إلى المحافظة، مؤكداً المشاركة الواسعة للمجتمع المحلي في الدفاع عن مطار الثعلة، الأمر الذي أفشل الهجمات العنيفة للإرهابيين على المطار وكبدهم مئات القتلى الذين سقطوا على أسواره، ما دفع قائد ميليشيا «جيش اليرموك» للإعلان عن وقف معركة الثعلة ليل الإثنين، وليأتي الاعتراف بلسانهم عبر بوقهم قناة «أورينت» الشريكة في حربهم الإرهابية والإعلامية التي أجرت تحقيقاً مع متزعم جبهة النصرة الإرهابية التي هاجمت المطار وسألته عن سبب الإخفاق ليكون رده: «لقد واجهنا مقاتلين أشداء والدروز لا ينسحبون»، فقال المذيع: «هذا إحباط»، فرد متزعم «النصرة» معترفاً «هذه هي الحقيقة».
وفي هذا الإطار أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية الشيخ يوسف جربوع، أن «النظام قادر على حمايتنا والقوة الضاربة هي بيد الجيش»، مشيراً في تصريحات لقناة «الجديد» اللبنانية إلى أن أبناء السويداء سيكونون «إلى جانب الجيش لصد المؤامرة».
كما، أوضح الشيخ جربوع في تصريح لوسائل إعلام لبنانية، «أننا سنكون على الأرض لندافع عن أرضنا وعن مناطقنا»، مبيناً أن هناك لعباً على الوتر المذهبي والطائفي لتحقيق أغراض سياسية، ومؤكداً أن «عداوتنا هي مع الجماعات الإرهابية المسلحة».
والإثنين، كشف زعيم المعارضة في إسرائيل يتسحاق هرتسوج النقاب عن اتصالات سرية بين تركيا وإسرائيل من أجل اللعب على الوتر الطائفي في سورية عبر تنفيذ خطة تهدف إلى تهجير أهالي السويداء من المسلمين الموحدين من سورية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي بحجة حمايتهم بعد المذبحة الإرهابية التي نفذت من داعش في قرية قلب لوزة بريف إدلب بتوقيت يشير إلى حقيقة اتصالات كهذه بين أنقرة وتل أبيب، الأمر الذي قوبل باستهجان كبير من أهالي السويداء ليكون أبلغ رد من قبلهم مسارعة العشرات من شباب المحافظة للالتحاق بصفوف الجيش، مؤكدين رفضهم القاطع لأي إشاعات من هذا القبيل وتمسكهم بأرضهم وانتمائهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن