سورية

مسؤولة في «اليونيسيف»: صلابة المرأة السورية في مواجهة العنف رهيبة

وجدت مسؤولة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم للطفولة «اليونيسيف» مونيكا عوض بالمجريات التي حصلت بمدرسة «ذات النطاقين» للتعليم الأساسي بعد قصفها بقذيفة صاروخية، مثالاً «رهيباً» عن «صلابة» السوريين في مواجهة العنف الذي تعرض له الأطفال وذووهم.
عوض التي كانت تتحدث خلال اجتماع شهري دوري تجريه بعثة «اليونيسيف» في سورية مع عدد من الصحفيين، روت كيف أن «معلمة في المدرسة قامت بإسعاف ابنها الذي كان إحدى ضحايا القصف وهو مضرج بالدماء، بعد أن بترت يده وإحدى قدميه إلى أقرب مشفى»، وأن مصيبتها بابنها لم تنسها مصير ضحايا القصف الآخرين، الذين «عادت المعلمة لتفقدهم بعد أن تركت ابنها في المشفى»، لتشيد بعد ذلك بـ«صلابة» السوريين وتصفها بأنها «شيء رهيب».
واستهدف «إرهابيون» في الحادي عشر من تشرين الأول الجاري بقذيفة صاروخية مدرسة «ذات النطاقين» للتعليم الأساسي في حي السحاري بمدينة درعا ما أسفر عن استشهاد 5 أطفال وإصابة 15 تلميذاً آخرين، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة.
وقد استنكرت ممثلة «اليونيسيف» في سورية هناء سنجر حينها في بيان الهجمة الذي تعرضت لها مدرسة «ذات النطاقين»، وقالت: «وصل تدهور النزاع في سورية إلى الحد الذي صار فيه الأطفال يضطرون للمخاطرة بحياتهم لمجرد الذهاب إلى المدرسة»، لافتة إلى أن ساحة المدرسة قُصفت في نهاية حصة الرياضة في الهواء الطلق.
وأضافت سنجر: «بات موت الأطفال في سورية وتعرضهم للإصابات حقيقة يومية. يجب أن يتوقف هذا القتل». وختمت بالقول: «تعود اليونيسيف وتكرر دعوتها لجميع أطراف النزاع بأن يتقيدوا بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وحماية الأطفال والمدارس».
خلال الاجتماع الدوري الشهري أمس تحدثت مساعدة التواصل من أجل التنمية شذى معوض عن الجهود التي تقوم بها بعثة «اليونيسيف» في سورية في مجال التعليم والصحة وإيصال المياه الصالحة للشرب إلى المواطنين.
معوض، حرصت على التوضيح أن البعثة قامت وما زالت بالعديد من حملات التوعية عبر إعلانات طرقية ورسائل (إس إم إس) وزيارات للعديد من المناطق من أجل توعية الأهالي وتشجيعهم على إرسال أبنائهم إلى المدارس، لتؤكد بعد ذلك أن جهود «اليونيسيف» أثمرت في تراجع عدد الأطفال المتسربين من المدارس من مليونين و100 ألف طفل إلى مليون و700 ألف.
من جانبها، عوض، وصفت تجاوب السوريين مع حملات التوعية بـ«الكبير»، قياساً إلى دول تشهد حروباً.
مسؤولة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم للطفولة في هذا السياق، لفتت إلى أن «اليونيسيف» وفي مطلع العام الدراسي الجديد قدمت للأطفال في المدارس حقائب وقرطاسية كاملة يحتاجون إليها في عامهم الدراسي.
«الوطن» من جانبها، وفي هذا السياق، طرحت مسألة الأمراض النفسية التي يتعرض معظم السوريين جراء الحرب الدائرة في البلاد وخصوصاً الأطفال، وإن كانت «اليونيسيف» تساهم في التخفيف من أعباء هذا الأمر.
عوض وفي هذا الصدد، أوضحت، أن «اليونيسيف» لديها برنامج «إعادة تأهيل الأطفال نفسياً واجتماعياً لتمكينهم من متابعة حياتهم»، عبر وسائل عدة منها «اليوم الافتتاحي للعام الدراسي الجديد» و«استخدام الوسائل الترفيهية» بهدف إعادة الأطفال إلى المكان الطبيعي وهو المدرسة.
وشددت عوض على ضرورة الاهتمام بالأطفال لأنه «إذا خسرنا هذه الفئة في سورية، فسنخسر كل شيء».
ومع دخول الحرب في سورية عامها الخامس بات العديد من السوريين المرهقين جراء العنف والمنهكين بفعل الأزمة الاقتصادية يعانون حالات اكتئاب واضطرابات نفسية، وخصوصاً الأطفال.
وكشفت وزارة الصحة السورية العام الماضي عن ازدياد الاضطرابات النفسية بنسبة 25% عما كانت عليه قبل بدء الحرب، وارتفعت محاولات الانتحار بشكل لافت، على حين يحتاج 40% من السوريين إلى دعم نفسي واجتماعي، على حين لا يتجاوز عدد الأطباء النفسيين في البلاد 40 طبيباً بعد موجهات الهجرة التي شهدتها البلاد.
وخلال الاجتماع شددت مساعدة التواصل من أجل التنمية، على ضرورة تسليط الضوء حالياً على حقوق الطفل على اعتبار أن 20 تشرين الثاني المقبل سيشهد الاحتفال بالذكرى السنوية ليوم الطفل العالمي.
الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن