سورية

اتفقا على متابعة التشاور لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والمبعوث الأممي يدين اعتداءات المسلحين على حلب…الرئيس الأسد لـدي ميستورا: الصمت على جرائم الإرهابيين يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم

 الوطن- وكالات : 

اتفق الرئيس بشار الأسد والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس على متابعة التشاور لإيجاد حل سياسي «ناجع» للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وفيما اعتبر الرئيس الأسد، أن التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم، أدان دي ميستورا «الهجوم الخطير جداً على المدنيين» في مدينة حلب والذي نجم عنه 34 شهيداً وجرح 190 آخرين.
وقال بيان رئاسي نشرته وكالة «سانا» للأنباء: إن الرئيس الأسد استقبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية والوفد المرافق له، موضحاً أنه تم «الاتفاق في نهاية اللقاء على متابعة التشاور من أجل إيجاد حل سياسي ناجع للأزمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية».
وأشار البيان إلى أن دي ميستورا شرح خلال اللقاء، أن الهدف من زيارته هذه هو اطلاع الرئيس الأسد على نتائج مشاوراته في جنيف مع سوريين يمثلون أطيافا مختلفة من المجتمع السوري ومناقشة الخطوات التالية من أجل التوصل إلى استكمال تقريره حول سورية والذي سيقدمه إلى مجلس الأمن أواخر تموز القادم.
وأطلق دي ميستورا في الخامس من أيار الماضي محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية المعنية بالأزمة، في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية حول إنهاء الأزمة. وستستمر هذه المشاورات حتى تموز المقبل، وبعدها يقدم تقييما عنها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وشارك في مشاورات جنيف حتى الآن ممثلون عن الحكومة السورية وممثلون عن المعارضة وممثلون وسفراء لدول إقليمية وخبراء وممثلون عن المجتمع المدني.
وخلال لقائه دي ميستورا في الحادي عشر من شباط الماضي، جدد الرئيس حرص سورية على دعم أي مبادرة أو أفكار تسهم في حل الأزمة بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة، وشدد على ضرورة الضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الأمن /2170/ و/2178/ لوقف تمويل وتدفق الإرهابيين إلى سورية.
وأوضح البيان الرئاسي، أن النقاش خلال لقاء الرئيس الأسد ودي ميستورا أمس دار حول المجزرة التي ارتكبها الإرهابيون الإثنين في مدينة حلب بحق المدنيين والأطفال الأبرياء وأن الخطر الأساسي الذي يهدد سورية والسوريين هو الإرهاب المجرم الذي يتم تمويله وتسليحه وتمريره من دول باتت معروفة، وأن الأهم اليوم هو استعادة الأمن والأمان إلى سورية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
واعتبر الرئيس الأسد، وفق ما جاء في البيان، أن «التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الإرهابيون من شأنه أن يشجعهم على الاستمرار في إرهابهم»، مشدداً على أنه «لا بد للعالم برمته من أن يعي الخطر الذي يشكله هذا الإرهاب على أمنه واستقراره وأن يتخذ موقفا واضحاً وجريئا ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الإرهابيين وضد كل من يتجاهل الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب في منطقتنا».
ويوم أمس دان المبعوث الخاص للأمم المتحدة «الهجوم الخطير جداً على المدنيين» الإثنين على أحياء عدة غرب مدينة حلب من مجموعات إرهابية مسلحة، حيث استشهد 34 مواطناً بينهم 12 طفلا على الأقل وشيوخ ونساء وأصيب 190 آخرون بجروح، جراء سقوط أكثر من 300 قذيفة أطلقتها تلك المجموعات الإرهابية.
ونقل بيان صادر عن مكتب دي ميستورا، بحسب وكالة «فرانس برس»: إن الموفد الدولي «يدين بشدّة هذا الهجوم الخطير جداً على المدنيين من جانب قوات المعارضة المسلحة».
واقترح دي ميستورا في وقت سابق خطة لتجميد القتال في مدينة حلب وافقت عليها الحكومة السورية، لكن هذه الخطة لم تلق موافقة المجموعات الإرهابية المسلحة.
وحضر لقاء الرئيس الأسد ودي ميستورا، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين أمس الأول دي ميستورا، وأكد دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية من أجل التوجه نحو حل سياسي وأهمية ما تم إنجازه في لقاءات موسكو وضرورة متابعتها لضمان نجاح لقاء «جنيف3».
ووصل دي ميستورا إلى دمشق الإثنين في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين، وقال مصدر مقرب منه في جنيف أمس الأول: إن الزيارة تهدف إلى وضع المسؤولين السوريين بصورة المشاورات التي أجراها وأسباب تمديدها في جنيف حتى نهاية حزيران الحالي، والاستماع من القيادة السورية إلى ملاحظاتها حول هذه المشاورات والنتائج التي قد تخرج منها.
ونقلت تقارير إعلامية قبل أسبوع عن معارضين التقاهم دي ميستورا: إن الأخير طالب «واشنطن بالضغط عسكرياً على دمشق حتى رحيل الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن الضغط العسكري المطلوب على الأرض لن يأتي من خلال الأمم المتحدة إنما عن طريق الولايات المتحدة الأميركية التي عليها تجاوز مجلس الأمن الذي يعيق العملية السياسية عبر بعض الدول».
ورفض المصدر التعليق على التسريبات السابقة، وقال: إن هذا الكلام نشر في بعض الصحف لكنه غير مؤكد.
وعلى الرغم من أن دي ميستورا لم ينف ما نقل على لسانه، إلا أنه قرر زيارة دمشق وطلب لقاء رئيس الجمهورية العربية السورية لإطلاعه على سير المشاورات وربما تقديم توضيحات حول الكلام الذي نقل عنه.
وبحسب مراقبين بدمشق، فإنه في حال صح الكلام الذي لم ينفه دي ميستورا، فهذا يعني أنه خرج عن مهمته كمبعوث أممي وانقلب على المؤسسة التي توظفه وتجاوزها بطلب من واشنطن، وأنه لم يعد أهلا لهذه المهمة التي تهدف إلى تنظيم مفاوضات بين الأطراف السورية كافة ورعاية حوار دون تدخل خارجي ودون آراء لدي ميستورا.
من جهته، اعتبر مصدر دبلوماسي غربي في جنيف أن قرار تمديد المشاورات الهدف منه فقط تمديد عقد عمل دي ميستورا مع الأمم المتحدة لأن الأخير لم يتوصل إلى أي نتيجة تذكر وقاطع مشاوراته أغلبية فصائل المعارضة التي طالب بحضورها إضافة للإهانات التي وجهت له من قبل الائتلاف المعارض الموالي للإخوان المسلمين ويتبع لأنقرة مباشرة.
وقال المصدر حينها لـ«الوطن»: إنه «بعد أن أفشلت أنقرة مبادرته لتجميد القتال في حلب، يريد دي ميستورا تجنب الإخفاق الثاني في المشاورات لذلك قرر تمديدها لعله يصل إلى نتيجة ما».
ورغم أن زيارته إلى العاصمة السورية تأتي تلبية لرغبته إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت الأحد عن المتحدث باسمه أن دي ميستورا «وافق على دعوة من الحكومة السورية وسيقوم قريباً بالزيارة»!
كما قال المكتب الإعلامي لدي ميستورا، بحسب وكالة «رويترز»: إن الأخير «سيلتقي بمسؤولين سوريين كبار في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف بهدف إنهاء الصراع السوري».
وأضاف البيان بحسب «رويترز»: «إن دي ميستورا خلال زيارته يعتزم أن يثير مع الحكومة السورية قضية حماية المدنيين ويسلط الضوء من جديد على الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة وواجب أي حكومة غير القابل للنقاش تحت أي ظرف كان في حماية المدنيين».
ولم يتطرق البيان إلى المجازر الأخيرة التي ارتكبتها جبهة النصرة المدعومة من تركيا في إدلب ولا مجازر تدمر كما لم يتطرق إلى قضية تهريب وتسليح وتمويل الإرهابيين من تركيا وآل سعود وآل ثاني.
وتأتي الزيارة بالترافق مع إطلاق قطر والسعودية مبادرة في مجلس الأمن لجمع حشد كبير من الدول ضد مزاعم استخدام «البراميل المتفجرة» في سورية، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية سعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن