رياضة

هدف واحد كاف لصدارة أرجنتينية وبارغوانية في كوبا أميركا…الكوفيتيروس أطيب أم قهوة السامبا

خالد عرنوس : 

تدخل بطولة كوبا أميركا منعطفاً مهماً بالنسبة للمنتخب الكولومبي المرشح للمنافسة بعد تلقيه صفعة قوية افتتاحاً وذلك عندما يصطدم بنظيره البرازيلي في قمة المجموعة الثانية المفترضة والتي قد تتحول إلى كابوس إلى أبناء بلد القهوة (الكوفيتيروس) أمام عشاق السامبا بعد عام تقريباً على لقائهما الشهير في مونديال بلاد السامبا 2014، وفي المجموعة ذاتها يحاول منتخب فنزويلا مواصلة نتائجه التاريخية في البطولة على حساب البيروفي الذي قدم وجهاً جميلاً في الافتتاح وكان قريباً من التعادل لولا براعة نيمار ودوغلاس اللذين كان لهما الكلمة الفصل في الوقت البديل.
وكانت الجولة الثانية من المجموعة الثانية الموصوفة بالأقوى شهدت فجر أمس فوز كل من الأرجنتين والبارغواي على الأورغواي وجامايكا بنتيجة 1/صفر فتصدر الفائزان الترتيب برصيد 4 نقاط لكل منهما.

المهم والأهم
من المهم للمنتخبات الكبيرة تقديم الأداء لكن الأهم بالطبع هو جمع النقاط وبالتالي التتويج بالكؤوس، وهذا ما أراده منتخب السيليستي الأورغوياني من لقائه جاره الأرجنتيني في ديربي (لابلاتا) وخاصة أن المدرب تاباريز وفريقه المنقوص يدافعون عن لقبهم، إلا أن هذه السياسة الكروية خيبت الآمال فلم يقدم رفاق كافاني العرض وخسروا بالنتيجة لمصلحة رفاق ميسي الذين اكتفوا بهدف أغويرو (56) بعد شوط أول عقيم تسيده الأرجنتينيون ولعب فيه حارس مرمى الأورغواي دور البطولة.
وفي الثاني خطف لاعب السيتي هدفاً جميلاً بكرة رأسية فصحا الأبطال على كابوس الخسارة وحاولوا الرد الذي جاء متأخراً وأقل من مستوى الحدث فكانت الخسارة التي قد تنزع اللقب من صاحبه مبكراً، فوز الأرجنتينيين الذين ثأروا من خسارة ربع نهائي بطولة 2011 رفع رصيدهم إلى 4 نقاط وأصبحوا على أبواب التأهل من مقعد الصدارة.
أداء مخيب
لم يجد منتخب جامايكا بداً من اللعب المغلق بغية التقليل من الخسارة المتوقعة وهكذا كان فقدم برفقة البيروخا البارغواني مباراة باهتة انتهب بفوز الأخير بهدف جاء من خطأ فادح ارتكبه حارس المرمى دواين كير فاستغله إدغار بينتيز وسجل هدف النقاط الثلاث مانحاً فريقه الفوز والصدارة المشتركة مع الأرجنتين بـ4 نقاط ومؤجلاً حسم الأمور إلى مباراة الأورغواي التي تعد بمثابة إعادة لنهائي 2011.
الفريق الجامايكي الذي يخوض كوبا أميركا للمرة الأولى تلقى خسارته الثانية وكلتاهما بهدف، أي إنه عجر عن التسجيل ويحسب للمدرب وينفريد شافير إنه سيخرج مرفوع الرأس إلا في حال تلقى هزيمة ثقيلة من الأرجنتين في ختام منافسات المجموعة.

حلم أم سراب
ذهب المنتخب الكولومبي إلى تشيلي مرشحاً ليكون أحد فرسان كوبا أميركا متسلحاً بنخبة من النجوم الذين يفوقون جيل 2001 الذي أهدى بلاد القهوة اللقب الوحيد بتاريخها على صعيد الإمكانيات والسمعة ولاسيما على مستوى خط الهجوم الذي من النادر أن يجتمع في فريق ما ويتمناه بالتالي أي مدرب بأضلاعه (فالكاو، باكا، رودريغيز)، إلا هذا الثلاثي ومعه كوادرادو فشلوا بدك الحصن العنابي لفنزويلا الذي بدا منيعاً ليسقط الفريق الكولومبي في الجولة الأولى على غرار الآباء يوم سقط جيل (فالديراما وفالنسيا واسكوبار) في مونديال 1994 وتصبح أحلامه بمنصة التتويج مجرد أضغاث.
ويتوقف هذا الاعتقاد إلى حد كبير على ما سيقدمه اليوم لاعبو بيكرمان أمام راقصي السامبا البرازيليين الذين لم يقدموا الكثير في ظهورهم الأول أمام البيرو لكنهم خرجوا بالأهم.

ذكريات مؤلمة
في ربع نهائي المونديال الماضي بلغ الكولومبيون أفضل مرحلة لهم في البطولة وهناك اصطدموا بأصحاب الأرض البرازيليين ويومها انتهى اللقاء بفوز السيليساو 2/1 بعد أداء رائع من الفريقين ويومها أصيبت الآمال البرازيلية بأول ضربة، فقد تسبب المدافع الكولومبي خوان زونيغا بإصابة نيمار وكاد يصيبه بالشلل فغاب صاحب الرقم عشرة عن نصف النهائي وبقية البطولة، واعتبر غيابه يومها سبباً رئيساً للسقوط المدوي أمام الألمان ثم الهولنديين.
اليوم يعود اللاعبان إلى المواجهة من جديد وقد اعتبر مدافع نابولي الإيطالي نفسه بريئاً من (دم نيمار) وهو الذي اعتذر عما لحق بنجم برشلونة الإسباني يومها، ويخشى عشاق السامبا على نجمهم من هذا المدافع الذي وصفته وسائل إعلام برازيلية بالسفاح إبان المونديال، وخاصة أن الأيام أثبتت أهمية وجود نيمار في تشكيلة السيليساو، وقد شاهد العالم ما قدمه في المباراة الأولى أمام البيرو حيث كان له الفضل الكبير بالنقاط الثلاث.
على صعيد آخر تكتسي المنافسة طابعاً جمالياً بين نيمار وخيمس رودريغيز نجمي الفريقين يذكر بالكلاسيكو وآخر تنافسياً بين المهاجم الكولومبي فالكاو والمدافع البرازيلي تياغو سيلفا وهما اللذان تقابلا سابقاً في الدوري الفرنسي، وعلى هذا المنوال تبدو المباراة على موعد مع الكثير من الإثارة والفنون الرفيعة ولاسيما أن الكوفيتيروس بحاجة ماسة للنقاط بعد خسارتهم المفاجئة من فنزويلا.

فرصة للثأر
وفي المجموعة الثالثة أيضاً يحاول العنابي الفنزويلي تحقيق الفوز الثاني للمرة الأولى بتاريخ مشاركاته في البطولة (خلال الدور الأول) على حساب البيروفي، ويطمح لاعبو المدرب فانسانتي إلى تحقيق ذلك الإنجاز التاريخي ثم تجاوز الدور الأول للمرة الثانية وقد سبق للفريق الأضعف بتاريخ البطولة أن حقق إنجازاً لافتاً في بطولة 2011 بوصوله إلى شبه النهائي ويومها خسر هناك بركلات الترجيح أمام البارغواي قبل أن يخسر مباراة الترضية من البيرو 1/4 ، وتبدو الفرصة مناسبة للثأر من تلك الخسارة ويعول المدرب الفنزويلي على ثنائي الهجوم روندون وأرانغو.

جولة الحسم
تنطلق غداً (فجر السبت بتوقيت دمشق) الجولة الأخيرة من الدور الأول في المجموعة الأولى فيلتقي منتخبا تشيلي وبوليفيا في قمة لصدارة المجموعة ثم التأهل إلى الدور التالي حيث يحتلان الصدارة برصيد 4 نقاط وتعادلهما قد يكون كافياً ليخوضا ربع النهائي شريطة عدم فوز المكسيك على الإكوادور في المباراة الثانية.

مواجهات سابقة
• التقى منتخبا البرازيل وكولومبيا في 27 مناسبة ففاز الأول 17 مرة والثاني مرتين فقط وتعادلا في 8 والأهداف 58/12، واللقاء هو الحادي عشر في كوبا أميركا وسبق للبرازيل الفوز 8 مرات مقابل فوز يتيم لكولومبيا كان ذلك في بطولة 1991.
• 30 مرة تواجه منتخبا البيرو وفنزويلا ففاز الأول 19 مرة مقابل 8 مرات للثاني وتعادلا 3 مرات وتقابلا 6 مرات في البطولة وفازت البيرو 4 مرات وفنزويلا مرة وحيدة كانت في 2007 بنتيجة 2/صفر.
• 40 هي حصيلة المواجهات بين تشيلي وبوليفيا فسجل الأول 26 فوزاً مقابل 6 للثاني، ولعبا 12 مباراة في البطولة ففازت تشيلي بـ7 وبوليفيا مرتين، وسبق للمكسيك أن قابلت الإكوادور 19 مرة منها 4 مرات في البطولة ففازت الأولى 4 مرات وتعادلا مرة.
• التقت الأرجنتين وجامايكا مرتين ففازت في مونديال 1998 5/صفر وودياً عام 2010 بنتيجة 2/1، أما مباريات الأورغواي والبارغواي فبلغت 71 فازت الأولى بـ29 منها مقابل 25 للثانية، ومنها 25 مرة في كوبا أميركا انتهت 14 منها للسيليستي مقابل 6 للبيروخا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن