قضايا وآراء

بريكس تعزز السلامة المالية العالمية، وتكافح الإرهاب

| د. قحطان السيوفي 

عقدت قمة بريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب إفريقية) الأخيرة في مدينة غوا الهندية في تشرين الأول 2016 وصدر بيان مشترك تضمن عديداً من القرارات الاقتصادية والسياسية منها إنشاء وكالة تصنيف اقتصادية لكسر احتكار وكالات التصنيف الموجودة في دول غربية.
كما اتفق المشاركون في القمة على العمل على مكافحة الإرهاب.. ومواجهة هذا التهديد العابر للحدود وداعميه.
من جهة أخرى أكد الرئيس الصيني في بيان أن «الاقتصاد العالمي ما زال يواجه انتعاشا محفوفا بالمخاطر وبسبب عوامل داخلية وخارجية في آن واحد».
ورأى الرئيس الصيني أن ليس هناك ما يمنع ازدهار المجموعة، داعياً الدول الأعضاء إلى «أفعال ملموسة لتعزيز الثقة». ولفت إلى أن توقعات التنمية «على الأمد البعيد تبقى إيجابية.
وشددت القمة على تطور دول بريكس وتفعيل مستوى التعاون فيما بينها، داعية إلى إزالة الحواجز التجارية وتشجيع إقامة البنى التحتية.. معتبرة أن تنمية الترابط الاقتصادي والتجاري يشكل الدافع الأساسي لمنظمة بريكس.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة إلى تعاون أوثق بين أعضاء المجموعة، خصوصاً في مجالي التجارة الإلكترونية واستكشاف الفضاء.
قال كاماث رئيس بنك التنمية الجديد الذي أسسته مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة: إن البنك سيزيد حجم قروضه إلى 2.5 مليار دولار العام المقبل بعد أن قدم أول قروض لدعم مشروعات خضراء.
وأضاف: إن هذه الدول مجتمعة أسهمت في السنوات القليلة الماضية بأكثر من 50 في المئة من حجم الثروة الاقتصادية التي تم جمعها على مستوى العالم.
وجاء في الوثيقة الختامية للقمة أن أعضاء البريكس أعربوا عن رضاهم من الموافقة على الدفعة الأولى من القروض من بنك التنمية الجديد، وإصدار البنك لأول مجموعة من السندات الخضراء بالرنمينبي وكذا إطلاق ترتيب احتياطي الطوارئ لبريكس الذي عزز شبكة السلامة المالية العالمية.
وفى إشارة إلى أن دول البريكس تمثل صوتاً مؤثراً على الساحة العالمية، حث الإعلان الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها الخاصة مضيفاً إن هذه الالتزامات تلعب دوراً محورياً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
كما رحب قادة البريكس بخطة عمل مجموعة العشرين بشأن أجندة 2030، التي تم تبنيها خلال قمة هانغتشو والتزموا بتنفيذها.
وأكد القادة أهمية تنفيذ نتائج القمة لتعزيز نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل والإسهام في تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعزيز دور الدول النامية.
كما تعهدت الكتلة بتدعيم القضايا المهمة للأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
كما أكدت بريكس على العمل بشكل وثيق مع جميع أعضاء مجموعة العشرين على تعزيز التعاون في الاقتصاد الكلي وتدعيم الابتكار وكذا التجارة والاستثمار بشكل قوي ومستدام لدفع النمو العالمي وتقوية الهيكل المالي الدولي.
ورحب الإعلان بضم الرنمينبي لسلة حقوق السحب الخاصة.
وعلى الصعيد الأمني، أدانت الإرهاب بجميع أشكاله، وأكدت أنه لا تبرير للإرهاب سواء أكان لأسباب إيديولوجية أو دينية أو سياسية أو عرقية أو أي أسباب… كما اتفقت الكتلة على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب الدولي على المستويين الثنائي والدولي، وحثت جميع الدول على تبني منهج شامل في مكافحة الإرهاب.
طالب قادة دول المجموعة بإنهاء الحرب على سورية وإيجاد حل سلمي عبر الحوار السوري، آخذين بالحسبان تطلعات الشعب السوري وطموحاته، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «لدينا هدف مشترك بمحاربة الإرهاب وحل الأزمة في سورية سياسياً».
أخيراً نشير إلى أن بريكس تمثل 53% من إجمالي سكان العالم وإجمالي ناتج داخلي يقارب 16 ألف مليار دولار، ووجدت بهدف إحداث توازن لإدارة شؤون العالم في إطار القطبية الثنائية.. وقد نجحت قمة بريكس في تأكيد قدراتها الاقتصادية، وتعزيز شبكة السلامة المالية العالمية، والأهم تأكيد محاربة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن