سورية

لاريجاني وشمخاني: إيران لن تدخر جهداً وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمود سورية…الفريج: أهمية تكثيف جهود مواجهة الإرهاب.. والمباحثات كانت لتثبيت خطوات العمل تجاه التصعيد الأخير

الوطن – وكالات

بعد جولة لقاءات على مدى يومين لنائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج، في العاصمة الإيرانية طهران التقى خلالها كبار الشخصيات العسكرية والسياسية الإيرانية، أكدت طهران أن سورية ستخرج منتصرةً من العدوان الذي يشن عليها، وأن إيران لن تدخر جهداً وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمود سورية في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، مؤكدةً أنها على استعداد كامل للتعاون مع سورية في محاربة الإرهاب والإرهابيين وعلى أنها لن تسمح لأحد بالنيل منها. وخلال اليوم الثاني لزيارته طهران، التقى العماد الفريج كلاً من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
كما أجرى العماد الفريج جولة مباحثات ثانية مع نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، وعقدا بعدها مؤتمراً صحفياً مشتركاً، أكد الجانبان خلاله العزم الراسخ لسورية وإيران على محاربة الإرهاب واستمرار التعاون الثنائي بينهما في هذا المجال، مشيرين إلى أن وجهات النظر بينهما كانت متطابقة حيال قضايا المنطقة.
وندد الوزيران بالجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية والمنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها خدمة لأمن الكيان الصهيوني.
وأكد الفريج أهمية تكثيف الجهود لمواجهة الإرهاب وخاصةً بعد التصعيد الذي حصل مؤخراً، مشيراً إلى أن المباحثات التي أجراها مع وزير الدفاع والمسؤولين الإيرانيين كانت لتثبيت بعض الخطوات وكيفية العمل تجاه التصعيد الذي حصل منذ عدة أشهر.
وشدد العماد الفريج على الاستمرار والثبات في الحرب ضد الإرهاب والانتصار عليه، وقال: «إن معركتنا واحدة في القضاء على الإرهابيين المجرمين التكفيريين والقتلة في كل مكان في سورية وحتى سنساعد أيضاً في خارج سورية».
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أن الوزيرين اعتبرا خلال اللقاء أن انسجام محور المقاومة وتعزيزه أكثر فأكثر أمر ضروري نظراً إلى الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والأخطار التي تهدد العالم من ناحية الإرهاب.
من جانبه أوضح دهقان خلال المؤتمر الصحفي، أنه تم بحث آخر المستجدات على الساحة السورية وتصاعد التحركات الإرهابية، وذلك لتكوين رؤى مشتركة حيال التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يحاول عبر تسليح المجاميع الإرهابية ضمان أمنه وإضعاف الدول الإسلامية وإيجاد المشاكل لها، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية.
وأكد دهقان، أن الانتصار كان حليف جبهة المقاومة، ورغم أن الأعداء حاولوا فتح جبهة جديدة تمثلت بعدوان السعودية على اليمن، «إن شاء اللـه في المستقبل المنظور فسنشهد هزيمة الاستكبار والجماعات التكفيرية- الصهيونية».
وفي بداية جولة لقاءاته أمس، التقى الفريج رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الذي أكد أن صمود سورية قيادةً وحكومةً وشعباً وجيشاً أمام ما تتعرض له من عدوان إرهابي منذ سنوات أفشل المخططات التي تحاك للمنطقة خدمة للمشروع الغربي والكيان الصهيوني. وأشاد لاريجاني خلال لقائه الفريج بالتضحيات الجسام التي تقدمها سورية في محاربة الإرهاب، وقال: «إن سورية ستخرج منتصرة على هذا العدوان الذي يشن عليها، وإيران لن تدخر جهداً وستقف دوماً إلى جانبها وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمودها في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها».
وأكد لاريجاني أن الأحداث مترابطة مع بعضها في المنطقة، وسورية استطاعت أن تصمد رغم كل أنواع المؤامرات والدعم اللامحدود للإرهابيين والمرتزقة، مشيراً إلى وجود تراجع في مواقف البعض العدائية تجاه سورية بسبب قلقهم من تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وإرهابهم الذي لا حدود له.
وتطرق لاريجاني إلى الأوضاع في اليمن وقال: «إن إيران قدمت خطة من أربعة بنود تضمنت وقف العدوان وإيصال المساعدات وإجراء حوار يمني وتشكيل حكومة وطنية تضم جميع أطياف المجتمع».
من جهته أكد العماد الفريج أن الجيش والقوات المسلحة متلاحمة مع الشعب والقيادة في سورية لصد العدوان الإرهابي، وقال: «إن التنسيق والتعاون المشترك ضروري ومهم في مختلف المجالات ومنها الاقتصادية والعسكرية بسبب حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة».
وبين العماد الفريج أن الحكومة السورية دعت دوماً إلى الحوار السوري السوري بعيداً عن كل التدخلات الأجنبية، كما أنها حريصة كل الحرص على إيصال المساعدات إلى كل المناطق ومستحقيها.
وشكر العماد الفريج إيران لدعمها سورية وشكر مجلس الشورى على مواقفه في دعم الحكومة الإيرانية بخصوص توجهاتها حيال سورية.
كما بحث الفريج مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني تعزيز التعاون الإستراتيجي بين سورية وإيران في مختلف المجالات وآلية العمل المشترك لمواجهة التحديات وعلى رأسها الإرهاب الذي يستهدف سورية والمدعوم بالمال والسلاح من قوى وأطراف خارجية.
وأكد الجانبان أن التطورات السياسية والميدانية على المستوى الإستراتيجي ستسير لصالح الشعب والجيش العربي السوري الذي واجه الإرهاب على امتداد أربع سنوات بكل صمود، لافتين إلى أنه مهما بلغ حجم الدعم للإرهابيين من قبل القوى الإقليمية والدولية فإنه لن يغير موازين القوى والإرادة الراسخة في تحقيق النصر. وقال شمخاني: «إن القيادة والشعب الإيراني ينظرون إلى سورية على أنها في خندق المواجهة الأول مع العدو الإسرائيلي والإرهاب ويجب الوقوف إلى جانبها لتعزيز صمودها ودورها في محور المقاومة».
وأكد شمخاني على الإرادة الحازمة والعمل الجاد والمشترك لإفشال مخططات الأعداء وأدواتهم الإرهابية التي تهدد شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها، مشدداً على أن إيران على استعداد كامل للتعاون مع سورية في محاربة الإرهاب والإرهابيين، وعلى أنها لن تسمح لأحد النيل منها. وأشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بالإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب، محذراً من المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة بهدف تفكيكها والسيطرة عليها خدمة للمشروع الصهيوأميركي.
بدوره أشار وزير الدفاع إلى الوضع الميداني في سورية والمحاولات المستمرة من قبل بعض الدول الإقليمية والدولية لانتهاك السيادة السورية عبر دعمها اللامحدود للإرهاب والإرهابيين وتسهيل عبورهم إلى داخل سورية لاستهدافها وتدمير بنيتها التحتية خدمة لأجندات سياسية.
وقال العماد الفريج: «إن سورية قيادةً وحكومةً وشعباً وجيشاً عاقدة العزم على محاربة الإرهاب حتى تطهير كل الأراضي السورية منه، وعلى إعادة إعمار ما دمره الإرهابيون»، لافتاً إلى أن الجيش العربي السوري يقوم بدوره الرائد في محاربة الإرهاب والإرهابيين على مدى أربع سنوات، ولكن هناك تدفقاً مستمراً للإرهابيين من مختلف أنحاء العالم وبدعم لا محدود من الدول الراعية له.
ونوه العماد الفريج بالدعم الذي تقدمه إيران لسورية، مبيناً أن المرحلة الراهنة تتطلب جهوداً إضافية لمواجهة التحديات في ظل التطورات الإقليمية والدولية، فأعداء سورية لم يتوقفوا ولم يألوا جهداً في الاستمرار بمؤامراتهم.
وأوضح الفريج أن الدعم في المجالات الاقتصادية والعسكرية يعزز صمود الشعب السوري أمام الهجمة الاستعمارية الشرسة الجديدة وأدواتها المتمثلة بالمجموعات الإرهابية والفكر الإرهابي الذي يعرض الأمن والسلم في المنطقة والعالم للخطر.
وكان العماد الفريج بحث مع نظيره الإيراني الثلاثاء تعزيز خطوات التعاون الإستراتيجي في مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجه المنطقة وأكدا العزم الراسخ على تعزيز هذا التعاون وشددا على أن إيران وسورية ومحور المقاومة لن يسمحوا للأعداء بتحقيق أهدافهم في المنطقة والنيل من سورية وصمودها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن