شؤون محلية

منذ 30 عاماً لم يتم استيراد أبقار…قاديش لـ«الوطن»: سينخفض سعر الرأس المستورد من البقر إلى 50 ألف ليرة

 عمار الياسين : 

في سبيل تحقيق الأمن الغذائي الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد والمواطنون اعتبر المعنيون في القطاع الزراعي أن مرسوم إعفاء استيراد الأبقار بقصد التربية من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى يأتي ضمن حزمة التشريعات التي تعكس اهتمام قيادة الدولة ودعمها للقطاع الزراعي، وخطوة مهمة جداً على طريق إعادة بناء وتكوين قطيع الثروة البقرية وزيادة إنتاج الحليب وهو عطاء كريم سيساهم وبشكل كبير في وضع عجلة عمليتي التربية والإنتاج بالطرق الصحيحة وينعكس بشكل إيجابي على الثروة الحيوانية ولما له من دعم على الصعيد الصناعي ودعم المربين.
وحول انعكاسات المرسوم كشف معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد قاديش لـ«الوطن» عن أنه سيساهم في تخفيض تكلفة وصول الأبقار إلى سورية وسيشجع المربين على شرائها وخاصة بعد تعرض ثروتنا الحيوانية لأضرار كبيرة جراء الأعمال التخريبية والنهب والسرقة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإرهابية تسببت بانخفاض أعداد الأبقار في سورية وضياع عدد كبير من الأبقار ذات القيمة الوراثية العالية والإنتاجية المرتفعة مما تسبب بانخفاض كميات الحليب المنتج ومشتقاته واللحوم، الأمر الذي استدعى التفكير باستيراد الأبقار عالية الإنتاجية من دولة موثوقة عالميا تمتاز بهذه الأنواع مثل الفريزيان الأبيض والأسود، كاشفاً عن أن مفاعيل المرسوم ستخفض سعر الرأس المستورد إلى 50 ألف ليرة سورية بالنظر إلى سهولة استيراده، وفقاً للآلية الجديدة كما من شأنه تشجيع المربين على تربيتها، إضافة إلى خفض أسعار الأبقار بالنسبة للفلاحين وتعويض خسارة قطيعهم نتيجة التهريب.
ومن جانبه أكد رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو في تصريح لـ«الوطن» أن المرسوم التشريعي سيضع حداً للذين يحاولون إدخال الأبقار بطرق غير مشروعة للبلاد، مشيراً إلى أن المرسوم يتمتع بكثير من المزايا المتعلقة بتخفيض التكاليف على المربين، إضافة إلى أنه يزيد من فرص العمل بين المربين والمشترين أكثر نتيجة تخفيض التكاليف، وأضاف كشتو: إن الاتحاد عمل خلال الفترة الماضية على تعديل عدة قرارات ناظمة لعملية استيراد الأبقار، في الوقت الذي كان يعمل فيه سابقاً على التصدي لعملية استيراد الأبقار قبل الأزمة، لافتاً إلى أنه لم يتم استيراد الأبقار منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مبيناً أن موافقة الاتحاد على الاستيراد جاءت نتيجة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وبالانتقال إلى الجهة المعنية بالمرسوم أكد مدير عام مؤسسة المباقر المهندس سامي بصل أن للمرسوم نتائج إيجابية كثيرة ستساهم بشكل كبير في ترميم الواقع الذي تعاني منه المؤسسة.
وأوضح مدير عام مؤسسة المباقر في تصريح لـ«الوطن» أن المرسوم سيساهم فتح الباب أمام جميع المستثمرين لتطوير هذا القطاع الحيوي الاقتصادي المهم، إضافة إلى خلق فرص عمل مولدة للدخل للقطاعين العام والخاص.
وأشار بصل إلى أنه سيساهم في ترميم قطيع الأبقار في سورية وردم الهوة الناتجة عن ضياع عدد كبير من الأبقار ذات القيمة الوراثية العالية والإنتاجية المرتفعة، وتعويض النقص الحاصل في الكميات المنتجة والمعروضة من مادة الحليب، كما سيخلق فرص عمل جديدة أمام كل الراغبين بالشكل الذي يمكن معه وبشكل تدريجي تغطية حاجة السوق المحلية بالكميات الكافية من الحليب، والانتقال في مرحلة متقدمة إلى العملية التصديرية باتجاه الأسواق الخارجية العربية والأجنبية، وهذا سيفضي إلى خلق حالة من التوازن الحقيقي في الأسواق المحلية بين حالة العرض والطلب فضلاً عن الأسعار من أبقار ومنتجاتها، مشيراً إلى أن استمرار عملية التعاقد على استيراد الأبقار، والذي سيكون له أثر اقتصادي من حيث تأمين مادتي اللحوم والحليب، من شأنه دعم السلة الغذائية السورية بالكمية والنوعية الجيدة المطابقة للمواصفات القياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن