عربي ودولي

ترامب وكلينتون في لحظات ما قبل الحسم … و82% مـــــــن الأميركيــــين «مشمئــــــزون»

اختتم دونالد ترامب وهيلاري كلينتون أمس الإثنين حملة انتخابية شهدت منافسة ضارية وتبقى نتيجتها غامضة، مع تنظيم تسعة مهرجانات انتخابية آخرها قبيل منتصف الليل أمس، في ظل تقلص الفارق بينهما على الرغم من تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية على منافسها الجمهوري.
وتعقد كلينتون (69 عاماً) التي تأمل في أن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيساً، تجمعين انتخابيين أمس في بنسيلفانيا وثالثاً في ميشيغان، ورابعاً وأخيراً في شمال كارولاينا قبيل منتصف الليل أمس. وفي بنسيلفانيا، ينضم إليها الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل، وزوجها بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي.
وفي آخر مهرجان انتخابي ليوم الأحد عقدته مساءً في مانشستر بولاية نيوهامشير، قدمت كلينتون نفسها على أنها مرشحة «المصالحة»، بعدما قضت الأيام الأخيرة تهاجم خصمها الجمهوري باعتباره لا يملك المقومات لقيادة البلاد.
وقالت كلينتون في أوهايو: «وصلنا إلى ساعة الحقيقة في هذه الانتخابات، قيمنا الجوهرية على المحك».
وتعزز موقف المرشحة التي تقول إن خطها في الرئاسة في حال فوزها سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في تموز والقاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية.
وكان كومي فجر قنبلة حقيقية في الحملة الانتخابية عندما أبلغ الكونغرس في 28 كانون الأول بتطور جديد في القضية مع العثور على آلاف الرسائل الإلكترونية الجديدة المتعلقة بكلينتون يتحتم التحقيق فيها، وقد تعرض لانتقادات حادة على هذا الإعلان قبل أيام من موعد الانتخابات اليوم الثلاثاء.
وأشاع الإعلان عن إغلاق المسألة مجدداً ارتياحاً في فريق حملة كلينتون، ولو أنه جاء متأخراً، قبل يومين فقط من الانتخابات.
ويتوقف ترامب (70 عاماً) من جهته في محطات أمس في فلوريدا وشمال كارولاينا وبنسيلفانيا ونيوهامشير وميشيغان حيث يختتم حملته بمهرجان مقرر قرابة الساعة 23.00 بتوقيت أميركا. وهدف كلا المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لمصلحة كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات.
أما الأميركيون الذين أعرب 82% منهم عن اشمئزازهم في استطلاع للرأي أجري مؤخراً، فهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه الحملة الطويلة بين مرشحين غير شعبيين بنسب تاريخية (50% لا يحبون كلينتون و62% لا يحبون ترامب)، حملة شهدت الكثير من الشتائم والفضائح والبذاءة.
وتحظى كلينتون بـ44.9% من نيات الأصوات على المستوى الوطني مقابل 42.7% لترامب، بحسب متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة أورده موقع «ريل كلير بوليتيكس».
وفي فلوريدا، الولاية الأساسية التي يتحتم على ترامب الفوز بها للاحتفاظ بحظوظه الرئاسية، تتوزع نيات الأصوات بين 47% لكلينتون مقابل 46% لترامب. ويتقدم ترامب على كلينتون في أوهايو بـ46.3% مقابل 43.5%، وفي شمال كارولاينا بـ47.3% مقابل 45.8%.
وكان فوز كلينتون يبدو محتوماً، وهي تتمتع بخبرة طويلة في السياسة، حيث كانت سيدة أولى وسيناتورة ووزيرة خارجية. غير أن العديد من الأميركيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها.
وكانت المعركة أصعب مما كان متوقعاً في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على أنه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة.
واستغل ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأميركيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. لم يتردد في التفوه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته من دون توقف، ونعتها بأبشع النعوت.
وبعد إعلان مدير الـ«إف بي آي»، علق ترامب مؤكداً «أنها تحظى بحماية من نظام مغشوش»، وقال: رغم كل شيء «هيلاري كلينتون مذنبة، هي تعرف ذلك، الـ«إف بي أي» يعرف ذلك، الناس يعرفون ذلك، والآن، يعود للشعب الأميركي أن يصدر حكمه في صناديق الاقتراع».
ولا يكترث أنصار ترامب إن كان بطلهم الملياردير تجنب دفع ضرائب فدرالية على ما يبدو منذ سنوات، وتحرش بنساء. فهم ظلوا أوفياء لقطب العقارات الذي اشتهر بثروته وبتقديمه برنامجا ناجحاً من تلفزيون الواقع عنوانه «ذي آبرينتيس».
وفي طريقه إلى البيت الأبيض، كاد ترامب يفكك الحزب الجمهوري الذي شهد انقسامات عميقة. فرفضه العديد من قادة الحزب وشخصياته الكبرى، فيما يعتزم البعض التصويت له إنما على مضض، ولاسيما أن مواقف المرشح ليست على الدوام مطابقة لخط الحزب، ومن أبرزها موقفه المعارض للتبادل الحر.
وأثارت الحملة الانتخابية بتجاوزاتها ومغالاتها وفضائحها الكثير من الاهتمام خارج حدود الولايات المتحدة، فتابعها العالم وتفاوتت ردود الفعل بين الطرافة والهول.
وفي الصين، كانت الحملة فرصة فريدة استغلها النظام الصيني لتعزيز دعايته، إذ نددت وسائل الإعلام بثغرات النظام الديمقراطي.
وفي روسيا، انتقد الرئيس فلاديمير بوتين مؤخراً «الهستيريا» المسيطرة برأيه في الولايات المتحدة التي اتهمت موسكو بالسعي للتأثير على الانتخابات الرئاسية لمصلحة ترامب من خلال عمليات قرصنة معلوماتية استهدفت الحزب الديمقراطي.
ويتوجه الناخبون الأميركيون اليوم إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في المجمع الانتخابي تمهيداً لانتخاب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
أ ف ب- رويترز- روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن