عربي ودولي

بعد معركة انتخابية طويلة وصفها البعض بـ«الأكثر رذالة» في تاريخ البلاد … استطلاعات الرأي ترجح فوز كلينتون في انتخابات أميركا الرئاسية ومحللون سياسيون يتفقون أن النتيجة «غير قابلة للتنبؤ»

توجه المواطنون الأميركيون أمس الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، لانتخاب الرئيس الـ45 للبلاد، وذلك بعد سباق انتخابي وصف بأنه الأكثر «رذالة» في تاريخ البلاد.
وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، ينتخب الأميركيون نائب الرئيس وأعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ومحافظي 12 ولاية، وعمد 12 مدينة.
وخلال الإدلاء بصوتها في مدرسة ابتدائية قرب منزلها في تشاباكوا في ولاية نيويورك قالت المرشحة الديمقراطية إن «الكثير من الأشخاص يعوّلون على نتائج هذه الانتخابات ومعناها لبلادنا».
وصوّتت كلينتون التي انتظرها لأكثر من ساعة حشد متحمّس يضم نحو 150 شخصاً، برفقة زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وقالت عند خروجها من مكتب التصويت «أنا مسرورة جداً» وصافحت الحاضرين وتبادلت معهم الحديث، وأضافت: «يعوّل الكثير من الأشخاص على نتائج هذه الانتخابات ومعناها لبلادنا ولن أوفر جهداً في حال حالفني الحظ وفزت اليوم». وبدوره صوت المرشح لمنصب نائب الرئيس مع كلينتون، تيم كاين برفقة زوجته أن هولتون منذ الصباح الباكر في دار للعجزة في معقله في ريتشموند بولاية فرجينيا. كما أدلى نائب الرئيس جو بايدن بصوته صباح أمس. وفي تغريدة له مع بدء «الثلاثاء الكبير» كتب المرشّح الجمهوري دونالد ترامب شعار حملته «اليوم سنعيد أميركا إلى مجدها».
أما كلينتون فنشرت مقطع فيديو من على متن طائرتها الخاصة يظهرها مع أعضاء حملتها وزوجها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون يقفون جامدين بانتظار العدّ التنازلي لانطلاق الانتخابات وأرفق الفيديو بعبارة «لا تقف مكتوف اليدين صوّت اليوم». وافتتح أول مركز للتصويت في الساعة الخامسة أمس بالتوقيت المحلي (العاشرة بتوقيت غرينتش) في ولاية فيرمونت الأميركية، وافتتحت المراكز الأخرى في الولايات الأميركية الشرقية (بما فيها نيويورك وأوهايو وجورجيا وفلوريدا وغيرها) في الساعة السادسة والسابعة بالتوقيت المحلي.
وستغلق آخر مراكز التصويت أبوابها في غرب الولايات المتحدة وفي ولاية ألاسكا في منتصف الليل بالتوقيت المحلي (في الساعة 4:00 و5:00 الأربعاء بتوقيت غرينتش).
وأفادت قناة «USA Today» الأميركية بأن مرشح الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب يتقدم في انتخابات الرئاسة في ثلاث بلدات بولاية نيوهامبشير في شمال شرق الولايات المتحدة، وحصل ترامب على 32 صوتاً من أصوات الناخبين في ثلاث قرى بالولاية، في حين حصلت منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون على 25 صوتاً.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت في وقت سابق أمس بأن كلينتون فازت في أول بلدة أميركية جرت فيها عملية التصويت لانتخابات الرئاسة أمس. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن سكان بلدة ديكسفيل نوتش في ولاية نيوهامبشير يتمتعون منذ عام 1960 بحق التصويت في انتخابات الرئاسة الأميركية في منتصف الليل بالتوقيت المحلي، أي قبل ساعات من افتتاح مراكز التصويت في المناطق الأخرى. ويفتح مركز التصويت في ديكسفيل نوتش أبوابه للناخبين رسمياً في منتصف الليل ويغلق بعد إدلاء جميع الناخبين بأصواتهم.
وسجل في مركز التصويت بتلك البلدة سبعة ناخبين فقط، وأضيف ناخب آخر إليهم في الدقائق الأخيرة قبل انطلاق عملية التصويت. وصوت أربعة من الناخبين لمصلحة كلينتون، على حين صوت اثنان آخران لمنافسها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وصوت ناخب واحد لمرشح الحزب الليبرتاري غاري جونسون.
كما أدلى ناخب ثامن بصوته للجمهوري ميت رومني، الذي لا يشارك أصلاً في السباق الرئاسي الحالي، إلا أن القانون الانتخابي الأميركي يسمح للمواطنين بالتصويت لمصلحة سياسيين لا يشاركون في الانتخابات.
وحسب الاستطلاعات الأخيرة، تبلغ نسبة التأييد لكلينتون 45-47%، في مقابل تأييد 41-43% لترامب. ويدعم قرابة 5-6% جونسون، فيما يميل 2% لدعم ستين.
لكن محللي وكالة «بلومبرغ» حذروا من أن المرشحيْن الضعيفيْن قد «يسرقان» أصواتاً من كلينتون في ولايتي نيومكسيكو وواشنطن، ومن ترامب في أريزونا ومونتانا وكولورادو، وهو أمر قد يكتسب أهمية حاسمة لتحديد اسم الفائز. وحسب تقييمات صحيفة «وول ستريت جورنال»، من المرجح أن تحصل كلينتون على 183 صوتاً في الولايات الداعمة للديمقراطيين، و30 صوتاً من الولايات التي تعد فرصهم فيها قوية، و65 صوتاً من الولايات التي «تميل» لدعم مرشح الحزب الديمقراطي، وإجمالاً عدد تلك الأصوات 278. أما ترامب، وفي محفظته، كما يعتقد، 86 صوتاً من الولايات التي تدعم الجمهوريين تقليديا، و71 صوتاً من الولايات التي يُعتقد أن مواقع الحزب الجمهوري قوية فيها، و58 صوتاً من الولايات التي «تميل» لدعم مرشح الحزب الجمهوري، ومجمله 215 صوتاً. لكن هناك 45 صوتاً آخر، قد يحصل عليها أي من المرشحين.
بينما يتفق المحللون السياسيون جميعهم أن المنافسة الانتخابية بين كلينتون وترامب كانت الأكثر قذارة منذ عقود، إضافة إلى كون نتيجتها غير قابلة للتنبؤ على الإطلاق.
ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، تجاوز عدد الناخبين المسجلين 200 مليون شخص. وكان ما يربو عن 41.1 مليون ناخب قد استفادوا من حقهم في التصويت المبكر، لكن فرز أصواته لن يبدأ إلا بعد انتهاء التصويت الرسمي.
ويذكر أن نظام الانتخابات في الولايات المتحدة غير مباشر، إذ يصوت الناخبون ليس لمصلحة مرشح معين، بل لمصلحة المندوبين الذين يتناسب عددهم في الولايات كلها مع عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إضافة إلى 3 مندوبين من قطاع كولومبيا. وبذلك تضم الهيئة الانتخابية 538 مندوباً. ولحسم المعركة لمصلحته، يحتاج المرشح إلى نيل تأييد 270 مندوباً منهم على الأقل. وفي جميع الولايات، باستثناء نبراسكا ومين، يحصل الفائز على كل شيء، إذ يتم احتساب أصوات جميع مندوبي الولاية لصالح المرشح الذي نال الأغلبية.
ويتم الإعلان عن اسم السيد الجديد للبيت الأبيض ليل الانتخابات، لكن الإجراءات الرسمية المتعلقة بفرز الأصوات طويلة نسبياً، إذ سيدلي المندوبون بأصواتهم في مراسم رسمية يوم 19 كانون الأول. ويؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية يوم 20 كانون الثاني.
(أ ف ب– رويترز– روسيا اليوم- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن