سورية

هجومان منفصلان لـ«جيش الحرمون» و«الجبهة الجنوبية» .. وبيان لـ«موحدة» الغوطة الشرقية يهاجم «الأحرار»…اشتداد المنافسة بين المتطرفين في جنوب سورية

دخلت المجموعات المتطرفة في جنوب سورية في منافسة حادة فيما بينها، من مؤشراتها إطلاق هجومين منفصلين في القنيطرة، الأول من «جيش الحرمون» والثاني من «الجبهة الجنوبية»، إضافة إلى التوتر المتصاعد بين مليشيا «جيش الإسلام»، من جهة، وحركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، من جهة أخرى، في ريف دمشق.
وأعلن المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر» عصام الريس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن هجوماً كبيراً للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش العربي السوري يسيطر عليها في محافظة القنيطرة، موضحاً أن الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقاً لا يشمل «النصرة».
من جهته أفاد المتحدث الإعلامي في «الجيش الأول» أبو سراج، عن إطلاق معركة «نصرة لحرائرنا» في القنيطرة.
وذكر أبو السراج أن «المعركة انطلقت بمشاركة (جبهة أنصار الإسلام) و(غرفة الفاتحين) و(ألوية سيف الشام)، بالإضافة للجيش الأول».
وخلطت «النصرة» وحركة «الأحرار» الأوراق في المنطقة الجنوبية، بعد إعلانهما تشكيل «جيش الحرمون» في إشارة لجبل الشيخ الواقع بين محافظة ريف دمشق والجولان العربي السوري المحتل.
واختيار جبل الشيخ دليلٌ إضافي على أن الغاية من وراء تأسيس «جيش الحرمون»، هي منافسة «جيش الإسلام» و«الجبهة الجنوبية». ولطالما اعتبر «جيش الإسلام» و«الجبهة الجنوبية» أن قربهما من العاصمة دمشق يشكل أكبر رصيد لهما إزاء بقية التنظيمات المسلحة الأخرى، وأنهما بهذا القرب إنما يعززان من أوراقهم التفاوضية في حال حل الأزمة في سورية.
وتداولت تنسيقيات المعارضة في محافظة القنيطرة بياناً عن تشكيل «جيش الحرمون» في ريف القنيطرة الشمالي.
وإلى جانب «النصرة» و«الأحرار»، يضم هذا الجيش، ثمانية فصائل، هي: (الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام – لواء توحيد العاصمة – لواء فرسان السنة – لواء أسامة بن زيد – لواء جبل الشيخ – لواء السيد المسيح – حركة شهداء الشام الإسلامية).
ويبدو أن ما يوحد القوى المحتشدة في «جيش الحرمون»، إضافة إلى قتالها للجيش العربي السوري، هو خشيتها من ميليشيا «جيش الإسلام» والمجموعات المنضوية تحت لواء «الجبهة الجنوبية» التابعة لميليشيا «الجيش الحر». ومؤخراً، تواترت أنباء عن لقاءات عقدها متزعم ميليشيا «جيش الإسلام» زهران علوش مع قياديين من «الجبهة الجنوبية» في العاصمة الأردنية عمان، برعاية الاستخبارات الأميركية والأردنية والسعودية، من أجل وضع خطط للتنسيق في مواجهة كل من النصرة وتنظيم داعش.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت حدة التوتر بين «النصرة» و«القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية» التي تهيمن عليها مليشيا «جيش الإسلام»، بعد دعوة الأولى إلى تشكيل «جيش فتح» في الغوطة الشرقية، على شاكلة ما جرى في إدلب والقلمون، إلا أن «القيادة الموحدة» قابلت دعوة «النصرة» بالرفض، وطالبتها بالانضمام إلى هياكل القيادة وحل مجالس الجبهة القضائية.
وبعد أن صفى «جيش الأمة»، تحول علوش إلى الضغط على «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«الأحرار» في غوطة دمشق الشرقية. إلا أن تركيا نجحت في تهدئة حدة التوتر بين «جيش الإسلام» و«الأحرار» بعقد لقاء بين علوش والشيخ.
لكن الجهود التركية ذهبت على ما يبدو أدراج الرياح بعد البيان الذي أصدرته «القيادة الموحدة» وهاجمت فيه «أحرار الشام» بشدة.
واعتبرت «القيادة الموحدة» في البيان الذي نشرته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن إعلان حركة «الأحرار» «تخريج دورة في الغوطة الشرقية بعد الحكم القضائي بحق فرع الحركة في الغوطة من القضاء الموحد، استهانة بالقضاء وضرباً بقرارات القيادة العسكرية الموحدة عرض الحائط واستفزازاً لها وتقديم الحزبية المقيتة البغيضة على حساب مصلحة الأمة».
وشهدت الأشهر الأخيرة شداً وجذباً بين «القيادة الموحدة» التي يشكل «جيش الإسلام» عمودها الفقري، وبين فرع حركة «أحرار الشام الإسلامية» في الغوطة، إثر مشاكل ناجمة عن قرار الحركة فك اندماجها مع «فيلق الرحمن»، وحصول منازعات وصلت حد الاحتراب بين الفيلق والأحرار، انتهت إلى قرار يلزم الأحرار بتسليم سلاحهم إلى الفيلق، وهو ما امتثلت له الحركة.
لكن الخلاف دب من جديد حول أحقية الحركة في النشاط على أرض الغوطة، لأنها في نظر القيادة الموحدة «تشكيل جديد»، يجب مقاتلته واستئصاله بموجب قرار للقيادة الموحدة يغلق الباب أمام ولادة أي فصيل عسكري جديد في الغوطة، فيما يرى «الأحرار» أنهم تشكيل قديم وموجود قبل قرار القيادة الموحدة، وأن فك ارتباطهم مع فيلق الرحمن، ليس سوى عودة للأصل، وليس فيه إعلان فصيل جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن