قضايا وآراء

«ملحمة حلب» وهزيمة الغزاة..

| صياح عزام 

وصفت مصادر عسكرية، وحتى مصادر أخرى معارضة ما جرى في حلب مؤخراً عندما شنت المجموعات الإرهابية من جماعة النصرة وحليفاتها هجوماً على المحور الغربي للمدينة، في سياق ما أطلقت عليه «المرحلة الثانية من ملحمة حلب الكبرى- غزوة أبو عمر سراقب» بأنه «انتحار»، حيث فشلت تلك الهجمات من دون إحراز أي تقدم على الجبهات، وقد حصل هذا الهجوم في وقت كان يجول فيه وفد صحفي مؤلف من مراسلين عرب وأجانب في حلب عشية بدء هدنة يوم الجمعة 4/11/2016.
بدأ الهجوم بقصف عنيف بصواريخ «غراد» وقذائف الهاون طال حي حلب الجديدة ومشروع 3000 في حي الحمدانية، ومبنى جامعة حلب. وبالتوازي مع القصف، وجهت المجموعات الإرهابية عربتين مفخختين على مواقع الجيش السوري الدفاعية في منطقة الجمعيات في قرية «منيان» المحاذية لحي حلب الجديدة، على حين توجهت مفخخة ثالثة إلى نقاط الجيش على تخوم مشروع 3000 قرب مبنى الأكاديمية العسكرية. ولكن قوات الجيش السوري تمكنت من استهداف عربتين قبل وصولهما إلى هدفيهما، وانفجرت الثالثة أيضاً في مكان بعيد عن هدفها.
وفي أعقاب الهجمات الانتحارية هذه، وفي تكرار حَرْفي لسيناريو الهجوم الأول الذي تعرضت له حلب يوم الجمعة الماضي، شن مسلحون من «تركستان» هجمات عنيفة في محاولة من (الانغماسيين) اختراق مواقع الجيش السوري انتهت أيضاً من دون تحقيق أي تقدم فعلي لهم على الأرض.
الهجمات المتتالية، تزامنت مع تكثيف إعلامي كبير من محطات الفتنة ووسائل إعلامها الأخرى، تضمن نشر أخبار كاذبة عن اختراق الإرهابيين لحي حلب الجديدة السكني ووقوع اشتباكات في شوارع الحي؛ الأمر الذي نفاه مصدر عسكري سوري نفياً قاطعاً، مؤكداً أن «خريطة السيطرة لم تتغير سنتيمتراً واحداً، وأن هذه الأخبار نفسها تم نشرها في هجومات سابقة في محاولة يائسة لخلق بلبلة في مدينة حلب، وشحذ همم المسلحين بمثل هذه الأخبار الكاذبة ليس إلا».
وبعد انكسار زخم الهجمات المذكورة، وعدم تحقيقها أي تقدّم رغم تفجيرات العربات المفخخة الثلاث وعشرات الصواريخ، أطلق إرهابيو النصرة قذائف تحوي مادة «الكلور السامة» على موقع عسكري سوري في منطقة «منيان» ما تسبّب بإصابة عدد من المدنيين والعسكريين بحالات اختناق.
ومما يجدر ذكره، أن روسيا رفعت من نبرة خطابها السياسي والإعلامي حول الهجمات الأخيرة لإرهابيي النصرة ومن يؤيدهم ويدعمهم، وهدّدت بأن هؤلاء الإرهابيين ومن يقف وراءهم «سيدفعون ثمن الهجمات» وفق ما قاله نائب وزير الخارجية الروسي «سيرغي ريابكوف» في تصريح صحفي.
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجموعات الإرهابية داخل أحياء حلب الشرقية والمحاصرة، نتيجة خلافات على النفوذ والسيطرة والمال، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات منهم «من فصائل نور الدين الزنكي وجبهة فتح الشام «النصرة» وكتائب أبو عمارة» حيث هاجم مقاتلو هذه العصابات مقار تابعة لـ«تجمع فاستقم كما أمرت».
باختصار، إن كل الهجمات الإرهابية التي بدأت قبل أسبوعين على حلب وتخومها، عبر فتح عدة جبهات أدى بعضها إلى تسلل إرهابيين إلى ضاحية الأسد وأجزاء من «منيان» غرب حلب، قد انتهت إلى الفشل، حيث استعاد الجيش السوري ومؤازروه جميع المواقع في «منيان»، والضاحية، ومعمل الكرتون، ومعامل أدوية أخرى، وهو يواصل تقدمه لزيادة رقعة الأمان لأحياء حلب حيال قذائف الحقد الصاروخية التي تطول المدنيين في أحياء حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن