رياضة

هزم السيليساو البرازيلي بعد وقت إضافي…الشمع الأحمر الصربي ختم مفاجآت المونديال

خالد عرنوس : 

أكمل منتخب صربيا الكروي للشباب ما بدأه من مفاجأة في النسخة العشرين لمونديال 20 عاماً فتوج بكأس البطولة في إطلالته الأولى على النهائيات عقب فوزه بالنهائي على السيليساو البرازيلي بهدفين لهدف بعد وقتين إضافيين فرضهما التعادل بهدف لمثله بعد مباراة مثيرة، فختم الفريق الأحمر على البطولة بمفاجأته المدوية حارماً أبناء السامبا من الالتحاق بأبناء التانغو في صدارة المنتخبات المتوجة بلقب البطولة، وأصبح المنتخب البرازيلي الأكثر خسارة للنهائي (4 مرات)، وتوقفت بذلك سلسلته دون خسارة في نهائيات البطولة عند 20 مباراة، واحتل منتخب مالي المركز الثالث في البطولة التي اختتمت على الأراضي النيوزيلندية بتغلبه على جاره السنغالي بنتيجة 3/1 بعد مباراة لم تقل إثارة وخاصة أن أهدافها جاء في نصف الساعة الأخير.

نسور بيض
أقيمت المباراة النهائية وسط حضور جماهيري كبير قياساً لمكان إقامة البطولة فقد امتلأت مدرجات ملعب الميناء الشمالي (نورث هاربر استاديوم) في عاصمة بلاد طيور الكيوي عن آخره (25318 متفرجاً) وجاءت على مستوى الحدث لتليق بالمناسبة، وجاءت الأحداث رتيبة طوال الشوط الأول وحتى نصف الثاني وسط أفضلية نسبية للبرازيليين من جهة الاستحواذ على الكرة وعدد الفرص وإن كانت الكفة متوازنة من حيث نوعيتها إلى حد كبير، وعلى أبواب الدقيقة 70 أعلن ستانيسا مانديتش التقدم الصربي إلا أن الرد البرازيلي لم يتأخر أكثر من 3 دقائق فأدرك أندرياس بيريرا التعادل وهو الهدف الثاني لكلا اللاعبين في البطولة، وسارت الأمور إلى التعادل حتى نهاية الدقائق التسعين.
وفي التمديد لم يتغير الوضع كثيراً مع محاولة الطرفين خطف الفوز ولاحت الفرصة أمامهما لحسم الأمور الذي جاء على طريقة الأفلام السينمائية وبتعبير رياضي أكثر دقة على طريقة الضربة القاضية في لعبة الملاكمة، ففي الدقيقة 118 التي شهدت هدف الفوز على المجر في ثمن نهائي البطولة كسر نيمانيا مكسموفيتش مصيدة التسلل وانفرد بالحارس جيان وسجل بسهولة هدفاً منح فريق النسور البيض اللقب الأول على صعيد بطولات الفيفا (منفرداً) إذا ما احتسبنا تتويج 1987 جاء تحت علم الاتحاد اليوغسلافي الذي يعتبر العنصر الصربي أهم مكوناته.
وأصبح نهائي نيوزيلندا 2015 النهائي الثامن الذي يحتاج إلى أوقات إضافية والنهائي الثالث منها الذي ينتهي قبل اللجوء إلى ركلات الترجيح والسادس الذي حمل نتيجة 2/1.

كلاكيت ثاني مرة
وعلى المركز الثالث قلب منتخب مالي تأخره أمام جاره الإفريقي الآخر السنغالي بهدف إلى فوز بالثلاثة، وانتهى الشوط الأول سلباً وشهدت نهايته طرد بابي سيسي ليكمل السنغاليون المباراة بعشرة لاعبين ورغم ذلك فقد افتتحوا التسجيل عبر ابراهيم واجي (64) وردّ الماليون بعد 10 دقائق عن طريق حميدو تراوري الذي عاد وعوض إهدار زميله ساكو(75) ركلة جزاء وسجل هدف التقدم (83)، وسنحت للسنغال فرصة التعادل من جديد إلا أن مالك نيانغ أضاع ركلة جزاء (85) فتصدى لها الحارس دجيجوي ديارا وفي الدقيقة الأولى من الوقت البديل عزز ساماسيكو النتيجة (90+1) ليحتل المنتخب المالي المركز الثالث للمرة الثانية بتاريخه بعد 1999 وللمرة الخامسة للأفارقة.

البطل التاسع
هو ليس بالبطل الجديد تماماً فقد سبق للصرب أن توجوا باللقب العالمي للمرة الأولى عام 1987 في بطولة تشيلي تحت راية يوغسلافيا، إلا أنه بالمقاييس الكروية يمكننا اعتباره بطلاً للمرة الأولى ولاسيما أنه شارك في النهائيات للمرة الأولى بتاريخه منفرداً وبالتالي يمكننا اعتباره البطل العاشر والأوروبي السابع الذي يتوج باللقب مانحاً القارة العجوز لقبها التاسع، ويتصدر الأرجنتين لائحة المتوجين بـ6 ألقاب يليه جاره البرازيلي بـ5 ألقاب ويأتي البرتغالي ثالثاً بلقبين، ولقب وحيد للاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا وصربيا وألمانيا وإسبانيا وغانا.

مشوار البطل
المنتخب الصربي بدأ البطولة بالخسارة أمام الأورغواي بهدف يتيم ضمن المجموعة الرابعة ثم عاد وفاز على مالي بهدفين نظيفين سجلهما ميلينكوفيتش ومانديتش (27 و74) وعلى المكسيك بالنتيجة ذاتها والهدفان لـمكسيموفيتش وزفيكوفيتش (2 و43) ليتأهل متصدراً برصيد 6 نقاط، وفي دور الـ16 تجاوز نظيره المجري بهدفين لهدف ويحسب له أنه سجل التعادل في الوقت البديل عبر سابونيتش (90+1) قبل أن يسجل تالابير بمرمى فريقه بالوقت الإضافي (118).
وفي ربع النهائي احتاج إلى ركلات الترجيح ليتجاوز نظيره الأميركي بنتيجة 6/5 بعد التعادل السلبي، وفي نصف النهائي أصبح عرفاً أن يلعب الصرب أوقاتاً إضافية فتجاوزوا الماليين 2/1 وسجل لهم زفيكوفيتش وسابونيتش (4 و101)، وفي النهائي فازوا بالنتيجة ذاتها، وهو البطل الأول الذي يخوض أوقاتاً إضافية في كل أدوار الإقصاء. أي إن الفريق لعب 7 مباريات ففاز بـ5 وتعادل مرة وخسر أخرى ليصبح الفريق الصربي البطل الثاني الذي يخسر مباراته الافتتاحية في البطولة (والأول منتخب الأرجنتين 2005 ويومها خسر الافتتاح من أميركا بهدف أيضاً)، وسجل البطل 10 أهداف مقابل 4 أهداف بمرماه.

أهداف وهدافون
شهدت مباريات البطولة الـ52 معدلاً تهديفياً جيداً بلغ قرابة 3 أهداف في المباراة بعدما وصلت الأهداف إلى 154 هدفاً، منها 121 هدفاً في الدور الأول، 15 بالدور الثاني و3 أهداف فقط في دور الثمانية وشهد نصف النهائي 8 أهداف و7 أهداف في مباراتي الترتيب.
وتصدر الأوكراني فيكتور كوفالينكو والمجري بينكو ميرفو لائحة الهدافين برصيد 5 أهداف ومنح الأول جائزة الحذاء الذهبي بفضل تمريرتين حاسمتين، ونال الألماني مارك ستيندرا الحذاء البرونزي برصيد 4 أهداف و3 تمريرات حاسمة بعد تعادله بالأهداف مع مواطنه هاني مختار والمالي أداما تراوري والبرتغالي أندريه سيلفا وسجل 3 أهداف الألماني نيكلاس ستارك والأوزبكي خامداموف، وسجل هدفين 26 لاعباً، وجاء 6 أهداف بالخطأ بالمرمى، و7 أهداف من علامة الجزاء.

جوائز
اختير نجم المنتخب المالي أداما تراوري أفضل لاعب في البطولة بعدما قاد فريقه إلى المركز الثالث في البطولة بفضل بصمته على 7 من أهداف منتخب بلاده.
والأهم بفضل دوره المحوري داخل الملعب فهذا اللاعب الذي سيكمل العشرين من عمره في 28 من الشهر الحالي يعتبر قائداً لرفاقه وقد وصفه موقع الفيفا بأنه بمنزلة ميسي لمنتخب مالي، تراوري يلعب لنادي ليل الفرنسي.
ونال حارس مرمى صربيا بردراغ رايكوفيتش جائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى بعد دوره الكبير في تتويج منتخب بلاده باللقب وقد خاض الدقائق الـ750 كاملة فاهتزت شباكه 4 مرات فقط، واحتسب له موقع الفيفا على الشبكة 29 حالة تصد صعبة أو حالت دون دخول الكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن