رياضة

خرزة زرقة لسيدات سلة نادي الثورة

| مهند الحسني

لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن جميع أنديتنا يبدو أنها فهمت موضوع نظام الاحتراف بمفهومه الخاطئ، والذي يتطلب من هذه الأندية فتح باب التعاقدات على مصراعيه أمام اللاعبين واللاعبات بغية تسجيل نتائج طيبة وإنجازات تسجل في سجل إدارات هذه الأندية، ولكن إدارة نادي الثورة الدمشقي كان لها رأي مختلف، وربما يعتبر النادي الوحيد الذي يعمل ضمن مفهوم الاحتراف بمعناه الحقيقي، وقد قرأنا في كتب الأدب أن الإنسان حاصد لما يزرعه، وإذا طبقنا هذه المقولة على واقع سيدات نادي الثورة فإننا سوف نمنحه العلامة التامة، نظراً للجهود الكبيرة المبذولة في سبيل بناء جيل سلوي واعد في هذا النادي الذي يعد من أفقر الأندية الدمشقية من الناحية المادية وأغناها تنظيماً من جميع النواحي الفنية والإدارية.

عشرة على عشرة
أدركت إدارة نادي الثورة الحالية أن موضوع التعاقدات التي تأتي تحت تسمية الاحتراف لن تفيد النادي قيد أنملة ولن تساهم في تطوير اللعبة، ووجدت أن الاعتماد على أبناء وبنات النادي هو السبيل الوحيد لبناء جيل سلوي على أسس سليمة، لذلك سارعت الإدارة منذ سنوات طويلة إلى صب جل اهتمامها على قواعد اللعبة لديها، وفضلت العمل بهدوء وتروٍ بعيداً عن ضجيج التعاقدات، ووفرت لفرقها كل سبل التدريبات الجيدة رغم كل الصعاب والمنغصات التي تعترض مسيرة النادي الذي لا يملك منشأة رياضية، وليس لديه صالة تتمرن فيها فرقه، ومع ذلك قلبت سلة سيدات الثورة كل الموازين ونجحت في خلق جيل سلوي واعد من اللاعبات، وبدأ النادي يقطف ثمار جهوده المضنية التي بذلها في سبيل وصول هذا الفريق لهذه المرحلة من التألق والعطاء، فهو الفريق الوحيد الذي لم يضم بين صفوفه سوى لاعبة واحدة (رشا سكران) ولديه دكة بديلات هنّ الأفضل وبأعمار صغيرة، فالفريق رغم أنه خسر هذا الموسم أمام فريق الوحدة المدجج بأفضل لاعبات القطر اللواتي جئن من أندية مختلفة تحت تسميات عديدة، غير أن الفريق قدم نفسه بكل أناقة، وبدت لمساته المدرب الخبير هلال الدجاني واضحة على أدائه الذي سيكون له شأن كبير وحصاد وفير من النتائج الايجابية في المواسم المقبلة، لذلك على جميع الأندية التي تسعى لتصل لمرحلة التألق واعتلاء منصات التتويج أن تحذو حذو تجربة نادي الثورة الناجحة بكل الأعراف، وحينها فقط ستكون سلتنا الأنثوية في أوج قمتها، ولن تتنازل أبداً عن منصات التتويج عربياً على أقل تقدير.

كاليتيم على طاولة اللئيم
في الرياضة السورية فقط يكرم العمل العشوائي ويهمل العمل الصحيح، لن أخوض في فحوى هذه المقدمة القصيرة لأن الخوض فيها يحتاج إلى مجلدات، لكني أفضل أن أسلط الضوء على هذا النادي الذي كان من أكبر الروافد لمنتخباتنا الوطنية باللاعبين واللاعبات، لكنه ما زال يعاني الأمرين بموضوع منشآته التي باتت إعادة تشييدها تعد ضرباً من ضروب المستحيل بعدما عاث الإرهاب فيها الكثير من الخراب نتيجة الحرب الكونية التي تشهدها البلاد، لذلك فرق النادي تجد مشقة كبيرة في إجراء حصصها التدريبية في مقر النادي المكشوف في فصل الشتاء، وانتقالها للصالة الفرعية يكلف النادي الكثير من الأموال، من دون أن يكون هناك أي دعم من القيادة الرياضية لهذا النادي، الذي لا يلقى من الدعم سوى الفتات قياساً على ما يغنج به باقي الأندية، رغم عراقته وخطواته الصحيحة.
وعلى اتحاد السلة الاستفادة من تجربة نادي الثورة والعمل على تعميمها على أنديته على أمل تطوير مفاصل اللعبة الأنثوية التي بدأت تشيخ شيئاً فشيئاً من دون أن يكون هناك حلول ناجعة ومفيدة لها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن