سورية

بعد أن رفع السرية عن المملكة…ويكيليكس: برقيات السعودية تميط اللثام عن نظام دكتاتوري أصبح يشكل تهديداً لنفسه وجيرانه

عادت تسريبات «ويكيليكس» إلى الواجهة، وهذه المرة عبر السعودية، لتكشف عن أكثر من نصف مليون وثيقة، قسم منها «سري للغاية» لوزارة الخارجية السعودية تشمل اتصالات لسفارات المملكة في العالم.
ونشر موقع ويكيليكس، وثائق مسربة قال: إنها لوزارة الخارجية السعودية، وأخرى عن وزارة الداخلية والاستخبارات العامة في هذا البلد، وتحوي بحسب الموقع أعداداً كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الوزارة والهيئات الخارجية، كما قال الموقع: إن الوثائق سيتم نشرها تباعاً خلال الأسابيع المقبلة، علما بأن موقع ويكيليكس نشر كدفعة أولى 70000 وثيقة فقط.
وقال مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج: إن «برقيات السعودية تميط اللثام عن «نظام دكتاتوري لم يحتفل فقط بإعدام 100 شخص هذا العام، بل أصبح أيضاً يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه». ويقول موقع ويكيليكس: إن «الوثائق التي بدأ بنشرها تبين أيضاً البيروقراطية والمركزية الشديدة التي كانت تدار بها المملكة العربية السعودية».
وأضاف بيان صحفي نشره الموقع أنه «بصرف النظر عن سجل المملكة الشائن في مجال حقوق الإنسان، لا تزال المملكة الحليف الأول للولايات المتحدة الأميركية والمملكة البريطانية المتحدة في الشرق الأوسط، ويعود ذلك إلى امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم».
وذكر «ويكيليكس» تحت عنوان «موقع ويكيليكس ينشر الوثائق السعودية» بأن المملكة أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم، متفوقة على الصين والهند وبلدان أوروبا الغربية مجتمعة، مشيراً إلى أن السعودية لعبت دوراً رئيسيا في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
هذا وأشار الموقع المسرب للوثائق السرية الرسمية إلى أنه على مدى الأربعين عاماً الماضية، تولى وزير الخارجية سعود الفيصل وحده إدارة الشؤون الخارجية للمملكة العربية السعودية، ما جعله يحتل الرقم القياسي في مدة تولي منصب وزير الخارجية على مستوى العالم.
كما أظهرت وثائق وزارة الخارجية السعودية التي سربها ويكيليكس أن أرشيف الوزارة يعج ببرقيات التحويلات المالية إلى السفارات لشراء صمت وسائل الإعلام في كل أصقاع العالم من كندا إلى إندونيسيا ومن أستراليا إلى باكستان وصولاً إلى دول نائية كالتشاد والنيجر وبوروندي ومن أجل إخراس النقاد بالإغراء والاستمالة والتهديد والابتزاز.
وقالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية التي تنشر الوثائق بالتعاون مع موقع ويكيليكس: «إن مقدار السطوة التي فرضها النظام السعودي على الإعلام في الإقليم والعالم يفوق التصورات ويظهر جانباً مخيفاً من تعامله مع النقاد ويجعل من الكلام عن هيمنة سعودية على الإعلام حقائق وأرقاماً لا مجرد شائعات واتهامات».
وأشارت الصحيفة إلى أن «15 سفارة سعودية كانت قد وقعت عقوداً مع هذه الشركات بحلول عام 2013 وفواتير العقود موجودة في الوثائق وهي بملايين الدولارات».
وأوضحت الصحيفة أن الهم الأول للعقل الدبلوماسي السعودي صاحب المال الكثير والكفاءة القليلة وفق الوثائق هو ملاحقة أي نقد لمملكة ولو في أقاصي الدنيا والعمل على استمالة أو إسكات قائله حتى لو كان موقعاً صغيراً على الانترنت لم يسمع به أحد.
وبينت الصحيفة أن «نظام آل سعود يدفع الملايين وينسق حملات كبيرة لمنع القنوات الإيرانية من البث عبر الأقمار الصناعية ويهدد وسائل إعلام عريقة بالمحاصرة وقطع العائدات الإعلانية ومنع البث الفضائي». ويأتي نشر الوثائق السعودية المسربة بالتزامن مع حدثين، أولهما أن الـ19 من حزيران هو الذكرى الثالثة للجوء مؤسس موقع ويكيليكس إلى سفارة الإكوادور في لندن، طلبا للحماية بعد ملاحقته من قبل القضاء الأميركي، وثانيهما أن شركة «غوغل» كشفت بأنها أرغمت على تسليم المزيد من المعلومات إلى الولايات المتحدة من أجل المساعدة في محاكمة موظفي «ويكيليكس» بتهم التجسس ونشر برقيات دبلوماسية للولايات المتحدة.
روسيا اليوم – سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن