سورية

بوغدانوف وعبد اللهيان يبحثان الأزمة السورية…الحصاد الفعلي لكامب ديفيد.. قطر تتصل بإيران.. والسعودية تعزز علاقاتها مع روسيا

الوطن – وكالات : 

بعد الموقف الحازم الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول سورية، اتفقت روسيا وإيران على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب وإخراج منطقة الشرق الأوسط من الأوضاع التي تمر بها حالياً.
وجاء التواصل الإيراني الروسي في أعقاب زيارة لولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا، التقى خلالها الرئيس بوتين.
وبعد يوم من الزيارة الملكية السعودية، أعلن بوتين عن استعداد روسيا «للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم، وبالتعاون مع المعارضة السلمية، بإجراء إصلاح سياسي». وفي رسالة غير مباشرة لزواره السعوديين، أكد بوتين أن بلاده لا تريد أن يحل نفس مسار الأحداث في ليبيا والعراق، في سورية. وأضاف موضحاً: «هذا ما يمليه علينا موقفنا في تأييد الرئيس بشار الأسد وحكومته، ونحن نعتقد أنه موقف صحيح، وكان من الصعب جداً أن يتوقع منا أي شيء آخر».
وأجرى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أمس اتصالاً هاتفياً مع مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
ونقلت وكالة الأنباء «سانا» عن عبداللهيان وبوغدانوف تأكيدهما ضرورة القيام بإجراءات دولية فاعلة لمكافحة الإرهاب وإخراج المنطقة من الأوضاع التي تمر بها حالياً. ووفقاً للوكالة فقد بحث الجانبان مستجدات الأوضاع في سورية وليبيا، وشددا على المواقف المشتركة للبلدين تجاه التطورات الإقليمية ومكافحة الإرهاب ودعمهما للحوار في جنيف حول الأزمة في اليمن وضرورة وقف الاعتداءات العسكرية وعلى إيجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد.
واختتم ولي ولي العهد السعودي يوم الجمعة زيارة رسمية لروسيا استغرقت 3 أيام. ورجح الكرملين أن يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل، على أن يرد الرئيس الروسي بزيارة المملكة.
وخلال زيارة ابن سلمان تم التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات بين السعودية وروسيا، أبرزها في مجال الطاقة النووية السلمية.
ورأى مراقبون أن سعي السعودية إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا جاء نتيجة للأزمة التي تعيشها العلاقات بين الرياض وواشنطن، على خلفية التعارض في مواقفهما من أزمات المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني وسورية. ورأوا أن عزم سلمان زيارة روسيا بعد قراره عدم السفر إلى واشنطن لحضور القمة الأميركية – الخليجية في منتجع كامب ديفيد، مؤشر على تلك الأزمة.
وأوضح المراقبون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي استبق قمة كامب ديفيد بتغذية آمال الخليجيين بإمكانية تغطية حرب ضد سورية على غرار عدوان عاصفتي الحزم والأمل على اليمن، أحبط آمال الملك سلمان عندما أصر على تضمين البيان الختامي للقمة تأكيداً على الحل السياسي للأزمة في سورية.
ولفتوا إلى أن ما شهدته القمة من تناقض بين مواقف الدول الخليجية حيال سورية، والتباس في المواقف السعودية، دفع قطر، التي روجت لدى إدارة أوباما لحلف عسكري تركي سعودي يطيح بالنظام في سورية، إلى استكشاف خيارات أخرى بينها الانفتاح على العراق وإيران. وسبق للمغرد السعودي الشهير «مجتهد» أن كشف عن كواليس ما جرى في كامب ديفيد. وقال في سلسلة تغريدات نشرها قبل أسبوعين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه «كان هناك تفاهم في الاجتماع على عدم مضيعة الوقت في الحديث عن الاتفاق النووي وإيران والتركيز بدلاً من ذلك على سورية والعراق واليمن وخاصة سورية».
وأضاف «مجتهد»: «تكلم أوباما مبدياً القلق من تقدم المجاهدين في سورية والخوف من سقوط (الرئيس) بشار (الأسد) وأن البديل بعد (الرئيس الأسد) هو تنظيم (داعش) وأن سقوط (الرئيس الأسد) يعني سيطرة التنظيم». وبحسب «مجتهد» فإن أوباما حذر «من أن تقديم تركيا والسعودية وقطر السلاح لبعض الفصائل الموثوق فيها من قبل أميركا لا يضمن عدم سقوط السلاح بيد الفصائل الإرهابية». وتابع: «خلاصة كلام أوباما هو إيقاف أي شكل من أشكال الدعم لأي فصيل (مسلح في سورية) حالياً، وهو موقف لم يعجب (ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد) بن نايف، ولا القطريين»، واستدرك «لكن الجنرال الصغير فاجأ الجميع» في إشارة إلى ابن سلمان.
وأوضح المغرد السعودي أن ابن سلمان «قفز فجأة.. وقال أنا أؤيد بقوة كلام سيادة الرئيس (أوباما) وكون (الرئيس) بشار (الأسد) طاغية لا يهمنا، ما دام لا يمثل خطراً علينا بل يهمنا خطر الإرهابيين الكبير» في إشارة إلى تنظيم داعش.
وأشار «مجتهد» إلى أن ولي ولي العهد السعودي واصل حديثه «وسط استغراب الجميع»، لافتاً إلى أن مواقف ابن سلمان «أسعدت (ولي عهد أبوظبي الشيخ) محمد بن زايد آل نهيان، كثيراً لأنه أولا يتفق معه، وثانياً يجعله وسيلة للاقتراب منه». وذكرت مصادر متطابقة أن الموقف الإماراتي يشدد على أولوية القضاء على داعش في كل من سورية والعراق.
وفي إطار الإحباط القطري من المواقف السعودية خلال كامب ديفيد، وضع المراقبون اتصال أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بالرئيس الإيراني حسن روحاني ليل الخميس-الجمعة.
وذكرت وكالة «إسنا» الطلابية الإيرانية، أن تميم أكد لروحاني أن على قطر وإيران «تجاوز خلافاتهما»، واصفاً العلاقات بين البلدين بـ«التاريخية والقوية». واعتبر تميم أن إيران «يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في إرساء السلام والأمن في المنطقة»، مشدداً على أن الحوار يجب أن يحل محل العنف في سورية والعراق واليمن. ودعا تميم وروحاني إلى إنهاء العنف في المنطقة خلال شهر رمضان.
وبعيد عودته من قمة كامب ديفيد، أرسل أمير قطر وزير خارجيته خالد بن محمد العطية إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث أعلن الأخير من هناك اتفاقه مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري على إعادة افتتاح السفارة القطرية وتعيين سفير لها في بغداد خلال الفترة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن