رياضة

بلا وعي

مالك حمود : 

 

مهما تغير وتبدل الزمن فلكل شيء ثمن، وللنجومية ثمنها الباهظ وضريبتها المستمرة كي تبقى في الألق مستقرة، فالنجومية تعب وصبر وتحمل وحرمان للحفاظ على التوهج اللافت للأنظار والقادر على كسب أعلى الأسعار.
هكذا منطق الرياضة وهذه قاعدة الاحتراف الحقيقي في كرة القدم التي تشهد سباقاً شديداً بين أقوى أندية العالم لكسب أهم النجوم، ويشتعل المزاد، وملايين الدولارات واليوروهات ترصد لضم هؤلاء النجوم، ومهما اشتدت المنافسة في (حرب النجوم) فإنه يبقى للقاعدة الاحترافية الفعلية مكانها الأساسي ومنطقها الجاد في البحث بالجانب السلوكي للاعب مثل الجانب الفني أو أكثر.
وإلا لما تردد نادي مانشستر يونايتد في ضم نجم نادي يوفنتوس الإيطالي ومنتخب تشيلي أرثور فيدال لمجرد سبب سلوكي بعدما اتضح أن حادث السير الذي ارتكبه مؤخراً بسيارته كان نتيجة لقيادته السيارة وهو مخمور.
النجومية بأكملها لم تشفع لصاحبها عند إساءة السلوك الشخصي وربما أضاعت عليه عقداً لن يتكرر، وما أظن تصرفا كهذا سوف يتكرر من صاحبه بعد ذلك الدرس القاسي للاعب ولغيره، ولكن هل لكرتنا ونجومها درس من هذا الكلام؟
لاعبونا لديهم من الوعي الكافي لقيادة سياراتهم بكامل الوعي والتوازن، ولكن لا يمنع من متابعة اللاعبين ما داموا محترفين ولهم عقود احترافية نظامية يفترض أن تحدد ما لهم وما عليهم، وهنا السؤال: هل هناك رقابة على تحركات اللاعبين خارج الملعب؟!
قد يعارضني البعض بأن المطلوب من اللاعب الأداء ضمن المستطيل أما خارجه فهو حر متناسين أن أي تصرف خاطئ كالسهر والتدخين سوف ينعكس على مستواه وينكشف بالملعب..
لا مانع من التحركات الاستباقية، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، ولاسيما أن الاحتراف ظهرت آثاره الإيجابية على لاعبينا، ويكفي أنه أطال عمر اللاعب السوري الذي كان في زمن الهواية سقف اعتزاله في الثلاثين من عمره، ومن النوادر رؤية لاعبين في ملاعبنا فوق الثلاثين، أما الآن فقد صار طبيعيا رؤية لاعبين تجاوزوا الثلاثين بسنوات.
رغم كل ذلك تبقى الضوابط مطلوبة وهي متبعة في بعض الأندية الكبيرة بمنطقتنا العربية ومنها الزمالك الذي يخصص إداريا مهمته متابعة اللاعبين والتأكد من أماكن سهرهم ومدى سهرهم، فهل نصل إلى تلك المرحلة أم إن كرتنا وأهلها مازلوا بكامل الوعي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن