قضايا وآراء

مشروع العدوان.. وخسارة ورقة حلب

| ميسون يوسف 

ريفاً ومدينة.. حلب في نزال المعركة الأخير.. وما اختطف من حلب يعود إلى حضن الوطن حيث ترسم حدود النار بسلاح الجيش العربي السوري وحلفائه الذي أسقط المغامرة التركية شمالاً وأكد صرامة الإنذار السوري وجديته رفضاً للجنون العابث في حدود الشمال وانتهاك السيادة الوطنية، وكما وعد الرئيس بشار الأسد فها هو الميدان الحلبي يجيب… وتتحول حلب إلى منارة للعزة الوطنية وتدفن في شعابها أحلام دعاة السلطنة ومشاريع العدوان على سورية.
في أقل من أسبوع تم تحرير نصف المساحة المختطفة من أحياء حلب الشرقية بعد أن اتخذ قرار الحسم مع الإرهابيين بعد رفضهم أي اتفاق تسوية ورهانهم على دعم ورعاية مشغليهم في الخارج.
ولعل مشهد هروب آلاف المدنيين، هؤلاء الذين اتخذهم الإرهابيون دروعاً بشرية يحتمون بها، فتفلتوا من قبضتهم ما أن فك الجيش العربي السوري الحصار الإرهابي عنهم ونجاهم من بطش الإرهاب ومكّنهم من الاندفاع نحو المعابر الإنسانية التي فتحها الجيش العربي السوري، أحدث الصدمة لدى من راهن حتى اللحظة الأخيرة على فرض أمر واقع على المدينة يعاكس السيادة السورية عبر الدعوة إلى هدن إنسانية واختلاق مسميات مخادعة كالإدارة الذاتية وغيرها… كما أن خسارة ورقة حلب من أيدي أعداء سورية تعني أيضاً سقوط ورقة التدخل الإنساني التي لطالما استخدمها الغرب شماعة لتمرير قرارات تدخلية في مجلس الأمن ضد سورية.
على أي حال ورغم أن الانتصارات في حلب الشهباء تتتالى فإننا نقول إن استعادة نصف مساحة ما أفسد الإرهابيون أمنه فيها لا يشكل إلا مرحلة من مراحل مواجهة الإرهاب لدحره واجتثاثه، فالقرار باقتلاع الإرهابيين من كامل الجغرافيا السورية هو قرار لا رجعة فيه، وسورية مع حلفائها ماضية في التنفيذ حتى النهاية…. وعلى المعنيين أن يستخلصوا العبر مما جرى في حلب وأن يفهموا جيداً أن طريق المصالحة هو طريق نجاة مفتوح لهم، وعليهم سلوكه إن أرادوا النجاة لأنفسهم، وإن استكبروا وأصروا على غيهم فلن يكون لهم دواء وعلاج إلا الميدان، أما رعاتهم في الخارج فعليهم أن يعرفوا أن سورية لديها من المناعة ما يحول من دون الاستجابة إلى تهويلهم وتهديدهم وخداعهم.
بين تقدم المشاة العسكري للجيش السوري والضغط الشعبي الرافض للإرهابيين تنحسر خيارات الإرهابيين على الجغرافيا السورية.. شمالاً الهزيمة العسكرية تلاحق فلولهم وإلى الشمال أيضاً ينقل من تبقى منهم أمتعته إلى هزيمة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن