شؤون محلية

«تعرّف إلى لاجئ».. مفوضية شؤون اللاجئين تدق ناقوس الخطر…سورية من أفضل الدول الداعمة للاجئين

محمود الصالح : 

يحتاج العالم إلى تجديد التزامه اليوم باتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين ومبادئها التي جعلتنا أقوياء، ولنتمكن من تقديم المأوى الآمن في بلداننا وفي مناطق الأزمات ونساعد اللاجئين في إعادة بناء حياتهم علينا تجنب الفشل. بهذه الكلمات توجه المفوض السامي لشؤون اللاجئين «انطونيو غوتيريس» إلى العالم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، مؤكداً أن هناك بعض دول العالم ما زالت تغلق حدودها في وجه اللاجئين ووصلنا إلى لحظة الحقيقة المتمثلة بتهاوي استقرار العالم مخلفا حالات من النزوح على نطاق غير مسبوق وتحولت القوى العالمية إلى مراقب غير فاعل وأن 86% من اللاجئين يتواجدون في دول فقيرة وهذا سيؤدي في المستقبل إلى عدم استقرار في هذه الدول بسبب استنفاد قدراتها.

«42» ألفاً يومياً
مساعد رئيس البعثة السامية لشؤون اللاجئين في سورية أجمل خيبري قال: إن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو التعرف إلى اللاجئين على المستويين الشخصي والفردي وجعل الجمهور قريبا منهم والتوضيح للجمهور كيف أن هؤلاء اللاجئين هم أشخاص عاديون يحيون ظروفا استثنائية. كلفت المفوضية بتوفير حماية دولية للاجئين وإيجاد حلول دائمة لهم ومددت ولاية المفوضية فيما بعد لتقديم المساعدة الإنسانية والحماية إلى النازحين داخليا في بلدانهم وهذه الحقيقة نلمسها بشكل واضح جداً في سورية. منذ بداية الحضارة تعاملنا مع اللاجئين كونهم يستحقون حمايتنا مهما كانت خلافاتنا فقد أدركنا التزامنا الإنساني الأساسي بإيواء هؤلاء الفارين من الحرب والاضطهاد، تتشارك المفوضية السامية وشركاؤها والمجتمع الدولي في مهمة توفير المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة الناس والذين هم بحاجة إلى المساعدة ويبحثون عن ملاذ آمن هربا من الاضطهاد ومع ارتفاع عدد اللاجئين يصبح الحفاظ على التمويل واستمرار تدفق المساعدات أكثر تحدياً حيث تزداد الصراعات في وقتنا الراهن. لقد فاق عدد الفارين من الحروب في العام الماضي أكثر من أي وقت مضى ووصل عدد اللاجئين والنازحين حول العالم 60 مليوناً منهم 20 مليون لاجئ و40 مليون نازح 15 مليوناً منهم في سورية والعراق فقط، ويزداد يوميا عدد اللاجئين والنازحين بمقدار 42500 لاجئ ونازح وبقيت الجمهورية العربية السورية وبرغم ما تعانيه منذ خمس سنوات من أسخى الدول في استقبال اللاجئين فوفرت لهم خلال السنوات العشرين الماضية الملجأ والتعليم المجاني وعملت بشكل وثيق مع المفوضية السامية لضمان سلامة وحماية ورفاه اللاجئين منذ عام 1991، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لسورية حكومة وشعباً على كرمهم وحسن ضيافتهم طوال السنوات الماضية.

«27» ألف لاجئ الآن
مسؤول الاتصال والإعلام في المفوضية فراس الخطيب أدار الندوة وقدم لتجارب عدد من اللاجئين في سورية وأجاب عن جميع تساؤلات الإعلاميين وأبدى استعداده لتقديم كل ما من شأنه تسليط الضوء على نشاطات المفوضية قال: الهدف من هذه الندوة التعريف على تجارب اللاجئين وأن نستمد منهم الأمل وأن نتعرف إلى حياتهم وفي البداية لابد أن نقول إن الجمهورية العربية السورية هي من أكثر دول العالم استجابة لاحتياجات اللاجئين على الرغم من عدم توقيع سورية على هذه الاتفاقية حتى الآن ولكنها تقدم دعما ماديا ومعنويا أكثر من الدول الموقعة على الاتفاقية، هناك 120 بلداً في العالم تحتفل بيوم اللاجئ العالمي ومنها سورية.

ألف متطوع في نهاية العام
أحمد محسن كبير مسؤولي الحماية في المفوضية قال: لم تصدق سورية على اتفاقية1951 لكن كم الحريات والمساعدات فيها تكاد تفوق خدمات الدول التي صدقت على الاتفاقية الآن يوجد في سورية 8 ملايين نازح داخلي ونحن الآن نحاول أن ندمج خدماتنا بين النازحين واللاجئين ونقدم المساعدات الغذائية فقط إلى اللاجئين، أما النازحين فنقدم لهم المساعدات غير الغذائية ونحن نؤمن أن المساعدة الأكبر هي من الدولة ولدينا في سورية 320 متطوعاً للمساعدة في توفير الخدمات إلى اللاجئين ومن المقرر أن يصل عدد المتطوعين في سورية إلى ألف متطوع لدينا 19 مركزاً مجتمعياً خدمياً في مختلف مواقع النزوح الداخلي ونحن نعتمد على المنح الدولية لأنها تشكل 98% من اعتمادات المفوضية أما التبرعات العالمية فلا تزيد على 2% من اعتمادات المفوضية.
«تعرف إلى لاجئ» هذا هو عنوان الحملة التي تقودها المفوضية وقدمت خلال هذه الندوة عدة نماذج موجودة في سورية «الوطن» التقت بعضهم فقالوا:

لم تنصب خيمة
حسن الصادق أحمد من السودان دارفور لاجئ إلى سورية منذ عام 2008 قال: اعتقد أن قصتي لا تزال في فصلها الأول لأنها مركب أمل أفرد شراعه منذ زمن طويل. أنا من دارفور وذهبت إلى كردفان ودرست في جامعة أم درمان الصحافة ولم أكملها، هاجرت إلى سورية لأن سورية كانت الدولة الوحيدة التي تستقبل اللاجئ دون فيزا أو شروط وكنت أحلم أن أهاجر إلى أوروبا أخيراً اكتشفت أنه من الصعب عليّ إعادة التوطين وتكيفت مع الواقع الحالي في سورية وعشت 5 سنوات قبل الأزمة في سورية كانت من أجمل أيام حياتي وبعد بداية الأزمة تنقلت إلى مختلف المناطق في سورية وخلال هذه الرحلات تعرفت على أشياء جميلة يحملها اللاجئ وقررت التطوع في المفوضية وزادت أحلامي وكان هاجسي العمل الإنساني لأنني أجد نفسي فيه. سجلت في كلية الحقوق في جامعة دمشق وأنهيت الآن السنة الأولى وإن شاء اللـه سأحصل على الشهادة الجامعية من سورية والحقيقة أنا كلاجئ في سورية كنت أتصور قبل قدومي إلى سورية أن أماكن اللاجئين هي عبارة عن خيم وحياة قاسية لكن عندما دخلت سورية وجدت أن المخيمات في سورية هي عبارة عن أحياء عادية لا تختلف عن أي حي وحارة في سورية فيها كل مقومات الحياة الكريمة والخدمات فيها أسواق ومدارس وحدائق وكل شيء ولا يوجد أي لاجئ في سورية يعيش في خيمة وعند انتهاء الأزمة لن أغادر سورية لأن لها علي فضل كبير لأنه من المعيب أن أترك سورية في أزمتها.

لوحات وحب وتوءم
فادي من حمص سجل تجربته في المنظمة هو صيدلي كان يعمل في أحد مصانع الأدوية في حمص 2010 اضطر للهرب من منزله في حمص القديمة في عام 2011 بعد حدوث الاشتباكات فيها وعندما عادت حمص القديمة آمنة عاد إليها فوجد منزله مدمرا بشكل كامل، استأجر منزلاً في حي آخر وبدأ عمله الإضافي في المصنع وهناك قابل خطيبته رنا التي كانت تشارك في الدورات التدريبية في المصنع وعرفا أنهما من الحي القديم نفسه ولم يسبق أن التقيا قبل الأزمة وتحابا وخلال شهر تموز القادم سيتزوجان.
الحقيقة هذه قصص حية من ملايين قصص اللجوء في العالم والتي نعتقد أنها لن تنتهي في المدى المنظور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن