رياضة

كيف يحقق منتخبنا حلم مونديال روسيا 2018؟ … إجراءات عاجلة ودعم مالي كبير ومدرب عالي المستوى

| نورس النجار

يفصلنا أكثر من ثلاثة أشهر على مباريات الإياب من نهائيات آسيا المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وتحت شعار «سورية في روسيا» شارك منتخبنا بالتصفيات فاستطاع الوصول لكأس آسيا 2019 ويشارك بالنهائيات المونديالية واستطاع منتخبنا تحقيق 5 نقاط من أصل 15 نقطة محتملة بالفوز على الصين 1/صفر والتعادل مع كوريا الجنوبية وإيران صفر/صفر والخسارة أمام كل من قطر وأوزبكستان بنتيجة صفر/1.
وبهذه النتائج استطاع منتخبنا الارتقاء بسلم الترتيب الدولي ولكن ذلك ليس كافياً لتكون مسيرة منتخبنا خلال التصفيات المونديالية إيجابية ونحقق حلم الوصول إلى النهائيات العالمية.
أمامنا أكثر من ثلاثة أشهر والفرصة سانحة لنعيد ترتيب الأوراق للارتقاء أكثر، ومن حقنا أن نسأل اليوم: أين اتحاد كرة القدم وإستراتيجيته للمنتخب الوطني؟ وماذا يفعل لأجله؟ وكيف يعد العدة لمرحلة الإياب من التصفيات المونديالية؟

من حقنا أن نسأل: سيدخل منتخبنا مرحلة الإياب (على البركة) ويستعد ضمن الإمكانات المتاحة، هل هناك أي فرصة للتعاقد مع شركة راعية للمنتخب الوطني لتأمين مباريات ودية ومعسكرات خارجية؟
يجب أن نقول اليوم وبكل وضوح وبعد قراءة مباريات مرحلة الذهاب: إن الفرصة أمامنا ذهبية للوصول لكأس العالم بشكل مباشر أو الملحق الآسيوي، وهنا لا بد من أن تتضافر الجهود من أجل ذلك، ولا بد من اتحاد كرة القدم أن يرسل كتاباً للاتحاد الرياضي العام ويطلب كل ما يحتاج إليه لأجل المنتخب، كما قلنا الفرصة ذهبية والوقت موجود، وإن لم نستغل ذلك فسنندم أشد الندم، مهما كان المبلغ المالي الذي سيتم دفعه لتحضير المنتخب وتجهيزه بشكل لائق للتصفيات المونديالية فتحصيله ليس مستحيلاً، فكل مشاركة لنا أو وصول إلى مرحلة معينة من التصفيات يكون لنا فيها مبلغ مالي، والجميع يعلم أن اتحادنا يملك كتلة مالية في الاتحاد الدولي لكرة القدم وسيتم عاجلاً أم أجلاً تحصيلها، وهذا أمر يجب أن يؤخذ بالحسبان، لا بد لنا أن نتكلم ونقول: لا نريد شحاً على منتخبنا الوطني، فالآمال معقودة على ما سيتم تقديمه وما سيتم العمل له لأجل المنتخب ولأجل تحقيق الحلم، تحضير متواصل خلال هذه الأشهر ستكون كافية لتحقيق أكثر مما نحلم به، وما نتمناه أن تكون الآذان مصغية، وتحمل القيادة الرياضية واتحاد كرة القدم مسؤوليتها في سبيل تحقيق الحلم، فإن لم يتم تأمين ذلك من القيادة الرياضية فيجب تأمينها من المؤسسات الحكومية والشركات، على أن يتم العمل كفريق واحد من الجميع، من خلال تأمين إعانات للمنتخب الوطني، فعلى سبيل المثال تستطيع القيادة الرياضية تشكيل لجنة مهمتها تأمين دعم مالي للمنتخب من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وحتى الشعبية، فالمنتخب أمانة برقبة الجميع.
ماذا يحتاج المنتخب؟
قضية اللاعبين المحترفين تبقى الأمر الصعب والشائك في منتخبنا وقدومه للالتحاق بمعسكرات المنتخب الداخلية، وعلى اعتبار أن أهم لاعبينا في الدوري العراقي، يمكننا عمل معسكرات المنتخب في العراق على سبيل المثال، وعندها سيلتزم اللاعبون مع المنتخب وسيتم انتقاء الأجدر ليكون بين صفوف المنتخب، وهنا نؤكد على كلمة الأجدر وليس على كلمة (المحسوبية)، وضمن السياق نفسه لا بد من التخلص من المحسوبيات في تحديد لاعبي المنتخب الوطني، ونملك العديد من اللاعبين المحترفين ليس بالدوري العراقي فحسب بل في أوروبا أيضاً وسنكون بحاجة إلى الجميع خلال المرحلة القادمة.
أيضاً يجب ترك (الموانة) التي اعتاد عليها منتخبنا من الدول الشقيقة والصديقة حيث نطلب من الدول تأمين معسكر في أرضها وضمن شروطنا، الأمر الذي يجعل المعسكر ليس اختيارياً بل على حسب الدول التي توافق على شروطنا، وعندها لا نجني الفائدة المرجوة من المعسكر أو من المباراة الودية، وعندما نتحدث أننا على بعد خطوة من تحقيق الحلم فعلينا التفكير جدياً بما ينفع منتخبنا لا بما ينفع الآخرين.

الواقع الفني
أيضاً من المنطق دراسة الواقع الفني للمنتخب وهل نحن بحاجة إلى تدعيمه في مرحلة الإياب؟ لا شك أن مدربنا قدم أكثر من المطلوب منه وهذه نقطة إيجابية تسجل في خانته، لكن هل سينجح أسلوبه في الاستمرار بما بدأ به مرحلة الذهاب؟ في كل المسابقات والبطولات تكون عادة مباريات الإياب على غير الذهاب وذلك لأن الأوراق تصبح مكشوفة وهذا أولاً، ولأن الفرق الكبيرة تبحث عن التعويض فتلعب مبارياتها بقوة مضاعفة من دون أي رحمة، وهذا الأهم.
وأمام ذلك لا بد من التعاقد مع مدرب أجنبي بمركز المدير الفني مع المحافظة على كامل كادر المنتخب الوطني إداريين وفنيين، هذه الخطوة التي نطلبها ليست إقلالاً من قيمة كادرنا الوطني إنما هي بمنزلة الدعم له، وخصوصاً أن مباريات الإياب تتطلب تكتيكاً فنياً خاصاً.
ولا عيب في هذا الإجراء فالكثير من المنتخبات بدلت مدربيها في مرحلة الذهاب كقطر والصين وغيرها في المجموعة الأخرى، والتبديل جاء من مصلحة المنتخب، فدوماً المصلحة العامة يجب أن تكون فوق أي مصلحة شخصية.
أيضاً من الضروري العناية بالناحية النفسية فالمباريات القادمة هي أشبه بنهائي الكؤوس ولا بد من تأهيل لاعبينا نفسياً على تحمل ضغط المباريات الكبيرة الحاسمة وزرع ثقافة الفوز في أنفسهم تجنباً لأي انهيار نفسي يقود إلى خسارة غير محتملة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن